المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • أبنية الظلم

    (1)

    هو مش احنا عملنا ثورة، مفيش حاجة اتغيرت!.. هكذا صاح الشاب- الذى يقوم بخدمة الزبائن من مرتادى المطعم الذى يعمل فيه- عندما رآنى مع بعض الأصدقاء.. فقلت له: لماذا تقول ذلك؟ وبدأت فى الحديث عن موقف المصريين من الاستبدادين السياسى والدينى، وكيف تم كسر حاجز الخوف وأصبح الجميع قادرا على أن يعبر عن نفسه وأن يحتج ويطالب بحقوقه و…و… إلخ،

  • أجواء سبتمبرية متوترة

    «التوتر الدينى تجاوز حد الأمان.. النزاع الدينى تهديد للدولة الحديثة.. السجال الدينى انتصار لثقافة نفى الآخر على الحياة المشتركة.. «العلاقات الإسلامية المسيحية بين الاختلاف البناء والخلاف المدمر».. هذه بعض العناوين التى تصدرت مجموعة من المقالات التى كتبناها على مدى أكثر من سنتين فى هذا المكان.. مقالات تناولنا فيها الشأن الدينى فى مصر أو المسألة الدينية فى مصر، وحذرنا مما أطلقنا عليه التفكيك الناعم الذى بات يسرى فى جسم الجماعة الوطنية.

  • أحزاب وحركات الشارع

    فى أعقاب الأزمة المالية الأسوأ، حتى الآن، فى تاريخ البشرية التى وقعت سنة 2008، انطلق الكثير من التظاهرات الجماهيرية الاحتجاجية فى العديد من العواصم بالأخص الأوروبية. انطلقت من الشوارع إلى الميادين الكبرى. وقتها بدأ العقل البحثى اليقظ، فى العالم المتقدم، يرصد هذه الظاهرة ودلالتها ومضمونها، ودوافعها، والعناصر الفاعلة فيها، وما الفرق بينها وبين ما سبق من تحركات «شارعية». وتحت مبحث «Street Politics»؛ أبدع العقل البحثى العديد من المساهمات فى هذا المجال. وقد كان لنا ــ فيما أظن ــ السبق فى لفت النظر إلى هذه الظاهرة من خلال سلسلة من المقالات حولها منذ 2015. وكللنا بحثنا بدراسة تأصيلية بعنوان «الحركية المجتمعية الجديدة فى أوروبا: من زمن المواطن ــ الدولة إلى زمن الحركات المواطنية ــ الشبكات الحاكمة المغلقة‘» (مجلة الديمقراطية ــ يوليو 2018).

  • أحزان ثقيلة...

    (1) «ما أقسى رحيل الأمل»
    ما أصعب رحيل من نُحب... وما أقساه إذا طال من هم فى أوج الحيوية والنضارة والعطاء وينتظرهم مستقبل واعد... إنه رحيل «من عمق أعماق الأمل» (بحسب الشاعر بول إيلوار)... الأمل بغد أفضل، والأمل بالنجاح والعطاء والإنجاز،... فى أقل من ثلاثة أسابيع رحل «ابن العشرين» «كريم» ابن السفيرة إيناس سيد مكاوى فى أول أيام عيد الأضحى الماضى... ولحقه مطلع سبتمبر الجارى «ابن الخمسين» الدكتور مصطفى اللباد... فكان رحيلهما مباغتا، وقاسيا، ومبكرا جدا...

  • أحفاد البشامرة.. شهداء يناير وتوابعها

    لقد قتلونى بدمٍ بارد بأسلوب الغادر الخائن.. لذا أشعُر بالمرارة ومن قتلونى طلقاء.. وأمى وإخوتى يبكون ليل نهار ولم يلقوا إلا الجفاء.. لذا أحذركم من غضبة الرحمن

  • أحلام فترة العزلة

    (1) الحلم حقيقة

    الحلم الذى نتحدث عنه ليس هو حلم النوم بتعقيداته المختلفة المعروفة فى الأدبيات الفرويدية. وليس هو حلم اليقظة المغترب عن الوعى حيث يحلم المرء بمعزل عن إمكانياته وواقعه وظروفه الموضوعية.. إن حلمنا هنا ــ الذى أتاحته فترة العزلة ــ هو «الحلم الواعى»؛

  • أحلام فترة العزلة «2»: «ابنوا جسورًا لا جدرانًا»

    (1) «حلم التجديد الفكرى»؛
    ألح على «حلم التجديد الفكرى»، عامة، والفكر الدينى، خاصة، فى فترة العزلة،... والفضل ــ بالأساس ــ لفيلم «البابوان» الذى شاهدته مرتين ــ فى وقت متقارب ــ والذى يحكى عن كيفية تنازل «البابا بينيديكت السادس» «للبابا فرنسيس» الحالى عن بابوية الكنيسة الكاثوليكية. فمن خلال حوار بديع ممتد بين «البابوين»، المزمع أن يتقاعد والمنتظر انتخابه كبديل، تتجلى بدقة شديدة وتفاصيل مفيدة، ماذا تعنى المحافظة وكيف تتشكل؟

  • أحلام فترة العزلة (10): نوافذ على عوالم جديدة

    (1) «العزلة ليست برجا عاجيا»
    أحلام فترة العزلة هي أقرب إلى «الاستنشاقات» العميقة لرياح الإبداع والاجتهاد المتنوعة والمتلاحقة في شتى المجالات... كذلك أشبه بالإطلالات المدققة على جديد الابتكارات العقلية الإنسانية: الفكرية والتقنية، المطردة والمتضاعفة... فمن خلال هذه «الاستنشاقات» والإطلالات يمكن تعويض تعثرنا التاريخى وتخلفنا الحضارى... وفى هذا السياق، يصبح

  • أحلام فترة العزلة (13): موسوعة المواطنة سمير مرقص

    (1) «حلم العمر الكبير»
    من فوائد فترة العزلة فى سنة الغلق التحرر من عبودية اللهاث اليومى. ففى فترة العزلة تتاح للمرء أن يراجع نفسه ويراجع نتاج هذا اللهاث ومضمونه.. وهل يستقيم أن يستغرق/ يغرق المرء فى هذا اللهاث.. ألا يستحق الأمر وقفة تتجدد فيها القدرة على الحلم بإنجاز، أو لنقل بصمة مميزة عظيمة الأثر قدر الإمكان..

  • أحلام فترة العزلة (14).. المسلسلات الرقمية: زمن جديد

    (1) «دراما المواسم»
    أتاحت لنا المنصات الرقمية المتخصصة فى إنتاج دراما المسلسلات - وتحديدًا الأجنبية - أن نعيش أحلامًا حقيقية واعية لعوالم جديدة تختلف جذريًا عن مضامين المسلسلات التى كنا نراها عبر التليفزيون، بداية من ستينيات القرن الماضى وما بعدها...

  • أحلام فترة العزلة (15) تجمعات زمن «الكورونا»

    (1) «لماذا؟»
    بالرغم من كل التحذيرات الرسمية وغير الرسمية، والمحلية والدولية، من أهل الذكر والمؤسسات المعنية، من خطورة الانخراط فى أى تجمعات من أى نوع.. كذلك الالتزام بما بات يُعرف

  • أحلام فترة العزلة (16): جيل «زد»...

    (1) «أحلام الشباب عبر الأجيال»
    منذ عامين تقريبا، تحدثنا عما يُعرف فى أدبيات سوسيولوجيا الشباب بـ«الزلزال الشبابى» «Youthquake». وهو التعبير الذى شاع عقب الانتخابات السياسية المبكرة التى أجريت فى العام 2017،

  • أحلام فترة العزلة (19): الطريق إلى يسار ساندرز

    (1)
    عقد الستينيات: الحلم

    1959 هو العام الذى تغير فيه كل شىء؛ فكل ما كان من غير المتوقع التفكير فيه بات متاحا. ولم يتوقف الأمر عند حد التفكير المباح بل صارت الأفكار موضع التنفيذ، بغض النظر عن التابوهات التاريخية التى عاشت فى أسرها الإنسانية قبل هذا العام..

  • أحلام فترة العزلة (20) «مانيفستو اليسار الأمريكى الجديد»

    (1)
    «حزب الظل الأمريكى»

    أتاح لنا «قفاز ساندرز» الذى كان يرتديه فى حفل تنصيب الرئيس «بايدن» أن نعيش حلما واعيا متعدد الأبعاد حول جذور ومسار اليسار الأمريكى منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى عقد الستينيات. وهو العقد الذى وصفناه «بالعقد الحلم»

  • أحلام فترة العزلة (21) «التاج»

    (1)
    «الملكة إليزابيث الثانية: دراما تاريخية بديعة وثرية»

    قدمت منصة «نتفليكس» الرقمية، فى العام 2016، مسلسلا بعنوان «التاج» عن حياة ملكة إنجلترا إليزابيث الثانية (94 عاما).

  • أحلام فترة العزلة (22) «المسرح وأنا»

    «رسالة المسرح تحرير الإنسان»

    عبارة قرأتها مبكرًا في كتاب «المسرح وقلق البشر» (منتصف السبعينيات)، فكل ما يقدَّم على خشبة المسرح من أحداث هو تجسيدٌ للصراعات الإنسانية في كل زمان ومكان. ومن ثَم فإن مسرحتها منذ اليونان القديمة مرورًا بالتيارات والمدارس المسرحية المتعاقبة والمتزامنة عبر العصور وحتى رقمنتها الراهنة يعين «البشر» على أن يتحرروا... سيطرت علىّ هذه الفكرة، واختبرتها فعليا...أولا: من خلال تقاليد أسرية كانت ترتاد المسرح بشكل دورى رأيت من خلالها مسرحيات مثل: معروف الإسكافى، وبلاد بره، وغيرهما.. وثانيا: من خلال التزام شخصى سعيا نحو التحرر في فترة تحوّل حادة شهدتها مصر منتصف السبعينيات من القرن الماضى، لَعِبَ المسرح فيها متنفسًا، فشاهدت آنذاك: الجيل الطالع، وباب الفتوح.. ثم جاء الارتباط الوثيق بمسرح الطليعة؛ الذي كان بمثابة الحاضن/ الحاضر للإجابة عن الكثير من التساؤلات الذهنية الشبابية.. كذلك النافذة الإنسان وما يواجه من صراعات في عديد من الثقافات، ونجاحاته وإخفاقاته من أجل التحرر.. ما سبق من أفكار وذكريات استعدته مع كثير من القراءات والمشاهدات ـ كأحلام واعية ممتعة ـ حول المسرح بمناسبة صدور كتاب المخرج المسرحى الكبير سمير العصفورى (84 عاما): «المسرح وأنا: حكايات وذكريات». (1000 صفحة في ثلاثة أجزاء ـ 2014).

  • أحلام فترة العزلة (23): «انهضوا وحققوا أحلامكم»

    «السينما/ الشعر في مواجهة الغلق»

    من الأفلام التي أُنتجت في سنة العزلة الأولى 2020: فيلم «الغلق»، الذي بدأ عرضه مطلع هذا العام. وقامت ببطولته الممثلة الشابة «آن هاثاواى» وشاركها البطولة «شيويتيل إجيفور». وبالرغم من أنه لم ينل استحسانا نقديا من قبل صفحات المتابعة النقدية المعتبرة، مثل مجلة الجارديان الأسبوعية البريطانية وصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية وغيرهما، إلا أننى بعد أن شاهدته مرتين في الأسبوعين الماضيين وجدته يستحق التأمل قليلا. فلقد عومل نقديا بمعايير الفترات الطبيعية وليس بمعايير فترة العزلة.. وقد يكون السؤال وهل هناك اختلاف؟.. في ظنى نعم.. فمشاهدته الأولى وضعتنى- قسرا- في صف هؤلاء الذين لم يستحسنوه، وفق قواعد النقد الفنى الصارمة.. ولكنى ظللت ليلة كاملة أشعر بأن هناك ما يدفعنى للتعاطف مع الفيلم إجمالا.. فعدت أشاهده بمعايير فترة العزلة لأكتشف سر التعاطف.. 

  • أحلام فترة العزلة (3): «ألف عام من الإبداع»

    (1) «تراث الإنسان فى ألف عام»؛

    تراث إنسانى؛ هل ثمة ما هو أجمل وأروع من هذه العبارة؟».. سؤال يطرحه المثقف الكبير إبراهيم العريس فى مقدمة موسوعته «تراث الإنسان» التى تتكون من اثنى عشرة جزءا، وما يقرب من 5000 صفحة، والصادرة عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالبحرين ــ 2017. حيث تناول، فى كل جزء محورا من محاور الإبداع الإنسانى كما يلى: السينما، والأوبرا، والفكر السياسى، والفن التشكيلى، والفلسفة، والموسيقى، والرواية، والمسرح، والشعر، والحياة الأدبية، والذات والآخر، والعمران. بلور فيها خلاصة ما أبدعته قريحة المبدعين، عبر العصور، فى شتى المجالات ــ بحسب «العريس» ــ من: «أشعار المتنبى ومسرحيات شكسبير، وأفكار ديكارت وهيجل وماركس، وأفلام إيزنشتاين وشابلن وجريفيث وفيللينى، بين لوحات رافائيل وفان جوخ، وألحان باخ وفيفالدى وفاجنر وماهلر، وعمران لوكوربوزييه وستاف، وروايات توماس مان ونجيب محفوظ وبروست..».. وكانت الحصيلة النهائية للموسوعة الكتابة عن 1200.

  • أحلام فترة العزلة (3): «البحث عن السعادة»

    (1) «إيه هى السعادة؟»؛

    هاتفنى صديقى خلال فترة العزلة عبر المحمول فقلت له لماذا لا تتصل بى على الهاتف الأرضى. فلى زمن طويل لم أستخدمه. فقال: لا مانع. وبالفعل أعاد الاتصال على الأرضى وبقينا لوقت ممتد نتحاور حول عديد القضايا. إلا أن السؤال الأول الذى استهل به الاتصال: هل أنت سعيد بالعزلة؟ أجبته بكلمات من المونولوج الشهيرـ العميق «السعادة» للعبقرى أبو سعود الإبيارى الذى أداه «إسماعيل يس» الذى أحب مونولوجاته كثيرا: «إيه معنى السعادة؟ و«إيه هى» فى نظرك.. وهل تقصد أن الالتزام بالعزلة يعنى استحالة الشعور بالسعادة؟ وهل كانت تكمن السعادة فى نزولنا أو سفرنا الدائم؟.. وتوالت وتنوعت الأسئلة وخلصنا إلى أننى قلت لصديقى: «ظنى أن فترة العزلة يمكن أن تكون فترة للمراجعة والحلم الواعى الذى يجدد الدهشة والتأمل وتصور المستقبل».. ولنا فى «هكتور» مثال.. فمن هو «هكتور»؟.

  • أحلام فترة العزلة (5): «عندما تنطق الذات»

    (1) «السيرة الذاتية الحقيقية: الصدق والجرأة»

    السيرة الذاتية هى نوع من أنواع التعبير عن الذات. وبحسب أحد أهم منظرى هذا المجال «فيليب لوجون» (1938 ــ ) فى كتابه المرجعى: «الميثاق الأوتوبيوجرافى»؛ الصادر مطلع السبعينيات، بأنها: «حكى استعادى يقوم به شخص واقعى عن وجوده الخاص، وذلك عنما يركز على حياته وحده، وعلى تاريخها».. وتقاس مدى جودة السيرة الذاتية بمدى التطابق بين: «السرد والمؤلف وشخصيته».. أى لا بد من أن يتوفر التطابق بين الحدث/الأحداث وبين التاريخ المعروف عن المؤلف وشخصيته خلال فترة زمنية محددة أو ممتدة. ويشدد «عبد اللطيف الورارى» فى تقديمه لكتاب «ترجمة النفس: السيرة الذاتية عند العرب ــ 2019»، على أن «إدماج المؤلف، أو كاتب السيرة الذاتية، معلومات بيوجرافية حقيقية فإن ذلك ليس يكفى: ينبغى لأن يحصل هناك اتفاق مسبقا بين المؤلف وقارئه. فالمؤلف يلتزم بأن لا يقول إلا الحقيقة، ويكون مؤتمنا فيما يخص حياته. فى مقابل ذلك، يُقر القارئ بأن يمنحه ثقته«. إن هذا الالتزام الذى يؤكد فيه المؤلف على التطابق بين كل من السارد والشخصية هو الذى يحقق «الميثاق»، أو العهد، بلغة «لوجون»، بين الشخصية وبين السارد سواء كتبها صاحب السردية أو رواها مؤلف آخر عنه.. وما يزيد من جودة السيرة الذاتية هو حضور المعالجة الملائمة التى تحافظ على مصداقيتها وتؤمن لساردها مساحات أكثر من الجرأة لطرق مناطق منها ما هو: أولا: مسكوت عنه، وثانيا: محرم، وثالثا: ذات قداسة ما،.. ما يضمن سيرة ذاتية حميمية وحقيقية.