الاجتهادات النظرية الرائدة فى الحقول المعرفية الإنسانية لا تقل قيمة وأهمية عن الاكتشافات العلمية وتطبيقاتها التكنولوجية المتجددة... ومتى اتسمت التنظيرة الفكرية فى علوم الفلسفة والسياسة والاجتماع والاقتصاد، بالأصالة والجدة، تتمكن الإنسانية من فهم ذواتها ومجتمعاتها وعوالمها. كذلك اكتشاف غير المدرك فيما يتعلق بالقوى المحركة للتفاعلات والعلاقات المتنوعة والمتشابكة والدافعة لاتخاذ الخيارات
«العقل الحر يقاوم الحصار»
بالرغم من كل الأخطار التى تتهدد الكوكب ومواطنيه، والتى تعكس عجزًا واضحًا لنخب ومؤسسات وسياسات ما بعد الحرب العالمية الثانية.. إلا أن العقل الإنسانى الحر وحده لم يزل يبدع وينتج أفكارًا وفيرة فى شتى المجالات. وبالرغم من السعى الحثيث- لن نقول لتحطيم العقل الإنسانى إذا ما استعرنا تعبير «جورج لوكاش»- لحصار العقل الإنسانى بإهمال التاريخ والفكر وانخراط مواطنى الكوكب- على اختلافهم- فى «البيزنس» المسنود بالجمود الثقافى والعقدى بصوره المتعددة، حيث لا صوت يعلو على صوت: الربح، والاستهلاك، والمضاربة، والمحافظة، والقبول بالأمر الواقع... إلخ؛ إلا أن الانتصار التاريخى للعقلانية- الذى تحقق فى القرن الثامن عشر- الذى انحاز للإنسان وللإنسانية قد استطاع الصمود أمام الحصار.