المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • جغرافيا النزاع الدينى

    يقول باولو كويلهو (الأديب البرازيلى العالمى) على لسان فارس النور مناجيا قلبه: «لقد مررت بكل هذا من قبل».. ويجيب القلب: «أجل لقد مررت بكل هذا من قبل، لكنك لم تتجاوزه».

  • جمال الغيطانى.. الحارس الأمين على مصر والمصريين

    (1)

    جمال الغيطانى.. رواية مصرية مركبة بامتياز. رواية ممتدة وخالدة. مسكون بمصر. ومصر عبر عصورها باتت «تحل وتتجسد فيه».. شعور دائم تملكنى منذ التقيته أول مرة فى التسعينيات ولم يتغير قط. وكان هذا الشعور لا يتأكد ـ فقط ـ مع كل لقاء بيننا، بل أجده يقترب من اليقين. ذلك لأن الغيطانى كان دائم البحث عن مزيد من التوحد بمصر راغبا فى إنجاز «تمام إدراكها». ذلك لأنها ثرية بالأفكار والأسرار والخبرات والإنجازات. وكان له ذلك. فإبداعاته تقول إن «عشقه الدؤوب لمصر بعصورها» قد منحه الكثير: الفهم والإشراق والإبداع.. فلقد ائتمنته «أم الدنيا» على أسرارها ومكنوناتها، فاختصته «بالبوح»، وبأن تكشف له عن كل ما هو مطمور وخفى. ولم لا وقد رأت فيه «الحارس الأمين عليها وعلى نضال المصريين عبر العصور».

  • جمال حمدان وليبيا...

    (1)

    «كتاب منسى»؛
    فى أثناء جولة من جولاتى السياحية اليومية الممتدة فى الفضاء الإنترنتى، عثرت على كتاب للراحل العالم الكبير جمال حمدان (1928ــ1993) يحمل غلافه العنوان التالى:

  • جمهورية التحرير الفاضلة

    (1)

    نواصل معاً شهادات الشباب حول ثورتهم التى أطلقوها فى 25 يناير الأول. تحدثنا من قبل عن «سلطان الشعب» أو حكم المواطنين.. الذى ولد بالحقيقة.. ويتأهب للجولة التالية من المعركة. وأشرنا إلى طبيعة الفعل الثورى فى الأسبوع الماضى فى «أهو ده اللى ثار». واليوم نتابع كيف ضاق الشباب بالواقع وحلموا بالتغيير واستطاعوا أن يقدموا نموذجاً لمصر الجديدة على مدى أيام التحرير الثورية الميدانية.

  • جورج إسحق: ناس ووطن وتاريخ..

    (1)
    «سر جورج إسحق: الناس»

    منذ عدة أعوام، كنا نجلس فى أحد الأماكن العامة، جورج ومجموعة من الأصدقاء وكاتب هذه السطور، ولاحظت أن هناك أكثر من أسرة كانت تشاركنا المكان.. ما إن انتبهت هذه الأسر لوجود «جورج» حتى بدأت بأجيالها المختلفة يلوحون له من بعيد،

  • جيل «المشاغبين» الجديد فى مصر «التياترو»

    (1)

    عندما عرضت مسرحية على سالم وجلال الشرقاوى «مدرسة المشاغبين»، مطلع السبعينيات،(شاهدتها تعرض على مسرح الإبراهيمية بالإسكندرية) كانت نقطة تحول فى تاريخ الكوميديا المصرية، من جهة. كما كانت إيذانا بأن هناك تحولا حاسما قد طرأ على الشباب المصرى، من جهة أخرى. تحول شمل: نظرة الشباب ـ آنذاك ـ إلى الحياة والآخرين والمجتمع، وإلى جيل الكبار والمعلمين، وإلى مؤسسات التنشئة التقليدية،…،إلخ. وفى المجمل رغبة الشباب أن يعيش تجربة مغايرة عن الأجيال السابقة له.. وبالطبع لم تسلم المسرحية من انتقادات حادة من «حزب المحافظين» المجتمعى العتيد. وهو الحزب الذى لا يدرك، ويرفض أن يدرك، أن الأصل فى المجتمع هو الحركة والتغير لا السكون والجمود. ومن ثم ضرورة فهم التغيرات والمستجدات…لأنه من المحال دوام الحال والأحوال…

  • حاجتنا لتأمين أصحاب الإنجازات

    فى زحام المسلسلات وانتقالات لاعبى الكرة المليونية والشجارات المهنية والدينية.. إلخ.. والهدر السفيه فيما لا فائدة منه.. تتوارى نجوم أضاءت سماء الوطن بالإبداع غير المسبوق والإنجاز المتميز.. تتوارى إما بالرحيل فى صمت بعد معاناة مع المرض أو بالتعرض لأزمات تعوقهم عن العطاء.. يتعرضون لذلك دون أن تتوفر لهم الرعاية المطلوبة، وينفقون كل ما لديهم ويتعرضون لمحنة حقيقية من جراء ذلك.

  • حاجتنا للحكمة فى وقت الضجيج

    كلمات الحكماء تسمع فى الهدوء أكثر من صراخ المتسلط»..كلمات وردت فى العهد القديم من الكتاب المقدس..
    (1)
    فى أسبوع الأعياد، ربما يكون من الأجدى أن نبتعد بعض الشىء عن السياسة وتوابعها.. وعن المفروض وغير المفروض.. والذى ينبغى عمله والذى ينبغى تجنبه.. وعن التنظير والتحليل.. وقلت إنه من المفيد أن نذكر بعض الكلمات المفيدة الجديرة بالتأمل قبل المعمعة المزمع الدخول فيها بسبب الاستحقاقات السياسية التى علينا القيام بها خلال السنتين القادمتين، بعيدا عن بورصة السيناريوهات والتوقعات..ومناخ الأحاجى والألغاز.

  • حديث الهوية(2): التديين والتسييس

    (1) “من نحن؟”, هو السؤال الأساسى فى حديث الهوية..ويتفق كل من تناول هذه القضية من القدماء والمحدثين أن الهوية تعكس السمات العامة التى تميز شعبا أو أمة أو فردا.. بيد أن النظريات الحديثة للهوية تحذر من إشكاليتان هما:

  • حراك يناير فى عيون الغرب «3» تاريخ يولد من جديد.. لـ«آلان باديو»

    «إنه زمن الانتفاضات، والشغب، إنها لحظة تاريخية حقيقية مختلفة».

    (2)

    عبارة تلخص رؤية الفيلسوف الفرنسى «آلان باديو» (81 عاماً) لحراكات الشعوب فى أماكن مختلفة من العالم، وفى أوقات متزامنة ومتعاقبة بين عامى 2010 و2011. وعليه قدم تحليلاً تفصيلياً حولها فى كتابه: «انبعاث جديد للتاريخ: أزمنة الشغب والانتفاضات» (صدر بالإنجليزية 2012) «The Rebirth of History: Times of Riot & Uprisings»، ويطرح الكتاب أفكاراً جديرة بالتأمل والنقاش، ذلك لأنه يفسر طبيعة التحركات «الميدانية» فى كل مكان، خاصة مصر. أخذاً فى الاعتبار أنه عاصر ثورة الشباب فى 1968 ويعتبر أفكاره المتمردة على «التنميط»، والتى تعتمد على منهجية النقد الجذرى لكل ما هو فكر سلطوى، فاشى، عنصرى، وغربى مهيمن،

  • حراك يناير فى عيون الغرب (1): توافق على أنها فتحت آفاقاً جديدة

    فى إطار دراستنا المطولة- قيد الإعداد- المعنونة: «سنوات الحراك والتمرد: قصة الطبقة الوسطى فى الدولة الحديثة» (وقد نشرنا بعضا منها فى توقيتات مختلفة فى «المصرى اليوم»)، راجعت كثيرا من الكتابات التى تناولت ما جرى على أرض الواقع فى مصر. ومن ضمن ما قمت بمراجعته الكتابات الغربية التى تناولت أحداث المنطقة منذ انطلاقها فى يناير 2011. وذلك لسببين: أولهما: الاهتمام الكبير الذى أبداه العقل الغربى البحثى والأكاديمى والسياسى لدراسة ما جرى. اهتمام نتج عنه عشرات الرسائل والأبحاث التى تنوعت فى مقارباتها ومعالجاتها واستنتاجاتها. ثانيهما: الالتزام المنهجى لهذه الكتابات والرقى التنظيرى المعتبر..

  • حراك يناير فى عيون الغرب (2): سنة الأحلام الخطيرة.. لسلافوى جيجيك

    سيستمر عدم الرضا فى الاعتمال، ولو كان متواريا، وينبنى الغضب، وسوف تتبعه موجة جديدة من الثورات والاضطرابات. لمَ؟ لأن أحداث 2011 تعد (وعدت) بواقع سياسى جديد.

  • حراك يناير فى عيون الغرب (6): «التحرير: بهجة وجنون وأحلام»

    «تعتبر الإطاحة بحاكم ديكتاتور نهاية قصة ما، ولكنها تعتبر بداية قصة أخرى، أى نقلة من ساحة الشوارع إلى ساحات أخرى كثيرة، غالبا ما تكون محجوبة عن الأبصار. ذلك أن معظم الثورات تجمع تحالفا عريضا من القوى التى تتشارك فقط فى السخط الموجه إلى النظام القديم- فتتبلور لا واحدة- ولكن بمجرد أن تزول شعلة الكراهية والتحدى هذه، فإن هذا التحالف ينشق عائدا إلى مكوناته الأولى من اللاعبين المتنافسين»...

  • حراك يناير فى عيون الغرب... (4): جرامشى فى التحرير...

    «بريخت دى شميدت»، باحث بلجيكى شاب، أنجز أكثر من عمل علمى معتبر حول ثورة 25 يناير. منها كتابه: «جرامشى فى التحرير» الصادر باللغة الإنجليزية فى 2016 (200 صفحة) ويعد أحد أهم الأعمال التى تناولت بالتنظير والتحليل ما يصفه «بالثورة والثورة المضادة فى 25 يناير». وذلك فى ضوء «تنظيرات» وأفكار «أنطونيو جرامشى» المُنظِّر والمناضل السياسى الإيطالى (1891- 1937)، الذى عاش، حياته القصيرة،

  • حراك يناير فى عيون الغرب... (5): «أنا وأنت ونحن: البشر كأبطال»

    «تتعلق الحركات الاجتماعية بتغيير ما هو «ممكن» وليس إحداث ما هو مستحيل»...

    (2)

    حول هذا «الممكن»: طبيعته، وملامحه، وحدوده، وآثاره، ومستقبله، يقدم لنا عالم الاجتماع الأمريكى (61 عاما بجامعة نيويورك) «جيمس جاسبير» كتابه «الاحتجاج: مقدمة ثقافية للحركات الاجتماعية» (2014)؛ الذى ألفه حول ما اجتاح مناطق العالم من حراكات، بداية من مطلع 2011 ومن ضمنها «حراك 25 يناير» فى مصر. ويعود الفضل فى تقديمنا لهذا الكتاب فى هذه السلسلة من المقالات،

  • حركة الطلبة 1968 و«ميلاد المواطن»...

    «الرفض القاطع لتَعدٍ لا يطاق» على الهامشيين والمُهمشين...

    (2)

    تلخص هذه العبارة مفتاحا هاما لفهم انطلاق ثورة الشباب الفرنسى فى مايو 1968. والتى يحتفل العالم «بخمسينيتها» هذا العام. فلقد كانت ثورة ملهمة للعالم، وفارقة فى الوقت نفسه.. فما الجديد الذى جاءت به ثورة الشباب فى 1968؟

  • حركية مجتمعية جديدة فى حاجة لاستجابة مبدعة

    (1)

    من أهم التحولات التى جرت فى مصر نتيجة لحراك 25 يناير وتمرد 30 يونيو، أن المصريين أصبحوا حاضرين فى المشهد المجتمعى.. وأن المواطنة التى كنا نبشر بها، تتحول إلى «فعل» يمارس. وينتقل الناس من الحديث حول المواطنة، إلى ممارستها عمليا باعتبارها: «حركة نضالية مجتمعية من أجل اكتساب الحقوق وتحقيق المساواة والعدالة بين الجميع فى مواجهة الظلم والاستبداد والتهميش الذى تمارسه السلطة».

  • حظر «التغول»

    (1)

    نجح مواطنونا فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية أن يقاوموا حظر «التجول»، بامتياز، وأطلقوا، بإبداع غير مسبوق، زخما ثوريا لمقاومة «التغول».. تغول الآلة الأمنية العمياء التى باتت تطلق النار عشوائيا على المواطنين من كل الأعمار. آلة أمنية لم تدرك أن «الدم الذى أضاء شموعا ابتعث فينا كل فضائل الموت»، (عبد العزيز موافى ـ ديوان 25 يناير ميدان التحرير). لم يترك أهل القنال شوارعهم وميادينهم خالية طبقا للأمر السلطوى، وإنما ظلوا فيها يفرحون ويمرحون ويعيشون معا، حيث بات «الكل فى واحد»، فى مواجهة التغول الأمنى.

  • حق الانشغال بالشأن العام

    إن شعور المواطن بأنه مشارك فى المسؤولية فيما يتعلق بالشأن العام هو أمر محمود علينا تثمينه وتعظيمه. وما الشأن العام إلا مجموعة من الشؤون المتنوعة فى شتى المجالات التى ترتبط فى المقام الأول بحياة المواطنين. لذا لابد من إدراك حق هؤلاء المواطنين فى أن يعبروا عن رؤاهم وآرائهم فيما يتعلق بهذه الشؤون مهما كثرت وتعددت. وأن الاستجابة لهذا الحق ضرورة وليست ترفا.

  • حقبة الاحتجاجات الاقتصادية: إلى متى؟

     1 – عرفت مصر الاحتجاجات المنظمة ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية منذ سنة 2004 ولم تزل.. وباتت تُصنف من الدول التى تعيش فى حالة مستمرة من دورات الاحتجاج Cycles of Protest، بحسب أدبيات الحركات الاجتماعية والسياسية.. وقد بدأت الدورات الاحتجاجية بالسياسى والمدنى وتقاطعت مع الاقتصادى والاجتماعى، وتكثفت هذه الدورات فى لحظة تاريخية دافعة نحو «حراك 25 يناير».. وكان من المفترض أن تلبى مطالب المواطنين دون تفريق بين ما هو سياسى وما هو اقتصادى..