المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • بين «ينايرين» (3) : عن المسألة الاجتماعية- الاقتصادية

    رفعت الجماهير فى 25 يناير الأول (2011) شعاراً شاملاً نصه: «كرامة إنسانية/عيش.. حرية سياسية/عدالة اجتماعية». ويمثل هذا الشعار فى حقيقة الأمر رؤية وطنية عابرة للأجيال والطبقات والانتماءات الدينية والاختلافات الثقافية توافقت فيما بينها على ضرورة الانقطاع عما سبق من جهة وضرورة الانطلاق إلى المستقبل انطلاقا من هذا الشعار من جهة أخرى. بلغة أخرى عكس الشعار حلماً لجموع المواطنين عن الدولة وطبيعتها وأسسها التى يجب أن تكون فى كلمات «مرورية» (Pass Words) أطلقتها الطليعة الرقمية الشبابية وتلقفتها شرائح اجتماعية عدة. هذه الكلمات المرورية كان من المفترض أن تترجمها القوى السياسية والتيارات الفكرية إلى مشروع متكامل للتغيير يمثل انقطاعا عما سبق لا تواصلا مع ما قبل، تعبر فيه عن مجمل هذا الشعار.. لكن يناير التالى جاء ووجدنا أنفسنا وقد تفكك الشعار/الحلم الثورى.. كيف ولماذا؟

  • بين «ينايرين» (4) : من آية الوطن: «الاندماج» إلى حكم القبيلة: «الإقصاء»

    كفى الثورة الآن إيمانها… فمعبدها الآن ميدانها

    وقرآنها اليوم إنجيلها… وإنجيلها اليوم قرآنها

    (1)

    يتصدر هذان البيتان الجزء الأول من ديوان «إنجيل الثورة وقرآنها» المعنون: «آية الميدان» للشاعر الكبير حسن طلب. آية الميدان هى الحالة التحريرية التى عاشها المصريون، وبات لسان حالهم يقول «الثورة إيماننا»، وهو ما تجسد فى كل ممارسة فى الميدان الذى صار قبلتهم. واندمج أبناء مصر على اختلافهم فى موقفهم من تردى الأحوال والتدهور ورأسمالية الأقلية الاحتكارية

  • بين زمنين: الاستغراق الغيبى والانطلاق المعرفى (2)

    (1)

    لا أنسى قط البرنامج التليفزيونى الذى كان يناقش قضايا المراهقة لدى الشباب وما يترتب عليها من توترات. وكان البرنامج يسير سيرا طبيعيا فى محاولة الضيوف الاقتراب من الموضوع بشكل علمى. وفجأة ودون مقدمات انبرى أحد الضيوف ـ بحسم: إن مشاكل المراهقة أسبابها «الربط» و«الجان»، وهو أمر يحتاج إلى من لديه قدرة على فك «الربط» ومعرفة لغة الجان… وهكذا سار الحوار فى اتجاه مغاير:

  • بين زمنين/ دُنْيَيَن: «روزيتا» و«عفراتوش»

    (1)

    فى نفس اللحظة التى انشغل فيها البعض منا بالعفاريت والجن، واستنفر البعض الآخر لمواجهة الإلحاد، بعد عقود من التدين المفرط… نجد بشرا يكرسون حياتهم ومواردهم فى تطوير حياتهم بالعلم والمعرفة والتقنيات الجديدة… إنه مشهد يعكس أن هناك «دنيا» ننتمى لها لا تمت بصلة «للدنيا» التى ينتمى لها الآخرون.. دنيانا هى دنيا «عفراتوش»: «دنيا العفاريت والجن والأحجبة والعمل والربط و..إلخ،

  • تأمل بعد تمرد : التصارع الخطر 3

     (1)

    لا الاستبداد السياسى ولا الاستفراد الدينى ولا الاستعباد الاقتصادى يمكن أن يعوق حركة الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة.. هكذا تقول لنا الخبرة التاريخية.. فلقد ظنت سلطة الجماعة أن الحديث باسم الثورة يمكن أن يبرر لهم تمرير مشروعهم الخاص الذى ثبت أنه ليس فقط يتناقض مع مشروع الوطن وإنما ليس ثوريا من الأصل.. لم يدركوا أن الثورة هى تعبير عن حركة المواطنين كلهم من أجل تغيير الواقع.. ومن ثم لابد أن تعبر السلطة عن آمال الناس الذين يجمعهم وطن واحد، ومنهم من دفع حياته ثمنا لها.. فالسلطة الثورية لابد وأن تكون مجددة وغير نمطية.. لا تعيد إنتاج نفس التوجهات والسياسات التى احتج عليها الناس على مدى سنوات وثاروا فى النهاية ضدها..

  • تأمل بعد تمرد : مصر تقاوم الاستبداد 1

    موجتان ثوريتان عرفتهما مصر على مدى 30 شهرا.. الأولى وصفناها بالحراك الشبابى الشعبى الثورى الذى انطلق فى 25 يناير 2011.. والثانية كانت «تمرد» التى انطلقت فى 30 يونيو2013.. الأولى كانت فى مواجهة الاستبداد السياسى ومحاولة فتح مساحة للتشارك السياسى للطبقة الوسطى الصاعدة.. أما الثانية فقد كانت فى مواجهة «الاستفراد الدينى» الذى استأثرت به جماعة وواجهت به عموم المواطنين.. وفى هاتين الموجتين كان الاستعباد الاقتصادى والاجتماعى حاضرا.. فلقد نجح المصريون ـ بدرجة أو أخرى ـ

  • تأملات كروية «1» تشكيل جديد.. خطة قديمة

    (1)

    تعد مباريات كأس العالم لكرة القدم أكثر وأكبر حدث رياضى يتكرر كل أربع سنوات. كأس العالم فعالية متعددة الأبعاد. فعالية تعكس ثقافات الشعوب، واجتهادات الدول فى ابتكار أحدث معمار هندسى فى بناء «الاستادات»، كذلك أفضل تخطيط عمرانى لمدن الدولة المضيفة للمونديال تيسر على القادمين: من فرق رياضية (32 فريقا) بأطقمها الفنية والطبية والإدارية، وإعلاميين، وشخصيات عامة، وشركات راعية… إلخ. فى هذا السياق، يمكن القول إن الحدث الذى يتم كل أربع سنوات قد تجاوز كونه شأنا رياضيا، إلى حالة كونية اقتصادية وثقافية وتقنية، تحمل الكثير من الدروس المستفادة.

  • تأملات كروية (2): سر الاختراع.. «الدماغ»

    (1)

    هل تذكرون فيلم عبدالحليم حافظ «ليالى الحب» عندما اخترع قماشا مقاوما للحرق.. ثم نسب رئيسه الاختراع لنفسه أمام صاحب الشركة.. وعندما أُقر الاختراع من حيث المبدأ اكتشف مجلس الإدارة ضرورة توفر التركيبة الكيميائية التى ستدخل فى صناعة القماش وتؤمنه من الاستجابة للاشتعال.. وهنا بدأ الجميع عملية البحث عن «سر الاختراع» أو «الدماغ».. وكانت اللزمة الشهيرة للعملاق سراج منير: «فين الدماغ، هاتولى الدماغ».. الدماغ فى واقع الأمر يعكس القواعد الحاكمة للفكرة وكيفية تجسيدها عمليا بصورة ناجحة قدر الإمكان.. والخفايا المحددة للفكرة وأسس تنفيذها واقعيا.. أو ما بات يعرف تقنيا بـKnow How.

  • تجديد الاندماج الوطني وإدارة التعددية

    «تجديد الاندماج الوطنى وإدارة التعددية الدينية: استجابات مبدعة لتحديات ما بعد 25 يناير».. عنوان المؤتمر الذى بدأت أعماله بالأمس بدعوة من التيار الشعبى لمدة يومين (ينتهى اليوم الأربعاء).. المؤتمر يعد الثانى فى سلسلة المؤتمرات العلمية التى ينظمها التيار فى محاولة منه لتقديم حلول وطنية بديلة لمشاكل مزمنة.. المؤتمر الأول دار حول الاقتصاد المصرى ومشاكله..

  • تحولات «4»: إسبانيا: مقومات التحول

    عرفت إسبانيا ثلاثة أنظمة حكم: الملكى الدستورى «استغرق 130 سنة: بداية من القرن 19 إلى الـ30 سنة الأولى من القرن الـ20»، والجمهورى الحزبى «من 1931 إلى 1936»، والسلطوى العسكرى «من 1939 إلى 1975». وقد جاء النظام الأخير بعد حرب أهلية استمرت ثلاث سنوات خلفت مليون شهيد، وتراجع عن كل ما تحقق فى تاريخ إسبانيا فى المرحلتين الملكية والجمهورية. وكان الجنرال «فرانكو» الشهير على رأس هذا النظام السلطوى. وبالرغم من طول مدة حكم نظام «فرانكو» الذى اقترب من الأربعين سنة، فإنه كانت هناك مقومات راسخة فى بنية المجتمع الإسبانى مكنت من جعل التخلص من هذا النظام فى نهاية المطاف ممكناً. وتيسير التحول فى إسبانيا من النظام السلطوى إلى نظام ديمقراطى بامتياز.

  • تحولات (1): رعاة الدستور

    (1)

    «التحول» وصف يعبر عن وضعية البلدان التى تحاول الانتقال من حالة إلى حالة. من حالة سلطوية / استبدادية إلى حالة ديمقراطية سياسية ومدنية واجتماعية واقتصادية. وقد مر عديد من الدول بعملية التحول هذه، حيث نجحت فى تجاوز الكثير من الإعاقات وواجهت عظيم التحديات كى تحصل على ثمار تحديها للأنظمة السلطوية حياة كريمة لمواطنيها.

  • تحولات (2): إسبانيا والتحول الديمقراطي

    (1) بدعوة من وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإسبانية توجهت إلى مدريد وقادش (من 25 إلى 31 أكتوبر الماضى)، لحضور أولاً: حلقة نقاشية بعنوان «أمريكا اللاتينية وجنوب المتوسط: التمسك بالمبادئ الدستورية والديمقراطية».. وثانياً: لزيارة أهم مركز متخصص فى مسألة التحول الديمقراطى، واللقاء بعدد من الرسميين الحاليين والسابقين وقادة الأحزاب الإسبانية وعدد من مراكز البحث والتفكير، بإلاضافة إلى الجالية المصرية فى المركز الثقافى المصرى فى مدريد.

  • تحولات (5): إسبانيا و4 مراحل للتحول

     (1)

    رصد كل من تناول تجربة إسبانيا فى الانتقال إلى الديمقراطية، بعد ما يقرب من 40 سنة من الديكتاتورية (1939-1975)، أربع مراحل استغرقتها عملية التحول. ونذكر أن ما ساهم فى عملية التحول الديمقراطى فى إسبانيا – راجع مقالنا السابق – توفر ثلاثة مقومات هى: سلطة قضائية عريقة، وجهاز إدارى متطور، وطبقة وسطى قوية. لذا تمكنت إسبانيا أن تقاوم الديكتاتورية وتنهض فى أقل من عشرة أعوام.

  • تحولات (6) : كيف صاغت إسبانيا دستورها؟

    (1)

    على مدى قرنين عرفت إسبانيا ثلاثة دساتير: دستور 1812 الذى وضع فى الفترة الملكية الدستورية، وتحتفل إسبانيا بمرور مائتى عام على وضعه، وهو ما يعرف بـ«دستور قادش». ودستور 1931 الذى وضع مع تحول إسبانيا إلى النظام الجمهورى الذى استمر إلى 1936، وانتهى عمليا بالحرب الأهلية وحكم فرانكو للبلاد سنة 1939.وحكمت البلاد خلال فترة حكم فرانكو بمجموعة من القوانين التى كان يصدرها الديكتاتور والتى كانت تصب فى اتجاه مصادرة الحقوق السياسية والمدنية، والملاحقة الأمنية للتكوينات العمالية والمهنية والشبابية والسياسية. ومع تنامى حركات المقاومة والاحتجاج- خاصة العمالية- اضطر الديكتاتور إلى إعلان حالة الطوارئ ثلاث مرات فى سنتين: 1969 و1970.

  • تحية لأستاذ مجدّد ومتواضع

    فى زمن تغيب فيه معايير التقدير.. وبخاصة عن الذين يعملون بجد ومثابرة فى وطننا العزيز.. فى زهد وبعيدا عن الضوضاء ومحطات الفضاء والأضواء.. كان خبر ذهاب جائزة الدولة إلى الأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.. من الأخبار السعيدة والمهمة التى يجب أن نحتفى بها ونشارك الرجل جهده العلمى التجديدى.

  • ترامب والمكارثية الجديدة

    (1)
    «المكارثية القديمة»؛

    تنسب المكارثية للنائب الجمهورى عضو لجنة العمليات فى مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولاية «ويسكونسن» (لمدة 10 سنوات من 1947 إلى 1957) «جوزيف مكارثى» (1908 ـ 1957) الذى قاد حملة عدائية، منذ منتصف الأربعينيات، ضد كل المنتقدين للسياسات السائدة من سياسيين ومثقفين وأدباء وفنانين.

  • تركيا الجديدة (1): القوة الصاعدة

    كشفت رحلة رئيس الوزراء التركى إلى مصر إلى أى مدى يمكن أن نقول إن هناك تركيا جديدة تنطلق فى المجال الحيوى للشرق الأوسط. تركيا جديدة تتسم بتحولات عميقة وكبيرة جديرة بالفهم ليس عبر تحيزاتنا الضيقة، ومحاولة بعض القوى السياسية تفسيرها وفق أهوائها السياسية الانتهازية بعيدا عن الواقع الحقيقى للتجربة وتفاعلاتها، وإنما من خلال إدراك معرفى لأبعاد ما حدث من ديناميكية ذاتية دفعت تركيا أن تتجدد وتصل إلى ما وصلت إليه.

  • تركيا الجديدة (2): تقدم يبدأ برؤية وقاعدة اجتماعية

    تركيا ملتقى القارات الثلاث.. وحضارة 8500 سنة

    (1)

    عبارة سمعتها أكثر من مرة أثناء زيارتى لتركيا ضمن وفد محافظة القاهرة لدراسة تجربة المحليات فى مدينة اسطنبول. ففى معرض تقديم الخبرة الخاصة فى تقدم اسطنبول فى مجالى النقل: السكك الحديدية والمترو، والمياه والكهرباء تجد المتحدث المكلف بعرض كل خبرة يستهل حديثه بأن تركيا ملتقى القارات الثلاث. إنها العبارة السحرية – كما تحققت من ذلك فى أكثر من دراسة – والمفتاحية للتقدم التركى.

  • تركيا الجديدة (3).. الهوية «المتصالحة»

    إسطنبول: هوية متصالحة…

    تتقدم بجدية نحو العصر بغير خصومة مع ثقافتها

    (1)

    الزائر لمدينة إسطنبول يمكنه أن يلحظ بسهولة كيف استطاعت المدينة أن تعكس كيف تمكن الأتراك من إعادة اكتشاف هويتهم وتأسيس «هوية متصالحة»: تصالح بين التاريخ والجغرافيا، وبين الثقافة القومية والثقافة الدينية، بين الإرث العثمانى الإسلامى والنهوض الحداثى الكونى. المدينة تعج بالسكان وتفتح أحضانها لكل الأجناس،

  • تركيا الجديدة (4) : التنمية تقوم على مشروعات تخترق العصر

    كان «جاب» GAP هو رمز المعركة المفتوحة مع البطالة والفقر والحرمان..

    (1)

    خاضت تركيا معركة متعددة الأبعاد من أجل التقدم، فلقد أدركت النخبة التركية فى لحظة من اللحظات أن التقدم يحتاج إلى خوض معارك متداخلة ومتزامنة فى وقت واحد، البداية كانت فى تجديد الدور الاستراتيجى لتركيا أو استعادة ما اصطلح على تسميته «العثمانية الجديدة»، وعليه كانت هناك ضرورة فى إعادة تعريف دورها التاريخى الذاتى والإقليمى والعالمى. من جانب آخر كانت هناك معركة الهوية، حيث تم العمل على حل الخصومة التاريخية بين الثقافة القومية التركية والهوية الإسلامية والتوليف بينهما، من خلال ما عرف بـ«بيت المثقفين» الذى تبنى انضاج عملية التوليف بشكل تفاعلى وجدلى بين: «الكمالية (التى ليست كلها شرا) والقومية والإسلام». لقد نجحت عملية التوليف فى تجديد الهوية التركية وانطلاق أفضل ما فيها للتلاقى مع طموحات الشرائح الاجتماعية الصاعدة صاحبة حلم التقدم، وهو ما أشرنا إليه فى مقالنا السابق «الهوية المتصالحة».