كشف تناول الكثيرين للأزمة الأوكرانية عن أمرين؛ الأول عن مدى ابتعادنا المعرفى عن جديد التحولات العالمية.. لذا عندما تصاعدت هذه الأزمة لم نجد لدينا إلا نموذج الحرب الباردة لاستعادته كى نستطيع التعاطى مع هذه الأزمة التى فاجأتنا.. أما الأمر الثانى ونتيجة استغراقنا الشديد فى الهم المحلى، فإنه عندما أدركت السلطة المصرية الراهنة ضرورة التحرك نحو روسيا فى لحظة فارقة فى تاريخنا من جهة وتاريخ المنطقة من جهة أخرى، حكم كثير من التحليلات منطق التوازن القطبى بمنطق الحرب الباردة، فلم تزل روسيا المتمثلة فى الذهن هى روسيا: الاتحاد السوفييتى، ما دلالة ذلك؟ وكيف الخروج من نفق «الكهف والانكفاء» لمواكبة العالم الجديد الآخذ فى التشكل؟
الجمهورية أو مصر الجديدة: الأسس والمبادئ.. هو عنوان الدراسة التى كتبتها مبكرا عقب حراك 25 يناير والتى نشرتها على حلقتين فى جريدة الشروق يونيو من عام 2011. وقد كنت آنذاك متأثرا بالزخم الذى أحدثه الحراك الشبابى فى رفض الاستبداد السياسى متمثلا فى إسقاط حاكم مصر. وحاولنا فى هذين المقالين أن نرسم صورة للمستقبل فى ضوء ما جرى من تحولات فى سياق عملية تحول ربما تكون الأهم منذ تأسيس الدولة الحديثة فى مصر.