(1) «تراث الإنسان فى ألف عام»؛
تراث إنسانى؛ هل ثمة ما هو أجمل وأروع من هذه العبارة؟».. سؤال يطرحه المثقف الكبير إبراهيم العريس فى مقدمة موسوعته «تراث الإنسان» التى تتكون من اثنى عشرة جزءا، وما يقرب من 5000 صفحة، والصادرة عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالبحرين ــ 2017. حيث تناول، فى كل جزء محورا من محاور الإبداع الإنسانى كما يلى: السينما، والأوبرا، والفكر السياسى، والفن التشكيلى، والفلسفة، والموسيقى، والرواية، والمسرح، والشعر، والحياة الأدبية، والذات والآخر، والعمران. بلور فيها خلاصة ما أبدعته قريحة المبدعين، عبر العصور، فى شتى المجالات ــ بحسب «العريس» ــ من: «أشعار المتنبى ومسرحيات شكسبير، وأفكار ديكارت وهيجل وماركس، وأفلام إيزنشتاين وشابلن وجريفيث وفيللينى، بين لوحات رافائيل وفان جوخ، وألحان باخ وفيفالدى وفاجنر وماهلر، وعمران لوكوربوزييه وستاف، وروايات توماس مان ونجيب محفوظ وبروست..».. وكانت الحصيلة النهائية للموسوعة الكتابة عن 1200.
(2) «الموسوعة: المنهج والمضمون»؛
تتبع «إبراهيم العريس» تطور الإبداع الإنسانى بداية من الألفية الثانية وإلى الآن فى المجالات المذكورة، بلغة راقية وحديثة ورصينة ورفيعة المستوى تعكس ثقافة موسوعية وإدراكًا تامًا للنقلات التى مر بها تطور كل مجال. لم يسر «العريس»، كما يقول، «فى رحلة تخصصية أكاديمية». ولم يورد «تحليلات مسهبة مملة أو مدرسية». بل حاول أن يقدم المبدع وإبداعه فى صورة تعكس ما يلى: أولا- السياق الإبداعى الذى عاش فيه المُبدع.
ثانيا- أهمية وموقع هذا الإبداع فى المسار الإبداعى الإنسانى مقارنة بين ما سبقه وما لحقه من إبداعات.
ثالثا- أثر الإبداعات المتنوعة على الإنسانية عامة باعتبارها إبداعات تتجاوز الحدود والجنسيات والقوميات.. إبداعات تلقفها البشر فى كل مكان وزمان باعتبارها تخصهم: منهم ولهم، بغض النظر عن موقع انطلاقها.. بهذه المنهجية أبدع «العريس» ــ بوعى ــ فى صياغة مواد موسوعته. فمن يعيش حلم الاطلاع الواعى الجميل على أجزاء الموسوعة سوف يدرك أنه يعيش سياقات زمنية ومكانية ولحظات فريدة من الإبداع لكل المبدعين على اختلاف مجالات الإبداع. إبداعات مئات من المبدعين منهم:
أولا- الفلاسفة والمفكرون: الفارابى، وابن رشد، وتوما الإكوينى، وبيكون، وكانط، وسان سيمون، ونيتشه، وبرديائيف، وجرامشى، وماركوزه، وكامو، وألتوسير، وهانا آرندت، والطهطاوى، وأحمد لطفى السيد، وطه حسين، وأحمد أمين، وقسطنطين زريق، وجمال حمدان، وهوبسباوم.
وثانيا- الموسيقيون: هاندل، وموتسارت، وتشايكوفسكى، وكورساكوف، وجريج، وسترافنسكى، والبيتلز، وسكارلاتى، وبلينى، وفيردى، وروسينى، وبيرليوز، وساتى، وشوستاكوفتش، وبيرنشتاين.
وثالثا- السينمائيون: لوميار، وميلياس، وبابست، وكابرا، وكازان، وشابلن، ودى سيكا، وهيتشكوك، وكوروزاوا، وبرجمان، وجودار، وكوبريك، وميلوش، وكوبولا، وسكورسيزى، وإيستوود.
ورابعا- المسرحيون: بن جونسون، وراسين، وموليير، وجوجول، وتشيكوف، وسترندبرج، وإبسن، وبيرانديللو، وميللر، ويونسكو، وآداموف، وجينيه، وتولر، وتوفيق الحكيم، وباكثير، ونجيب سرور.
خامسا- الروائيون: بوكاتشيو، وسويفت، وديكنز، وأوستن، ومانتزونى، وملفيل، وبروست، وهسه، ومحفوظ، ودوكتوروف، وكونديرا، ولوكليزيو، ويوسا، ويحى حقى..وسادسا: الفنانون التشكيليون: آيك، ودورر، وهولباين، وبيلاسكويث، وجوجان، وماتيس، وكاندينسكى، وجروش، وهوبر، وبالتوس، وبوتيرو.
وسابعا- الشعراء: المتنبى، والرومى، ودانتى، والشيرازى، وشيللى، وكولردج، ورامبو، ووالت ويتمان، وورينيه شار، وريلكه، وإيلوار، وباوند، ونيرودا، وآراجون، وريتسوس، وكافافيس، وميخائيل نعيمة، وابراهيم ناجى، والجواهرى.
وثامنا: الإبداع المعمارى الفكرى والهندسى: راسكين، وأنجلو، وفورستر، وإيفل، وجاودى، ولوتى، وعلى مبارك، وحسن فتحى، ونيماير، وزها حديد، وبيانو، وكالفينو...،إلخ.
(٣) «دهشة واسعة لإبداع موسوعى»؛
مع مئات الأشعار والأفكار والفلسفات واللوحات والأبنية والمنحوتات والقطع الموسيقية والمسرحية والسينمائية والروائية عشت إشراقات وتجليات واندهاشات وإضاءات إبداعية متنوعة وبديعة فى فترة العزلة. وفتحت لى آفاقا للمعرفة ليس فقط للأقدمين وإنما للمحدثين أيضا. ووجهت حتى لِطْرق مساحات معرفية أحلام إبداعية فردية صارت موجهة وفاعلة ومؤثرة فى عقول ونفوس الإنسانية حيث يتم تناقلها عبر الأجيال والأزمان والأماكن إلى الآن. ذلك لأن «نتاجهم انصبَ فى مسار الإنسانية جمعاء». تحية للأستاذ «إبراهيم العريس» الذى أخذ على عاتقه إنجاز هذه المهمة الضخمة.
وكم أتمنى أن تصدر فى طبعة شعبية وأن تكون متوفرة فى كل بلدان المنطقة.. نواصل أحلامنا الواعية.