في الحلقة الماضية من دراستنا أشرنا إلي أن أزمة 1929الاقتصادية العظمي،قد أطلقت حوارا كونيا ممتدا لم يتوقف إلي يومنا هذا حول موضوع “المساواة”..وكان السؤال المحوري الذي فرض نفسه علي الجميع من مفكرين واقتصاديين وسياسيين ومواطنين هو: ما هي أسباب المساواة بين البشر؟..وبخاصة الاقتصادية والاجتماعية..
في الحلقة الأولي، حاولنا أن نؤكد أن قضية العدالة – المساواة أكثر من أن تكون قضية أخلاقية أو دينية محضة، فهي ترتبط ارتباطا وثيقا: بنيويا وهيكليا، بحركية المجتمع وطبيعة الدولة بهياكلها ونمط الإنتاج السائد والتوجهات المعمول بها وعن من تُعبر،وأخيرا السياسات القائمة وهل قادرة علي تحقيق المساواة أم لا. وكانت ذروة هذه النقاشات والالتفات الحاسم لقضية العدالة – المساواة مع الثورة الفرنسية حيث تم تأسيس مبدأ “الحق في المساواة”، من خلال إعلان حقوق الإنسان والمواطن”.