المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • كابوس التفكيك: من الامتيازات إلى العقود (2)

    (1)

    عرضنا فى الأسبوع الماضى لملاحظاتنا العامة حول مؤتمر مؤسسة الفكر العربى الذى أقيم بالمغرب مطلع هذا الشهر حول: «حلم التكامل وخطر التقسيم». أما عن مساهمتنا فى المؤتمر فقد كانت فى إطار الجلسة التى ناقشت موضوع: «التحولات الجغرافية /السياسية التى لحقت بالمنطقة ومستقبلها… وهو موضوع اجتهدت فيه مبكراً وتناولته فى كتابى الأول: «الحماية والعقاب: الغرب والمسألة الدينية فى الشرق الأوسط من الدولة العثمانية إلى نهاية القرن العشرين». وقد رصدت فى هذا الكتاب كيف تتم التحولات على أرض الواقع فى منطقتنا من خلال ما أطلقت عليه آلية «الإلحاق ـ التجزئة» من قبل الدول الاستعمارية أولاً ثم القوى العظمى التى ورثت الاستعمار التقليدى لاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية. وحاولنا فى مساهمة مكملة عام 2007 أن نرصد ما طرأ من مستجدات فى هذا السياق.. وأخيراً فى مؤتمر فكرى طرحنا رؤية مكملة لما سبق.. فما محصلة كل ذلك؟

  • كتاب الأخلاق لأحمد أمين

    الأخلاق مبحث أساسى فى الفكر الإنسانى. وقد ظلت تحظى بالاهتمام من حقول معرفية متعددة مثل: الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع. ولم يقتصر الاهتمام بالأخلاق على العلوم الإنسانية فقط، بل حرصت العلوم الطبيعية على أن يكون لها ما يعرف بـ«المواثيق الأخلاقية» Code of Ethics، تحكم التجارب العلمية، وممارسة المهن. إلا أن التجربة الشمولية بطبعاتها: النازية، والدولتية الاشتراكية، والشعبوية القديمة التى تتسم بالزعيم الكاريزماتى، والعنصرية قد حطمت وحاصرت وخدعت مواطنيها وعاملتهم كرعايا تابعين. كذلك الطبعة الشرسة من الرأسمالية أو الليبرالية الجديدة التى سادت منذ سنة 1979 قد جعلت من الحياة الإنسانية «سوق»، ومن القيم الأخلاقية «سلع».. والنتيجة، أنه فى الحالتين: الشمولية والرأسمالية الجامحة، انتزعتا روح الإنسان. ما جعل موازين القيم الأخلاقية فى اختلال.

  • كرة القدم والطبقة العاملة الإنجليزية

    (1) «المصنع والملعب»

    يقدم لنا مسلسل «اللعبة الإنجليزية» الذى أنتجته «نتفليكس» عام 2020 فى ست حلقات قصة حقيقية مزدوجة الخط الدرامى.. فمن جهة عرض للصراع الضارى الذى كان يدور بين عمال النسيج وبين أصحاب المصانع الذين لم يكن يهمهم إلا الحفاظ على أرباحهم ومستوياتهم المعيشية مرتفعة بغض النظر عن تدهور أحوال العمال الاجتماعية والصحية والبيئية... إلخ، هكذا كان «حال الطبقة العاملة فى إنجلترا»، بحسب كتاب «إنجلز» الشهير.. ومن جهة أخرى، جسد المسلسل هذا الصراع عمليا من خلال لعبة كرة القدم.. فلقد عانت الطبقة العمالية فى كل من: المصنع والملعب.. فكما كانت «لندن» هى مركز الطبقة الأرستقراطية والطبقة البرجوازية الصناعية والبنوك، والتى من حقها تحديد السياسات الخاصة باقتصاديات الصناعات المختلفة فيما يتعلق بالأجور

  • كل شىء قابل للبحث والمراجعة

    المجتمعات الحية هى التى تُخضع، دومًا، أفكارها ونضالاتها وخبراتها للبحث والمراجعة.. فهى تعيش حالة حيوية على المستويين الفكرى والتطبيقي، تتجسد فى إبداعات مستمرة.. وهذا يحتاج إلى عملية متواصلة من التقييم الذاتى.. لا فكرة، ولا عمل إبداعىّ، ولا إنجاز من أى نوع، ولا شخص، ولا موضوع، ولا حدث، ولا إجراء- فوق النقد. لا قداسة فيما هو نسبى.. لا بطولة مطلقة لشخص بمعزل عن السياق المجتمعى، بما يحمل من تركيبة اجتماعية وطبقية، وملابسات وظروف وتوازنات سياسية وثقافية، وتأثيرات إقليمية ودولية.. وعليه نجد العقل، بالمعنى الواسع للكلمة، فى المجتمعات الحية الحيوية- حاضرا بقوة، دون إقصاء للمشاعر، كما هو شائع، حاضرا ليعيد النظر من أجل مستقبل أفضل.

  • كل هذا العشق؟... نعم وأكثر!

    «فى قلوبنا عشق».. الكتاب الثانى لصديق العمر، ورفيق الرحلة «توماس جورجيسيان». الكاتب المصرى الأرمنى المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية والذى يطل علينا بمقالاته الحميمة وتقاريره الثرية عبر الأهرام وصباح الخير، (الصادر عن دار دلتا للنشر والتوزيع- 2018) هو كتاب فى عشق: «اكتشاف الحياة. فرحلة الحياة مهما قصرت أو طالت، يجب أن ننشغل باكتشافها». فمن حصيلة الاكتشاف نحصد الإبداع، والجرأة، والتجدد، والحب، والسعادة، والتجويد، والحكمة، ونستلهم معانىَ جديدة، ونمتلك مسارات بديلة...

  • كلمات بعيدة عن السياسة

    1- كتبت كثيراً عن الشأن العام. وأستأذن القارئ الكريم أن أكتب اليوم بعض الكلمات البعيدة عن السياسة. كلمات تعبر عن غبطة داخلية وفرح بأنى مصرى. وأن جهدى العلمى والسياسى والوظيفى الذى قمت به لم يضع هباءً.هذا الجهد الذى انطلق من قاعدة المواطنة التى آمنت بها ومارستها، متجاوزاً كل الانسدادات السياسية والمدنية. فرح مصدره التقدير الذى يحصل عليه المرء ويعكس سلامة المسيرة ـ بدرجة أو أخرى ـ بما تحمل من توجهات واختيارات، وانحيازات، وإنجازات.

  • كوكو شانيل..

    (1) عودة شريهان

    عادت الفنانة «شريهان»، بعد غياب طويل، لتجسد شخصية مصممة الأزياء العالمية «كوكو شانيل» (1883- 1971)، من خلال عرض راقص تعبيرى غاية فى الرقى، تواصل به مسيرة هذا الفن الذى تناوب الإبداع فيه بالتوازى، من جهة، مؤسسيا، كل من مدرسة الباليه المصرى العريقة التى تأسست مع مشروع الثقافة المصرى فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى ومعها فرقة رضا.

  • كيف نتعرف على الفصل الأول من تاريخنا الحضارى؟

    «زيارة جديدة لتاريخ لمصر القديمة»

    فى عقدى الثمانينيات والتسعينيات، من القرن الماضى، صدرت مجموعة من الكتب المعتبرة التى تتناول التراث الفكرى للحضارة المصرية القديمة فيما يشبه إعادة الاعتبار للكتابات التى تتناول حضارتنا المصرية العريقة. تقاسم هذا الجهد، فيما أذكر، من جهة أولى، هيئة الآثار المصرية، آنذاك، من خلال سلسلة عنوانها: نحو وعى حضارى معاصر أو سلسلة الثقافة الأثرية المصرية (مشروع المائة كتاب). ومن جهة ثانية، دار الفكر، التى كان يشرف عليها الكاتب والمناضل الراحل الدكتور طاهر عبدالحكيم (صاحب المؤلف التأسيسى: الشخصية الوطنية المصرية).

  • لا لدولة اقتصاد السوق.. ومرحباً بـ«دولة الرفاه التنموية»

    (1)

    فى أسبوع واحد وقع فى يدى عدة كتب تتناول واقع العديد من الدول التى أخذت بسياسات الليبرالية الجديدة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. وكيف أن هذه السياسات التى دعت بالأخذ باقتصاد السوق المفتوح على مصراعيه، وبالخصخصة، قد أدت إلى اختلالات هائلة وأزمات مالية متعاقبة. وفى هذا السياق، ومن محصلة هذه الكتابات التى تعتمد على وقائع، ودراسات ميدانية، وأرقام، وإحصائيات، وأفكار مبدعة سواء فى تفسير ما جرى أو فى محاولة ابتكار ما يعبر بالإنسانية إلى الرفاهة والسعادة.

  • لبنان: الصياغة والمعادلة التاريخية

    (1)
    بحبك يا لبنان

    من أكثر البلدان التى ارتبطت بها «لبنان». فعلى مدى ربع قرن وأنا أقوم بزيارته بشكل دورى. ففى عام 1995 تقلدت منصب الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وكنت على مدى ستة أعوام أسافر إلى لبنان بانتظام بحكم العمل مرة كل شهرين.

  • لقطة و زمنين

    (1)

    هناك الكثير من اللقطات فى حياتنا التى تعكس كيف أن المشهد العام لحياتنا بات ينقسم بشكل حاد بين زمنين.. زمن ينتمى إلى الماضى بشكل تام.. وزمن مغاير يعبر عن مستقبل مختلف.. وأن هناك مسافة باتت قائمة بين الزمنين.. من هذه اللقطات: لقطة تتعلق بأفراحنا المعاصرة.. فلقد دعيت مؤخرا إلى أكثر من فرح فى الفترة الأخيرة.. ووجدت المشهد العام يتكرر كأنه صورة بالكربون.. فما إن يستقر العروسان على كرسييهما وتبدأ فعاليات حفل الزفاف، التى تكتسب شرعيتها ـ واقعيا ـ مع انطلاق عمل الـ«D.J»،

  • لماذا تهاجر الكفاءات؟

    سمر عادل: اجتهاد شامل لكارثة لا تتوقف!»

    قليلة هى الدراسات التى تتناول الأسئلة الحقيقية حول ظواهر الواقع وعلاقة موازين قواه المحلية ببعضها البعض فى الداخل، وعلاقتها بالنظام العالمى وتوجهاته الاقتصادية والسياسية والثقافية. وفى دراستها المعتبرة «اقتصاديات هجرة الكفاءات» (الهيئة المصرية العامة للكتاب- 2020) تقارب الأستاذة «سمر عادل» إشكالية «هجرة الكفاءات» أو «نزيف الأدمغة»،

  • لمن يكتبون.. وماذا؟

    (1) «جيل جديد: ذائقة أخرى وخيارات مختلفة»

    منذ عدة سنوات، استوقفنى خبر عن الحشد الشبابى الذى احتشد انتظارًا لأحد الشعراء الشبان فى إحدى فعاليات معرض الكتاب آنذاك.. الخبر فى ذاته لا غبار عليه. كما أن من حق أى مجموعة أن تحتفى بمبدعيها كيفما ترى. ولكن الملابسات التى واكبت هذا اللقاء كانت لافتة للنظر للأسباب التالية: أولها: أن الشباب الحاشد قد ذهب قبل موعد اللقاء بأربع ساعات تقريبا. بالطبع، جيد أن يحترم المرء المواعيد، ولكن المفارقة أن القادمين مبكرًا جاءوا فى موعد ندوة كانت تسبق لقاء الشاعر واحتلوا القاعة بالكامل. ذلك لأنه لم يحضر أحد للمشاركة فى الندوة إلا المتكلمين

  • ليبيا.. الميزان والذهب

    كتاب العلامة «جمال حمدان» عن ليبيا كتاب مفتاحى لفهم: أهميتها التاريخية، والديموغرافية، والاقتصادية من خلال التطورات «الجيوبوليتيكية» (الجغرافية ــ السياسية) التى طالتها عبر العصور. وتاريخية العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر وليبيا والتى وصفها بعلاقة «الطين والرمل» المتشابكة بين الوادى والصحراء... قد تكون ليبيا، يقول حمدان، كدولة «ظاهرة حديثة جدا فى السياسة الدولية. بنت القرن العشرين على الأكثر، ولكنها فى حكم الجغرافيا السياسية، وبمقاييسها دولة قديمة للغاية، عمرها عشرون قرنا على الأقل»... فمنذ عرف الإغريق القدماء الأرض التى ذكرها لنا «هيرودوت باسم ليبيا، والعالم مضطر إلى أن يفردها كوحدة جغرافية متميزة». فبين «كتلة جزيرة المغرب» غربا، ووادى النيل بمصر» شرقا، وإلى «الجنوب من الحوض الأوسط للبحر المتوسط، تمتد مساحة شاسعة»، لا مفر من اعتبارها منطقة جغرافية قائمة بذاتها. ثم هى فى الوقت نفسه وإن اشتركت معهما فى القطاع الأكبر من الصحراء، التى هى بحد ذاتها عامل فصل أولى، تختلف بقطاعها الفعال عن كل منهما اختلافات متفاوتة ولكنها أساسية، سواء فى البنية أو البيئة، الطبيعية والبشرية... ومن هذين العاملين: أولا: مطلق الامتداد المترامى؛ وثانيا: الاختلاف الطبيعى والبشرى المطلق والنسبى؛... تستمد ليبيا قوتها؛ من الموقع والثروة الطبيعية والبشرية.

  • مئوية مفكر عالمى معاصر

    مئوية الفيلسوف الفرنسى إدجار موران

    فى الأسبوع الماضى، كنت أتنقل بين القنوات الأوروبية الإخبارية والثقافية، وفجأة توقفت عند أحد البرامج.. استوقفنى ديكورها البسيط الجميل والحداثى اللافت.. حيث تجلس مجموعة من جيل الشباب تتحاور مع أحد الكهول الذى كان فى قمة نشاطه الذهنى يحاور الشباب ويجيب عن أسئلتهم ويتواصل مع ملاحظاتهم عبر حوار ممتد.. وكان كذلك فى قمة أناقته التى تنتمى للذوق المعاصر المتحرر غير الكلاسيكى.. وكان الجلوس فى غرفة أقرب إلى المكتبة التى تطل عبر نافذتين على مساحة خضراء ممتدة.. وسرعان ما عرفت المتحدث ــ بحديثه الموسوعى و«كوفياته» الحرير التى تطوق رقبته دوما ــ خاصة وقد قرأت له مبكرا.. فلقد كان ضيف اللقاء الفيلسوف الفرنسى المعاصر الذى لم يزل يشتبك مع جديد إشكاليات العصر «إدجار موران» (1921) صاحب الكتابات التالية: المنهج، وإلى أين يسير العالم؟، ونحو سياسة حضارية، وثقافة أوروبا وبربريتها،...، إلخ..

  • ما هى مشاكل الأقباط؟ أولاً: المشاكل الدينية (2)

    رسم الأستاذ عمرو سليم، الأسبوع الماضى، كاريكاتيرا مبدعا.فيه يتكاتف مواطنان، يعلق أحدهما هلالا والآخر صليبا على صدره، ويسيران فى انحناء تتساقط منهما الدموع معا، ويأتى التعليق معبرا..

  • ما هى مشاكل الأقباط؟ ثانيا: المشاكل المدنية (3)

    انطلقنا فى تعاملنا مع مشاكل الأقباط من أرضية المواطنة، والتى تعنى لدينا الانتماء المركب للمصرى المسيحى كونه مسيحياً، وفى نفس الوقت مواطنا.. مسيحى الإيمان يختلف مع البعض فى الدين من جهة، ومواطن يشترك مع المختلفين معه دينيا فى الكثير من الأمور بداية من الانتماء الطبقى والمهنة والانتماء الرياضى و..الخ. وعليه ميزنا بين المشاكل ذات الطبيعة الدينية والتى يمكن للكيان الدينى أن يتحاور حولها، وبين المشاكل ذات الطبيعة المدنية التى يتعرض لها المواطن المصرى المسيحى فى المجال العام بسبب الانتماء الدينى. أما الحديث عن الأقباط الملة ذوى المصالح الواحدة والمشاكل الواحدة أو الحديث عن الأقباط الأقلية الدينية التى تواجه أغلبية دينية أظن أنه لا يستقيم مع المواطنة بالمعنى الذى حاولنا شرحه منذ البداية.

  • ماذا أعددنا لمئوية ثورة 1919؟

    (1) فى مارس القادم، أى بعد أقل من عام، سوف تحل الذكرى المئوية لانطلاق ثورة 1919.. وأظن من المشروع أن نتساءل هل هناك أى تحضيرات من الاحتفال بهذا الحدث التاريخى؟...أم سيمر الحدث مرور الكرام، مثلما مرت مئوية جمال عبد الناصر فى يناير الماضى، إذا ما استثنينا بعض النشاطات المتناثرة التى قام بها بعض المُخلصين من أجل إحياء ذكرى «ناصر»...والكثير من المئويات التى مرت بمصر خلال العقد الماضى.

  • ماذا تعنى المواطنة؟

    قد يبدو السؤال مزعجا وثقيلا لدى البعض. وقد يبدو متكررا لدى البعض الآخر...«مزعجا وثقيلا» لأن هناك من يدرك أن حديث المواطنة يعنى الحقوق. وأنه ما إن يبدأ حديث الحقوق، فإنما يعنى هذا أنه يجب أن يترتب عليه مكتسبات فى المجالات: المدنية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية. ومحصلة المكتسبات ودرجتها ونوعيتها وطبيعتها هى التى تنقل الأفراد من الحالة الرعوية إلى الحالة المواطنية... ومن الانكفاء على أنفسهم فى التجمعات الأولية (أشكال التنظيم الأولية: العشيرة، القبيلة، الطائفة،...، إلخ)

  • ماذا جرى للمدينة العربية؟.. (2)

    (1) «مدن فى حال تحرك وتبدل»
    بدأنا فى استعراض الدراسة القيمة والهامة حول المدينة العربية للمؤرخ والأديب والدبلوماسى الأخ العزيز الكبير الدكتور خالد زيادة، والتى يحاول الإجابة فيها عن سؤالين كبيرين هما: ماذا تبقى من الماضى المدينى وتقاليده؟.. والثانى: ما هى حال حداثتنا المدينية والعمرانية؟.