المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • الهندسة الاجتماعية والسياسية

    المتابع للتجارب المجتمعية المختلفة، سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى، سوف يعرف أن التغيير يتم بطريقتين: إما بالتغيير الجذرى للواقع بالاشتباك والتفاعل معه.. أو ما يعرف فى علمى الاجتماع والاجتماع السياسى بـ«الهندسة السياسية والاجتماعية»..ما الفرق وما أثر كل منهما على مستقبل المجتمعات؟

  • الوعى المدينى وإبداع الحكمة والرفض

    مجلدان كبيران صدرا فى وقت متزامن للدكتور جابر عصفور عن شاعرين مبدعين كبيرين هما صلاح عبدالصبور وأمل دنقل عنوانهما: «رؤيا حكيم محزون: قراءات فى شعر صلاح عبدالصبور» (فى 400 صفحة- 2017). و«قصيد الرفض: قراءة فى شعر أمل دنقل» (فى 600 صفحة- 2017).. لا يتناول المؤلف القراءة النقدية لإبداع الشاعرين فقط، وإنما يمتد من خلالهما إلى الحياة الثقافية والسياسية المصرية على مدى أكثر من ثلاثة عقود ساخنة من تاريخنا.. قرأت الكتابين فى وقت واحد. ذلك لأننى شعرت أن إبداعهما وحياتهما يكملان بعضهما البعض بالرغم من الاختلاف الظاهرى بين: «الحكمة والرفض»... فكانت متعة حقيقية.

  • الوهم الكبير

    «الوهم الكبير»؛ هو عنوان أحدث كتاب لأستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو «جون ميرشايمر» (1947 ــ). ويعد ميرشايمر «أحد أهم الاستراتيجيين الأمريكيين الذين يتابعون بدأب عبر عقود:

    أولا: السياسية الخارجية الأمريكية وأثرها وعلاقاتها (راجع كتابه اللوبى الإسرائيلى والسياسة الأمريكية الخارجية ــ 2007).

    وثانيا: تحولات نظام العلاقات الدولية (راجع كتابه المرجعى الهام تراجيديا سياسات القوى العظمى ـ 2014). والذى يدرس فيه تفصيلًا سلوك القوة العظمى من أجل الهيمنة على حركة العلاقات الدولية تاريخيًا. وكيف ستكون طبيعة هذا السلوك فى القرن الواحد والعشرين بين القوى التقليدية والقوى البازغة وعلى رأسها الصين. وفى هذا السياق يطرح سؤالًا محوريًا هل سيكون الصعود الصينى فى القرن الواحد والعشرين: «سلاميا» أى بدون صراع؟.. فنجد إجابته هى: «لا حاسمة». ذلك لأن الصين الصاعدة سوف تعمل ــ حتمًا ــ على الهيمنة على آسيا، أولا، ومن ثم العالم. وهو ما سوف تقاومه الولايات المتحدة الأمريكية لإبقاء النظم الإقليمية بنفس توازنات القوة القديمة والتى تحتل فيها أمريكا وضعًا مهيمنًا لا بأس به.

  • اليسار الدينى - 1

    (1)

    أكتوبر الماضى كتب الأستاذ الدكتور حسن حنفى مقالا فى «المصرى اليوم» بعنوان: «هل فشل مشروع اليسار الإسلامى؟».. وقد قرأته بعناية ونويت أن أكتب ليس تماما حول موضوع اليسار الإسلامى، وإنما عن «اليسار الدينى»، ماذا يعنى؟ وأهميته، وتجاربه المختلفة، ومستقبله، وجاءت الزيارة الروسية رفيعة المستوى إلى مصر مطلع نوفمبر الماضى لتحتم الكتابة حول روسيا الجديدة وأهميتها، فكتبنا سلسلة الحلقات المعنونة: «الروس القادمون» (7حلقات)، لنعرّف بأهمية روسيا القادمة الجديدة ـ وبقوة – إلى مسرح العلاقات الدولية وأهميتها الاستراتيجية. ومن ثم أجلنا الكتابة عن قضية اليسار الدينى.

  • اليسار الدينى - 2

    (1)

    بدأنا فى مقالنا الأول، الاقتراب من قضية اليسار الدينى، فى ضوء السؤال الذى طرحه منذ أسابيع الدكتور حسن حنفى فى «المصرى اليوم»: «هل فشل اليسار الإسلامى؟».. وقد حاولنا أن نتوسع فى تناول الموضوع ليشمل «اليسار الدينى» فى واقعنا عامة.. وقد حاولنا فى إجابتنا الأولية أن نشير إلى أن أزمة اليسار الدينى أنه كان لابد أن يكون أكثر من حركة إبداعية، بحسب حسن حنفى،.. فالتجارب الناجحة لليسار الدينى فى العالم، نجحت لأنها سلكت سلوك التيارات المجتمعية الحريصة على الفكر والحركة فى آن واحد..

  • اليسار الديني - 3

    ناقشنى بعض الأصدقاء فيما أكتب حول اليسار الدينى.. وكان محور النقاش ينطلق هل يمكن أن يكون هناك يمين دينى ويسار دينى؟.. أليس الدين واحدا، ومن ثم نصوصه لها تفسير معتمد واحد؟.. قلت بداية يجب أن نفرق بين الدين الوحى بنصوصه وهى تعبر عن المطلق، والمقدس والأبدى غير القابل للتحريف، وبين السياق الذى يتم التعامل فيه مع هذه النصوص.. فالقطعى أن كل فرد إنسان عند تعامله مع النصوص سوف يتقبلها وفق تحيزاته، وفهمه، واللحظة التاريخية التى يعيش فيها.. ومن ثم تعددت التأويلات،

  • اليسار الديني - 4

    (1)

    خلصنا فى المقالات السابقة إلى أن السياق التاريخى هو المحدد والحاكم لوجود اليسار الدينى من عدمه.. وأنه بقدر ما تكون مصر منحازة إلى مشروع للتقدم والحداثة نجد خطابا دينيا منحازا للتقدم وقضاياه وللغلابة وشؤونهم.. وقد رصدنا أربع مراحل تاريخية لمسيرة الخطاب الدينى ورأينا كيف أنه فى الفترة من 1919 إلى 1969 كان هناك خطاب فكرى معنى بالقضايا التى يمكن أن تندرج من ضمن جدول أولويات الفكر اليسارى مثل: الفقر، والعدالة الاجتماعية، ومقاومة الفساد وأشكال التفاوت المختلفة، والمواطنة وضمان الحقوق، والتعددية،.. إلخ.. إلا أن المشكلة الحقيقية كانت تكمن فى أن الفكر الدينى المنحاز يسارا لم يتمكن من أن ينظم نفسه من خلال كيانات تمكنه من أن يتواصل مع من المفترض أنه يدافع عنهم أى: المستضعفون…وأظن أن هذا يعود إلى سببين.

  • اليمين الأمريكى ومحاولة شدنا إلى الوراء

    لم يزل اليمين الدينى يظن أن الداخل الأمريكى ما زال على حاله.. وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تزل قوة عظمى وحيدة بحسب تعبير هانتينجتون وأن الرسالة الإلهية التى يظن أن الرب قد اصطفاه به لتنقية الشر من العالم من خلال سلوك إمبراطورى، يعبر عن التحالف بين اليمينين المحافظين: السياسى والدينى، يفرض الهيمنة والاستئثار بالعالم دون شريك.. بيد أن العالم تغير..ومن ثم فإن محاولة إشعال الصدام بين الحضارات على أسس ثقافية ودينية هو زمن قد ولى..

  • اليوتيوب والفيسبوك: المعرفة والمواطنة الرقمية

    أكثر من نصف العالم، أى ما يقرب من «4 مليارات» مواطن، يتعاملون مع وسائل التواصل الرقمية المتنوعة. وتحظى تقنية اليوتيوب ــ وحدها ــ بزيارة «3 مليارات زائر» شهريا على مدى ساعات اليوم الـ 24 دون توقف.

  • بذور حية لجيل جديد مختلف

    للمفكر الكبير لويس عوض مقولة جميلة تقول: «وعندى أن شيخوخة الفكر والقلب تبدأ حين يقول الفكر ويريد القلب أن يقول لصاحبه: إن الدنيا اعتلت بعد أن كانت صحيحة. لقد انهار الفن بعد أن كان مجيدا. وتدهور المجتمع بعد أن كان متماسكا، والأخلاق قد انحطت،...إلخ. عندئذ أقول: بل الذى انهار وتدهور وانحط وآل إلى خراب أكيد هو أنت يا قلب، والذى تداعى من بعدك هو أنت يا عقل. فالزم الصمت يا قلب واكتف بما كان يا عقل ولا تبذر بذور الموت فى حقل الحياة»...

  • برنارد لويس: الطريق إلى الديمقراطية عبر التقسيم

    فى خضم الحوارات والسجالات والانشغالات التى تموج بها مصر.. وكالعادة تجرى أحداث وتنطلق أفكار وتنظم فعاليات حول المنطقة ونحن لا نعنى بها.. فى هذا السياق أصدر برنارد لويس (93 سنة)، المعروف بشيخ المستشرقين كتاباً مهماً فى مطلع هذا العام عنوانه: «الإيمان والقوة: الدين والسياسة فى الشرق الأوسط» (طبعة واكسفورد).. وتأتى أهمية ما يطرحه لويس فى أن أفكاره يأخذ بها صانع القرار الأمريكى فى تشكيل مخططاته، التى تتعلق بالشرق الأوسط.

  • بلاغة الثورة - 1 - المناضلون وخطاب الميادين

    الثورة: تصنعها الميادين

    وتقاومها الشاشات

    ويجنى ثمارها محترفو الصناديق


    هكذا يستهل الدكتور عماد عبداللطيف كتابه البديع «بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسى فى زمن الثورة»، ملخصاً مضمون الكتاب. إنه يتكلم عن 25 يناير بتجلياتها الثلاثة: الميادين، والشاشات، والصناديق. ومن خلال تحليل لغة ومضمون الخطابات السياسية التى سادت فى كل من الميدان ثم الشاشات وأثناء الحملات الانتخابية، يلخص لنا مسار الثورة من البداية وإلى نهاية الانتخابات الرئاسية.

    الكتاب مقسم على طريقة المسرح الملحمى/ «البريختى». بالرغم أنه كتاب فى تحليل الخطاب السياسى ودلالاته. ومن هنا يكتسب الكتاب الحميمية والحيوية والعلمية.. وعلى طريقة الراوى فى الأعمال المسرحية يلخص لنا المؤلف الكتاب من خلال الأسطر الثلاثة التى قدمنا بها المقال. ويحافظ على هذا التقليد على مدى أقسام الكتاب الثلاثة، وصفحاته التى بلغت 250 صفحة من القطع الكبير (دار التنوير).. فنجد الراوى يطل علينا قبل الدخول فى تفاصيل كل قسم.

    يستهل المؤلف تحليله لخطاب الميادين (القسم الأول من الكتاب) بهذه الكلمات:

    يقول المناضل:

    أعطونى ميداناً فسيحاً، وبضعة آلاف من المحتجين الحالمين، ووعياً نقدياً، أعطيكم ثورة.

    وينتقل المؤلف إلى قلب «الميادين»، ليحلل ما جاء فيها من خطابات.. فيقول: «الثورات سيول التغيير. وحين ينهمر السيل، فإنه لا يجرف أمامه شخوص العهد البائد وسياساته فحسب، بل بلاغاته أيضا. وبينما تشق الثورة لنفسها مجرى جديداً، تتشكل بلاغة جديدة، فالثورات تلد بلاغاتها».. وكأن المؤلف يلفت نظرنا إلى أن اللغة تعبر عن مدى بؤسها / عمقها وهل انتهت صلاحيتها أو لم تزل فاعلة.. فالإنسان «لا يثور بسبب امتهان كرامته، أو العبث بقوت يومه فحسب، لكنه قد يثور- فى الحين نفسه- لامتهان اللغة والعبث بمعانيها. إذ غالباً ما تكون الثورة مؤشراً على أن النظام البائد قد وصل إلى أقصى حدود العبث بالكلمات. هذا العبث يتجلى ــ أولاً ــ فى وجود فجوات كبيرة بين ما تقوله اللغة (لغة السلطة الحاكمة/ الحكام) وما يوجد على أرض الواقع، حين تستغل السلطة القائمة الكلمات المعسولة فى التغنى بمنجزات وأعمال ومواقف وصفات لا تتحقق إلا على صفحات الورق أو فى رنين الألفاظ، فى حين يعكس الواقع نقيضها على الدوام»…

    لقد ضاق المصريون بتغنى الأنظمة الحاكمة بالديمقراطية الزاهرة، والرخاء العميم، والعدالة الاجتماعية، الناجزة، والانحياز للضعفاء والفقراء، فاختزنوا طاقة مدهشة من الغضب على هذا العبث بالكلمات، وهم يتطلعون حولهم فلا يرون إلا حكماً متسلطاً وفقراً عميماً، وهرساً للمطحونين، وفجوة خرافية بين من يملكون كل شىء، ومن لا يملكون أى شىء.. كما ضاق المصريون من البطش اللغوى، وتشبع اللغة السياسية بالاستبداد.. وادعاء الحكام/ الآباء امتلاكهم اليقين التام والحقيقة المطلقة وهم جهلاء.

    ثار الناس على الواقع الأليم. وأنتجوا خطاباً تحررياً مباشراً.. عبر «عمليات تفنيد ونقد مكثفة لخطاب السلطة القائمة».. تضمنت «كشف تناقضاته وتحيزاته، والسخرية من مغالطاته، وتعرية عمليات التلاعب والتضليل.. وإبراز المصالح الحقيقية…».. أبدع الثوار فى خطابهم بما قل ودل.. بلا وسطاء وبشتى الوسائل الحقيقية والافتراضية.. فأسسوا بلاغة الجمهور/ الناس/المواطنون وتمثلت فى:

    ■ التعبير عن أحداث الثورة بالجرافيتى وبشتى الفنون واستخدام الحوائط والأسفلت.

    ■ براعة تسميات الحشود المليونية وأيام الجمع.

    ونواصل المقال القادم.

     
  • بلاغة الثورة - 2 - الحكام وخطاب الشاشات

    (1)

    نواصل قراءتنا لكتاب الدكتور عماد عبد اللطيف «بلاغة الحرية».. وبعد أن عرضنا لخطاب الميادين الذى انطلقت منه الثورة وبلاغتها الجديدة الثورية ننتقل إلى «خطاب الشاشات»؛ وها هو يطل علينا (الراوى) مرة أخرى (لسان المؤلف) يقدم لنا القسم الثانى حول خطاب الشاشات بما يلى:

    يقول الحاكم: أعدوا شاشة تلفازى، ومعسول كلماتى، ومنصة إلقاء الخطب… فها أنا قادم لأغرس فى قلوب شعبى الوهن…

  • بلاغة الثورة - 3 - خطاب محترفي الصناديق

    نواصل قراءتنا لكتاب «بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسى فى زمن الثورة»، للدكتور عماد عبد اللطيف (دار التنوير القاهرية ـ 2012). فبعد خطابى «الميادين: الاحتجاجى الثورى»، و«الشاشات: المقاوم والمُجهض للثورة»،… نعرض لخطاب: «محترفو الصناديق»… وكعادة المؤلف يستعير دور الراوى من أدب المسرح، مقدما كل قسم من أقسام الكتاب بكلمات تهيئ القارئ لما سيعرض عليه وفى نفس الوقت تلخص رؤية المؤلف للفئة التى يتعرض لتحليل خطابها فى سطور مكثفة… فماذا قال عن «محترفى الصناديق» (الانتخابات) فى التمهيد للقسم الثالث (والأخير) من الكتاب:

  • بوب وودوارد: ثنائية الخوف والغضب الأمريكية

    (1) «بوب وودوارد: مؤسس صحافة الاستقصاء»
    لا خلاف على أن الكاتب الصحفى الأمريكى «بوب وودوارد» (77 عاما)، هو الصحفى الأبرز خلال الخمسين سنة الأخيرة. وقد حظى وودوارد بهذه المكانة للاعتبارات الثلاثة التالية: أولا- لأن خبطته الصحفية الأولى أعلنت عن ميلاد صحفى كبير وتوجه صحفى جديد عُرف فيما بعد «بصحافة الاستقصاء» الذى يعتمد ــ إضافة إلى المصادر التقليدية فى إعداد التقارير الصحفية

  • بيكاسو فى قصر سَرسُق

    (1) سَرسُق: القصر الذى صار متحفا
    «سَرسُق» هو لقب عائلة ثرية أرستقراطية عريقة من عائلات بيروت. تنتمى، مذهبيا، إلى كنيسة إنطاكية للروم الأرثوذكس إحدى كنائس العائلة الأرثوذكسية المشرقية. وقد وفدت هذه العائلة إلى بيروت فى منتصف القرن الثامن عشر تقريبا. حيث استقروا فى حى الأشرفية الشهير. وعملت العائلة فى عدة أنشطة تجاوزت الحدود الجغرافية اللبنانية إلى مصر وفلسطين وتركيا. كان حصادها ثروة كبيرة وملكية عقارية عديدة. من هذه الملكية قصر «سَرسُق» الذى بناه «نقولا سَرسُق» (أحد أفراد الأسرة) فى عام 1912 وفقا «لعمارة عصر النهضة الحديثة» ويقع القصر فى قلب حى الأشرفية. وقبل وفاة الرجل قرر أن يؤول القصر بعد رحيله إلى بلدية بيروت كهبة شريطة أن يتحول إلى متحف للفنون الحديثة والمعاصرة. وبالفعل، ومنذ موت الثرى اللبنانى سَرسُق سنة 1952، صار القصر متحفا يترأسه رئيس بلدية بيروت المسلم السنى بحسب شروط الهبة. ويشارك رئيس البلدية إحدى الشخصيات المعروفة التى تنتمى للروم الأرثوذكس. ولا تتوقف أهمية قصر سَرسُق على ما سبق، فقط. ولكن لما وُجد فيه من قطع أثرية ومقتنيات فنية ثمينة صارت تعرض مع معروضات أخرى بشكل منتظم منذ عام 1961.

  • بيكيتى فى القاهرة (3) تمركز الثروة أساس الاضطراب!

    (1) من الإشكاليات التى يطرحها بيكيتى فى مجلده المرجعى «رأس المال فى القرن الـ21»، (ترجمة وائل جمال وسلمى حسين- 2016)- تراكم الثروة، وتمركزها لدى القلة. وهو الأمر الذى يزيد من اللامساواة ويجعلها تتسع، وتتسع، وتتسع، بين قلة ثرية وأغلبية تزداد فقرا، ما يُحدث توترا شديدا. وفى هذا يقول بيكيتى: اللامساواة تنشأ، وتزداد بفعل التوزيع غير العادل المتعلق برأس المال. ويميز هنا بين توزيع ملكية رأس المال (والدخل من رأس المال) الذى يكون أكثر تركزا من توزيع الدخل من العمل.. وجميع البلدان تتشابه فى هذه الظاهرة، أخذا فى الاعتبار تفاوت الأرقام بحسب كل دولة على حدة.. كيف؟

  • بيكيتى فى القاهرة (4).. «الدولة الاجتماعية: الجديدة»

    أهم ما كشف عنه كتاب «توماس بيكيتى»: «رأس المال فى القرن الواحد والعشرين»، (ترجمة وائل جمال وسلمى حسين- دار التنوير 2016) وهو ما أطلق عليه: «هيكلية اللامساواة»، حيث شرح بدقة كيف تبلورت بنية «اللامساواة» فى كل دول العالم دون استثناء، من جراء العمليات الاقتصادية الكونية التى سادت على مدى قرنين من الزمان وإلى الآن. كما رصد اللامساواة على أكثر من مستوى، منها: اللامساواة وتوزع تركز الثروة، اللامساواة وعائد العمل، اللامساواة وملكية رأس المال... إلخ. ومن ثم مستقبل اللامساواة فى الثروة الكونية فى القرن الـ21.

  • بين «ينايرين» (1) : 25 يناير «حراك عابر» أم «انطلاقة ممتدة»؟

    تتقدم الأوطان عندما يجتهد مواطنوها بدأب وأسس معرفية على فهم ما جرى فى تاريخهم وعلى ما يجرى فى واقعهم، وإلام سيؤول إليه حالهم فى ضوء ما جرى ويجرى. فى هذا المقام لابد من إخضاع ما وصفته بالحراك الشبابى الشعبى الذى انطلق فى 25 يناير للتحليل ومحاولة فهم ماجرى ومستقبله خاصة بعد مرور عام على هذا الحدث الفارق فى تاريخ مصر.

  • بين «ينايرين» (2) : من «التوافق الوطنى» إلى «التراشق المجتمعى»

    قبل أسبوعين بدأنا نعرض ملاحظاتنا الأولية حول الحراك الشبابى الشعبى الذى انطلق فى 25 يناير 2011، وطرحنا سؤالاً أولياً: هل ما جرى فى يناير الأول «حراك عابر» أم «انطلاقة ممتدة»؟ وخلصنا إلى أنها موجة أولى بحسب ما وصفناها مبكرا سوف تعقبها موجات متتالية متعددة الأشكال ومتنوعة الدوافع، وأنها لن تفتر وإن اختلفت طبيعتها، وبالفعل جاء يناير الثانى حيث اكتشفنا أن مياهاً كثيرة جرت حيث حمل موجة ثانية لكنها تختلف عن الأولى، ما وجه الخلاف؟ ولماذا؟