المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • طريقتان فى التفكير: «الدورى» و«الكأس»

    (1)

    كعادة حوارات هذا الزمن، لابد أن يتطرق الأمر إلى الواقع والأوضاع والمستقبل، وماذا جرى، «وإحنا رايحين على فين»…إلخ. ولأن مراحل الحراك الكبيرة فى حياة المجتمعات «تخلخل» الكثير من المسلمات و«المستقرات»، وتظهر «التناقضات» التى تكون قابعة ومستترة، فإن النتيجة تكون الفرز المجتمعى الحاد بين «مؤيد» ومساند» و«محفز» للتغيير وبين «معارض» و«معاند» و«معوق» له…

  • طه حسين يناقش مشاكل 2008

    فى الأحوال الطبيعية يكون لكل زمن قضاياه ومشاكله.. وتصبح مهمة المعاصرين من رجال الفكر والسياسة وأهل الاختصاص هى كيف يمكن أن تحل هذه القضايا والمشاكل ليس بمنطق الحلول المؤقتة والتسكينية, وإنما بمنهج مستقبلى يضمن التقدم للأجيال القادمة, ولكن أن تظل القضايا المطروحة منذ عقود هى نفسها المطروحة فى الوقت الراهن, فذلك أمر يحتاج إلى وقفة حاسمة, لأن الدلالة المباشرة لذلك هو أننا محلك سر وأن هناك طرفاً من مصلحته أن يبقى الأمرالواقع على ما هو عليه.. ما الذى يجعلنى أقول ذلك؟

  • عائد من أُكسفورد «الفرحة المزدوجة» (1)

    (1)

    وصلتنى فى شهر سبتمبر الماضى دعوة للمشاركة فى سيمنار تنظمه كلية بيمبروك، إحدى كليات جامعة أكسفورد (عددها 40 كلية تقريبا)، تحت عنوان: «الدين والسياسة فى مصر». وذلك للحديث عن «مفهوم الدولة المدنية فى مصر»، (وسوف نتحدث تفصيلا عن هذه المشاركة فى مقالنا القادم). ولم أتردد لحظة فى قبول الدعوة، وذلك لسببين،

  • عائد من أُكسفورد الدولة المصرية الحديثة بين «المدنى» و«الدينى» (٢)

    (1)

    فى إطار السيمنار الذى نظمته كلية بيمبروك ـ بجامعة أُكسفورد حول «التدين والسياسة فى مصر» يومى 12 و13 مارس الماضى. قدمنا بحثنا المعنون: «الدولة المصرية الحديثة بين المدنى والدينى»، ملحق بها عنوان فرعى نصه: «قصة مدينتين بين المصالحة البناءة والخصومة المدمرة».. حكمنى فى كتابة الدراسة عدة محددات. الأول: أن ما طلب منى فى خطاب الدعوة للمشاركة فى أعمال السيمنار أن ألقى الضوء حول «مفهوم الدولة المدنية». ونظرا لأننى أفضل استخدام مفهوم الدولة الحديثة لأنها أكثر شمولا وتعكس فى تتبع تشكلها العديد من المواصفات منها: «المدنية» و«الحداثة» و«المدينية» و«الحضرية» و«المواطنة»،… إلخ.

  • عالم جديد وفكر قديم

    فى اليوم التالى لمباراة مصر وتونس والتى استطاع فيها السوبر نجم «مو صلاح» أن يحرز هدفا بديعا: تحضيرا، وتمريرا وتصويبا، فازت به مصر على منافس تاريخى عتيد. أثار الإعلامى المخضرم عمرو أديب قصة مُبكية/ مضحكة حول إلغاء إدارة أحد مراكز الشباب الريفية لعضوية «محمد صلاح» نظرا لأنه لم يدفع الاشتراك السنوى. ومن ثم منعه من ممارسة حقوق العضوية وواجباتها، علما بأن المبلغ المطلوب سبعة جنيهات مصرية فقط لا غير. وقد حاول البعض تسديد قيمة الاشتراك إلا أن موظفى المركز رفضوا قبول المبلغ نظرا لأن اللائحة تحتم حضور الشخص بنفسه لتسديد الاشتراك.

  • عالم فى خطر

    (1) من توزيع الثمار إلى توزيع الأخطار.. ما الفرق؟

    على مدى الأسبوعين الماضيين، عرضنا لأطروحة رؤيوية مبكرة قدمها، نهاية الثمانينيات/ مطلع التسعينيات، عالم الاجتماع الألمانى أولريش بيك (1944 - 2015) حول الخطر الذى شمل غالبية مواطنى المجتمع، وكيف مارست الطغمة العولمية التى حكمت العالم وفق سياسات الليبرالية الجديدة ما أطلقنا عليه «سلطة الخطر» فى خلق حالة مستمرة من تهديد الإنسان/ المواطن وإخضاعه

  • عبد الغفار شكر: «المنظمة والتنظيم»(1)

    (1)

    أستاذ عبد الغفار شكر، قيمة وطنية وسياسية كبيرة. وهو رقم فاعل فى التجربة السياسية المصرية على مدى عقود وإلى الآن، أمد الله فى عمره. فلقد كان الأستاذ عبدالغفار، أحد المشاركين الأساسيين فى بناء التجربة السياسية الناصرية فى مرحلتى: يوليوـ الثورة، ويوليوـ الدولة. وتحديدا من خلال: «منظمة الشباب»، و«التنظيم الطليعي» فى زمن ناصر. وهو أيضا أحد المشاركين الفاعلين ـ ولكن من موقف معارض فى مرحلة يوليو الدولة المضادة ـ فى بناء التجربة الحزبية المصرية الثانية فى تاريخ مصر وقت حكم السادات وامتداده المباركى. والنضال بدأب عبر كل التشكيلات الاحتجاجية التى تشكلت وتكثفت معا فى لحظتين تاريخيتين هما: «حراك 25 يناير و30 يونيو»…

  • عبدالغفار شكر: «المنظمة والتنظيم» (2)

    (1)

    انطلقنا من اختيارنا عرض مجلدى الأستاذ عبدالغفار شكر المعتبرين عن: «منظمة الشباب» و«التنظيم الطليعى»، (أصدرهما مركز دراسات الوحدة العربية)- من قناعة مُختبرة تقول إن أساس التقدم هو التراكم ولا يمكن أن يتم التراكم ما لم تكن لنا ذاكرة حية. والذاكرة كى تكون حية لابد من أن تكون حاضرة. وبالفعل فلقد حفظ لنا أستاذ عبدالغفار شكر بهذين المجلدين المعتبرين ذاكرتنا الوطنية لـ«منظمة» و«تنظيم» تاريخيين من إبداعات المرحلة الناصرية.. ليس بهدف استنساخهما وإنما من أجل إدراك الدروس المستفادة.

  • عشوائيات ومنتجعات

    (1)

    للفيلسوف اليونانى الشهير أرسطو، عبارة لا أنساها، وردت فى كتابه السياسة تقول: «إن المجتمع يمر فى أطوار أو مراحل متعاقبة تعكس تطوره. ففى البدء تكون العائلة؛ والتى تعد الجماعة الأولى التى كونتها الطبيعة من أجل إشباع الحاجات الأولية، ثم ظهرت «القرية»؛ وهى الجماعة المشكلة من عدة عائلات بغية إشباع حاجات لم تعد تعتبر يومية بصفة بحتة. وأخيرا ظهرت المدينة؛ التى تتميز بالاستقلال الاقتصادى وتمتلك القدرة على كفاية ذاتها». وأظن أن أطروحة أرسطو لم تزل مقبولة فى عمومها، ومرجعية للنظريات الاجتماعية ـ الاقتصادية/ التى تتعلق بالمكان وتطور المدن والقرى/الحضر والريف،…،إلخ. خاصة أن هذا التطور يعكس انتقالا اقتصاديا وإنتاجيا ومن ثم تحولا ثقافيا من حالة إلى حالة. فالاقتصاد الريفى الذى يقوم على الزراعة وعلى علاقات إنتاج زراعية يختلف عن المدينة التى تقوم على التجارة والصناعة بعلاقات الإنتاج الأكثر تعقيدا، ومن ثم تختلق القيم الثقافية والسلوكيات المترتبة على ذلك.

  • عقد الوطنية والإبداع المصرى

    قرأت وكتبت عنه منذ فترة طويلة.. وتحدثت عنه فى «العاشرة مساء» مؤخرا.. وأخيرا رأيته وجهاً لوجه فى أحد البرامج التليفزيونية الأسبوع الماضى.. إنه إحدى الحبات الثمينة من حبات عقد الوطنية والإبداع المصرى.. إنه اللواء باقى زكى سليمان، واحد من أبطال حرب أكتوبر: صاحب فكرة تفتيت الساتر الترابى لخط بارليف.

  • على السلمى ورؤية فى بناء الوطن

    «...علينا واجب استنهاض الإنسان المصرى لينفض عن نفسه مظاهر التواكل والانكسار، ويبادر إلى ممارسة حقوقه باعتباره مواطنا وشريكا فى تقرير مصير الوطن والحصول على خيراته، وباعتباره مسؤولا عن مصيره ومصير أبنائه وأحفاده والأجيال القادمة من المصريين»...

    (2)

    بهذه الكلمات، يبدأ الأستاذ الدكتور «على السلمى» (1936ــ العالم الإدارى ونائب رئيس الوزراء الأسبق، الوطنى الخلوق)، رؤيته المعنونة: «إعادة بناء الوطن: خارطة الطريق نحو التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية» (إصدار سما للنشر ــ 2015) انطلاقا من المرجعية القيمية التى حكمت الحركة الوطنية، عبر العصور، وفى الدولة الحديثة. فكانت «سندا لها فى كفاحها المتصل من أجل تحقيق الاستقلال الوطنى ضد المستعمرين الأجانب والسعى إلى الخلاص من استبداد الحكام الطغاة من أبنائها، وذلك عبر سنوات تاريخها الحديث» وصولا إلى يناير ويونيو، «أملا فى الاستقرار السياسى والسلام الاجتماعى والنهوض الاقتصادى والعلمى». ما «يتطلب تصميم وتنفيذ استراتيجية لإعادة بناء الوطن»...

  • على نجيب: «الخبير المثقف الوطنى».. (1)

    رأيت المهندس على نجيب ثلاث مرات على فترات متباعدة بداية من مطلع التسعينيات. وفى كل مرة كان يتكلم قليلا ولكنك تشعر أن لديه الكثير والكثير الذى يمكن أن يسهم به فى تنمية مصر. وحاولت أن أعرف ما هو مكنون لدى الرجل. وبالفعل عرفت من بعض الأصدقاء من هو على نجيب. كما أحضرت كتبه التى سجل فيها أفكاره فى الاقتصاد والمجتمع. كذلك يومياته المهمة التى سجل فيها تجربته الثرية. ووجدتنى أمام واحد من «سلسال المصريين المبدعين»، الذين يعيشون بيننا. ينجزون ويبدعون ويوثقون رؤاهم فى صمت وبهدوء شيمة الكبار الذين يخدمون أوطانهم لوجه الله والوطن.

  • على هامش زيارة لجنة الحريات الدينية (1)

    (1)
    يوم بعد يوم، ومن خلال متابعتى للكيفية التى ندير بها قضايانا وملفاتنا المختلفة يزداد يقينى بأمرين، أولا: إننا لا نعطى للعلم والمعرفة وللدلالة المفاهيمية للأمور الأولوية والاهتمام.. ثانيا: إن هناك بيئة داخلية تتضمن عناصر لها مصالح أن تبقى الأمر الواقع على ما هو عليه.. وهو أخطر ما يهدد الدولة الحديثة التى تحدثنا عنها الأسبوع الماضى.. وينطبق هذا الأمر على كثير من مناحى حياتنا.. منها التعاطى مع قضايا الحريات عامة، ومن ضمنها الحريات الدينية.. كيف؟.. لنأخذ هنا زيارة اللجنة الأمريكية للحريات الدينية إلى مصر فى الشهر الماضى مثالا نموذجيا.. كيف؟.

    (2)
    بداية، أذكر أن كاتب هذه السطور هو صاحب المؤلف الوحيد باللغة العربية (الحماية والعقاب: الغرب والمسألة الدينية فى الشرق الأوسط منذ قانون الرعاية المذهبية الصادر وقت الإمبراطورية العثمانية إلى القانون الأمريكى للحرية الدينية).. وعلى مدى القسم الثانى من الكتاب (من ص 81 إلى ص 156) عرضنا تفصيلا للقانون الأمريكى للحرية الدينية، الذى أطلقته جماعة دينية متشددة أمريكية بعنوان «بيان إثارة الوعى» فى يناير 1996، ومع تزايد ضغط اليمين الأمريكى: الدينى والسياسى على الكونجرس بمجلسيه، تمت الموافقة على القانون فى صورته الدينية بالرغم من أن هناك مشروعا اقترح أثناء المناقشات حاول أن يخفف من المرجعية الدينية للقانون وإضفاء الصبغة المدنية عليه بعض الشىء (مقترح دون نيكلز) والاستناد للمرجعية الدولية لا المرجعية الأمريكية دون غيرها.. 
    وأقر القانون فى 1998، ملزما الرئيس الأمريكى مشتركا مع الكونجرس بتشكيل لجنة مستقلة للحرية الدينية، وإصدار تقريرين للحرية الدينية حول العالم سنويا: الأول فى مايو من كل عام تصدره اللجنة، والثانى من قبل السفير المتجول المسؤول عن الحرية الدينية التابع للخارجية الأمريكية الذى يصبح عضوا فى اللجنة دون أن يكون له حق التصويت.. والقانون يتضمن 15 عقوبة سياسية واقتصادية، ويقسم الدول تبعا لتصنيف خماسى دقيق يعتمد مفهوما للاضطهاد باعتباره حالة مستمرة ومنظمة (وليس بحسب المادة 18 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان بحسب دون نيكلز).

    (3)
    صدر كتابنا فى فبراير 2000 أى منذ عشرة أعوام بالضبط، ودأبنا على الكتابة الدورية حول الموضوع مع كل زيارة للجنة، وأخذنا ننبه إلى خطورة القانون وما يتضمنه، واقترحنا واقترح غيرى الكثير فى محاولة حل الإشكاليات العالقة، ولكن لا حياة لمن تنادى، حتى سنة 2004 ثم امتنعنا، لشعورنا بغياب الجدية فى مواجهة الأمر.. وتكفى الإشارة إلى أنه حتى تاريخه وهو ما توضحه تصريحات من تلاقيهم اللجنة أو من تطلب تعليقاتهم لا نعرف هوية اللجنة (فتارة اللجنة برلمانية، وتارة حكومية، ومرة تتبع المجتمع المدنى، أحد المسؤولين يصفها بأنها تابعة للكونجرس) وعدم معرفة بأن هناك تقريرين يصدران كل عام، وبالتالى فهم الدلالات المفاهيمية لما تتضمنه التقارير عن مصر وما يترتب عليها، ولا ينسحب حديثى على الوقائع والأحداث.

    (4)
    بيد أننا لم نمتنع عن المتابعة.. فما الذى تضمنه تقرير 2004 واعتبرته نقطة تحول آنذاك وما الذى جد اليوم فى 2010.. فى 2004بدأ التقرير يستخدم تعبير «المجموعات الدينية فى مصر» Religious Groups، فمصر تتكون من مجموعات دينية بشكل عام تنقسم مسيحيا إلى مجموعات مسيحية Christian Groups، وإسلاميا إلى مذاهب، وعليه تم إدراج الشيعة.. كما يستخدم التقرير تعبير الأقليات الدينية ويدخل تحته الأقليتان اليهودية والبهائية.. كما بدأ الحديث عن الإخوان، وبالرغم من إدانة التقرير لماضيهم واستخدامهم العنف إلا أنهم يذكرون تحرش الحكومة بهم.. وأخيرا صدر تقرير 2004 وهو يعتبر مصر فى قائمة الدول التى تقع تحت المراقبة Watch List، .. ما دلالة ذلك؟

    (5)
    لم ندرك كلنا بدون تمييز أن مصر التى يتحدثون عنها هى مصر المجموعات الدينية وليس مصر الجماعة الوطنية القادرة على استيعاب الاختلافات بين مواطنيها.. ووقعنا فى فخ الحوار على أرضية مصر المجموعات الدينية من جهة، كما كان هناك فى الداخل ما يدعم ذلك على حساب مصر كل المواطنين بوعى أو بغير وعى. إن هناك فرقا جوهريا بين أن تصل الحقوق إلى الجميع كمواطنين وهم نشطون فى المجال العام والسياسى ونحن مع ذلك بالمطلق..وأن نمنح أو لا نمنح الحقوق لأفراد ينتمون لمجموعات دينية ومذهبية ونقبل الحوار على هذه الأرضية.. بيد أن الطرح الأول يتطلب عدم وجود انسداد سياسى أو بلغة أخرى حرية سياسية ومدنية بالمطلق، 
    أما الطرح الثانى فإنه لا مفر من أن يعود الفرد إلى جماعته عازلا نفسه عن الإطار الجامع كى يناضل من أجل حقوقه الدينية. لم نعرف أن القاعدة فى الاجتماع الإنسانى هى الاختلاف، حيث راق لكل طرف أن التقرير يتحدث عنه ولم يدرك أن عليه فى المقابل أن يقبل الحرية للآخرين سواء مذهبيا فى داخل الدين الواحد، أو بين الأديان.. والنتيجة أننا وصلنا إلى 2010.. ونستكمل الحديث الأسبوع القادم.

     
  • على هامش زيارة لجنة الحريات الدينية (2)

     (1)

    منذ 100 سنة، روَّج اللورد كرومر أن مصر «جماعة دولية تتكون من مجموعات شتى من السكان لا تضمهم وحدة».. ويكرس هذه الفكرة عدم تجانس المجتمع المصرى وأن «مصر جماعة دولية».. بالطبع قُدم هذا التصور لأهداف تتعلق بالسياسة الاستعمارية آنذاك.

  • غريغوار حداد.. مطران الفقراء

    فى 24 ديسمبر الماضى، ليلة عيد الميلاد (الغربى)، رحل عن عالمنا المطران اللبنانى غريغوار حداد (1924- 2015). والمطران حداد هو أحد رجال الدين الذين وهبوا حياتهم من أجل الفقراء والمهمشين فكرا وممارسة. أمضى حياته يناهض كل أشكال الظلم: الاجتماعى، والاقتصادى، والسياسى. ودأب على تعرية ما يمكن تسميته ببنى الاستبداد الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، المنتجة للظلم. ولم يستثن المؤسسة الدينية من معركته. فلقد كان دائم النقد لرجال الدين الذين كانوا ينزعون من خلال المؤسسة الدينية إلى التوشح بالعصمة. ومن ثم السيطرة على الإنسان.

  • فؤاد حداد وثلاثة رؤساء (2)

    (1)

    كان لويس عوض، مثقفنا الموسوعى الكبير، يصف صلاح عبدالصبور بأنه أمير شعراء الفصحى، وصلاح جاهين بأنه أمير شعراء العامية. فلقد كانا، بالإضافة إلى أمل دنقل وفؤاد حداد،…، وغيرهم، يعبرون عن المجتمع الجديد الذى حلم به المصريون. ولكن شعرهم التجديدى لم يكن ـ بحسب لويس عوض ـ ينطلق مالم تكن هناك «ثورة تتمخض» عنهم… لذا ارتبطوا، كجيل، بثورة يوليو 1952. بل أكثر من ذلك يمكن أن نقول توحدوا بها وبرئيسها الكاريزمى، وانخرطوا فى معاركها الكبرى، بدرجات متفاوتة. فاحتفوا بإنجازاتها وتألموا لإخفاقاتها. وقاوموا ما نطلق عليه: «يوليو المضادة» بتجلييها الساداتى والمباركى… لذا فمن الأهمية بمكان تتبع إبداعهم الشعرى

  • فؤاد حداد وثلاثة رؤساء.. (4)

    (1)

    نواصل القراءة فى كتاب الدكتور سيد ضيف الله: «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس ـ الكتب خان 2015»، التى تدرس خطاب فؤاد حداد الشعرى والخطابات السياسية لرؤساء مصر: ناصر، والسادات، ومبارك. حيث تتبع الباحث إبداعات حداد الشعرية ورؤيته للمواطنين/ الجماهير/ الشعب، وفى المقابل مضمون الخطابات السياسية لرؤساء مصر الثلاثة ورؤيتهم للوطن والمواطنين.. فى الحلقات الماضية: عرضنا أولا: رؤية الباحث ومنهجه وأهمية الموضوع وتعدد مستويات البحث التى أضفت متعة وجدية عليه. وأهمية وبراعة اختيار فؤاد حداد (الحلقة الأولى) وثانيا: دراسة التطور السياسى لمصر عبر تحولات النظام السياسى عبر ثلاثة رؤساء من خلال الخطابات السياسية لهؤلاء الرؤساء، وتحليل التدفق الشعرى المبدع لفؤاد حداد والمرتبط ارتباطا وثيقا بالتحولات السياسية المتنوعة والمتعاقبة. والتى كانت تعبر عن استجابة المبدع لما يدور

  • فؤاد حداد وثلاثة رؤساء...(1)

    (1)
    «مصر ولادة»؛ أول خاطرة حضرتنى بعد أن فرغت من كتاب الدكتور سيد إسماعيل ضيف الله: «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس». وهى رسالته للدكتوراه التي تقدم بها حول قراءته لخطاب الشاعر الكبير فؤاد حداد ورؤساء مصر: ناصر، والسادات، ومبارك.. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا رددت تعبير مصر ولادة؟.. لهذا السؤال قصة، أظنها بالغة الدلالة. بداية أنا لم أكن أعرف سيد ضيف الله بحسب ما يوقع على مقالاته بإحدى الصحف العربية، حيث كنت اقرأ له ما يكتبه فيها من حين لآخر، منذ أكثر من سنتين تقريبا. سعدت بالكاتب الذي لا أعرفه. وأنا في هذه اللحظة يتملكنى شعور «كشافى الكرة» الذين يفرحون باكتشاف المواهب الكروية ويفرحون بانضمام موهبة جديدة لكوكبة المواهب السابقة.

  • فؤاد رياض.. أكاديمى جليل ومصرى أصيل

    إن كنا فقدنا الأكاديمى الجليل والمصرى الأصيل «فؤاد عبد المنعم رياض» بالجسد، فإن مساهماته، بمحبيه وتلاميذه، ستُخلد.. تأكيدا لقيمته كأحد «البنايين المصريين الكبار».

  • فرعون من الناس

    (1)

    هناك نوع من البشر يأسرك من الوهلة الأولى.. من هؤلاء فقيد الوطن: «عزازى على عزازى».. المثقف والصحفى والسياسى والمناضل والمحافظ والناقد الأدبى.. على مدى سنوات كنت أقرأ له وأقابله فى بعض المنتديات وأستمع له دون أن أتعرف عليه.. وكان دائماً يترك فى داخلى بصمة ما.