المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • تركيا الجديدة (5) : التقدم يبدأ من المحليات

    تركيا الجديدة محصلة جملة عوامل…

    (1)

    رؤية استراتيجية تحديثية حملتها نخبة/ طبقة واصلت سلسلة الإصلاحات التى عرفتها تركيا العثمانية وكانت ذروتها مع أتاتورك. نخبة ثقافية أدركت ضرورة تجاوز الخصومة بين القومية التركية وإسلامها فأبدعت هوية متصالحة، كما استطاعت الطبقة الوسطى الصاعدة المنفتحة على العصر أن تُفعل الانطلاقة الأتاتوركية الأولى التى عرفها الأتراك فى عشرينيات القرن الماضى ومعالجة نواقصها، بطرح رؤية لدور تركى عابر للحدود عنوانه العثمانية الجديدة.. عثمانية جديدة مجالها الحيوى متعدد الانتماءات: أوروبى، وآسيوى، وعربى. وهو المشروع الذى التفت حوله النخبة الثقافية والسياسية والعسكرية، الذى بات حقيقة ملموسة، لم يكن ليتحقق دون أن تتوفر له قاعدة اقتصادية صلبة قوامها مشروعات استراتيجية إنتاجية مركبة: صناعية وزراعية وكهربية ومائية وتكنولوجية، عرضنا لملامحها فى الأسبوع الماضى.

  • تركيا الجديدة (6) : المحليات والشركات

     طبقة تحمل رؤية.. أو رؤية تحملها طبقة

    تبدأ النهوض بوطنها من المحليات وتنطلق بالنهضة إلى محيطها متعدد الجهات

    إنها تركيا الجديدة…

  • تشيلى: عدالة وديمقراطية وعلم

    تعرضت تشيلى إلى كارثتين كبيرتين خلال هذه السنة.. الأولى عندما حدث زلزال كبير فى مطلع السنة.. والثانية عندما تعرضت مجموعة من عمال المناجم إلى انهيار أحد المناجم وبقوا تحت الأرض على عمق يقارب الـ700متر لمدة تقترب من الشهرين ونصف.. وفى الحالتين أبدت تشيلى، حكومة وشعبا، قدرة مذهلة على التعامل مع الكوارث.. قدرة تقول إننا أمام بلد كبير ومتقدم.. وقد كانت ناعومى كلاين محقة عندما قالت فى معرض تعليقها على الأداء التشيلى فى مواجهة الكارثة الأولى إن: «قدرة المجتمع على التعافى من كارثة طبيعية هى انعكاس للقدرة الاقتصادية والسياسية».

    (1)

    ونزيد على ما سبق أن التعاطى التشيلى مع الكارثة الثانية قد أفصح عن قدرة علمية مذهلة لهذا البلد الصاعد بقوة كى يحتل مكانا ومكانة فى عالم اليوم، إنها قصة تقدم.. فعلى الرغم من التغطية العربية للحدث إلا أنها فى المجمل ركزت على البعد الإنسانى فى القصة وعلى مشاعر الإحباط واليأس التى انتابت أسر المحبوسين فى الجب، هذا بالإضافة إلى قصص الحب والصداقة التى تم اكتشافها.. إلخ،.. ولاشك أنه أمر «مُسلى».. إلا أن ما لم ننتبه إليه هو القدرة العلمية بالغة التقدم والدقة التى تجلت فى خطة إنقاذ عمال المناجم.. والتى صنعت بأيد تشيلية خالصة.

    (2)

    خطة تجلت فى صنع قوات البحرية التشيلية «كبسولة» إنقاذ لإخراج عمال المناجم البالغ عددهم 33 عاملا.. كبسولة وزنها 429 كلجم،وطولها 3.9 متر، وقطرها 54 سم.. كبسولة صممت لحمل عامل واحد فى المرة الواحدة ويكون فى وضع الوقوف.. مزودة بأجهزة لنقل الصوت والصورة إلى السطح.. مغلفة من الخارج بصفيحة من الفولاذ يبلغ سمكها 4 ملم حتى تتحمل أثناء الصعود والهبوط أى احتكاك بجدار نفق المنجم، وخاصة أن العمال المحبوسين على مسافة تقترب من 700 متر تحت سطح الأرض.. ويلاحظ مدى دقة تصميم الكبسولة فى أن قطرها تم تصميمه على ألا يزيد على 54 سم خاصة أن قطر النفق 61 سم.. بالإضافة إلى وضع إمدادات أوكسجين فى قاعدة الكبسولة تكفى لمدة 3 ساعات.. كما تم تدعيم الكبسولة بعجلات مزودة بنظام امتصاص الصدمات تم تثبيتها أعلى وأسفل الكبسولة بشكل يساعد على تخفيف حدة احتكاك سطح الكبسولة بجدار البئر.

    (3)

    وتشير المتابعة الدقيقة للكيفية التى تم بها ابتكار الكبسولة فى ضوء واقع معقد- من حيث منجم مهدد بالانهيار والحاجة إلى تعامل حساس للغاية مع عمق بالغ الطول- إلى ذهنية علمية حاولت أن توفر كل شروط الأمان المطلوبة لنجاح عملية الإنقاذ.. وهو ما تجلى فى التطبيق العملى لعملية الإنقاذ من حيث دقة التنفيذ وتحقق كل ما هو مخطط.. فعملية إنقاذ العامل الواحد استغرقت 55 دقيقة كما كان مقررا.. والأهم فى هذا المقام هو طريقة تحديد ترتيب إنقاذ المحبوسين حيث كانت الأولوية للأكثر صحة وشبابا… ثم وضعهم للواقط الكترونية تقيس ضربات القلب وغيره من الأمور حيث يتم إنزال من يتعرض لأى اضطرابات.. يتم كل هذا دون توتر أو تزاحم أو ضجيج.

    (4)

    واقع الحال، وبعيدا عن القصص الإنسانية المتعلقة بأبطال الكارثة..نقول ومن خلال متابعتنا لتشيلى وكثير من دول أمريكا اللاتينية منذ وقت مبكر من خلال دراستنا لتجربة لاهوت التحرير- إننا فى حالة تشيلى أمام دولة جديرة بالاحترام والدراسة.. دولة استطاعت تجاوز ديكتاتورية بينوشيه من خلال نضال سياسى حقيقى وحركة دينية تقدمية انحازت للفقراء.. والنتيجة أن دعت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية تشيلى للانضمام إلى عضويتها.. لتكون بذلك أول دولة من أمريكا الجنوبية ضمن أعضاء المنظمة الذين يبلغون 30 دولة من ضمنهم: الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، ودول أوروبية.. وهى دعوة لم تحدث- تاريخيا- منذ أكثر من جيل.. ولم يكن هذا ليحدث إلا لأن تشيلى حققت معدل نمو يقترب فى المتوسط من 5% على مدى حقبة كاملة منذ 2000 إلى 2009، ويعد من أسرع المعدلات.. كما تشير الدراسات إلى انخفاض معدلات الفقر من نسبة 45 % إلى 14%.

    كما أن تشيلى حافظت على مسيرة ديمقراطية ثابتة ومستقرة لعل من أهم ملامحها: قوى حزبية قوية، وتداول للسلطة.. كما احتلت تشيلى الموقع التاسع فى مجال تكنولوجيا المعلومات..

    (5)

    إن تقدم تشيلى هو حصيلة معادلة عناصرها: العدالة والديمقراطية والعلم.

     
  • تعذيب الأطفال يعنى ...الحضيض

    الحضيض» مسرحية للكاتب الروسى مكسيم جوركى (1868- 1936).. تذكرتها فورا عندما قرأت عن واقعة تعذيب الأطفال فى أحد الملاجئ.. لأنها أولاً تدور أحداثها فى ملجأ للمعدمين واللقطاء، وتحكى عن مدى البؤس الذى يعيشون فيه.. وثانياً لأن التعبير نفسه «الحضيض» صار هو الوصف المعتمد عندما تحدث هكذا أحداث فى أى مجتمع، حيث يتم استدعاء تعبير «الحضيض» لوصف الواقع الذى يسمح بأن يتعرض فيه «المهمشون» لأى معاملة غير إنسانية…الأكثر أننى قرأت مرة أن هناك كثيرا من المبدعين- لاحقا- قد استعاروا عنوان جوركى، الحضيض، لتسمية أعمالهم عندما قرروا أن يصفوا واقعهم الأليم حول أحداث ووقائع مؤلمة تتعرض فيها قطاعات بشرية لمعاناة كبرى.

    (2)

    وأذكر أننى عندما قرأت «الحضيض»، ربما نهاية السبعينيات، تأثرت كثيرا لما فيها من اقتراب إنسانى حول المهمشين الذين لا حلم لهم ولا أمل لهم فى أى شىء.. فهم كائنات لا يعتد بها، ولا حقوق لهم، حيث يكفى توفير فراغ يسندون فيه جثثهم.. وقلت إنها حالة يصورها جوركى بشكل مبدع عن روسيا نهاية القرن التاسع عشر، والتى كانت تئن من أحوال مزرية، وقد أوجدت لدىّ تحيزا «للغلابة»، صرت أراعيه فى كثير من أمور حياتى.. قرأت ذلك وقتها وتصورت أن اللحظة التاريخية الإنسانية- قطعا- قد تجاوزت «حضيض» جوركى..

  • تعرية القديم

    لدىّ قناعة أننا نعيش مرحلة تتسم بالجدل الحاد. ليس على مستوى الحوار فقط، الذى نمارسه جميعا طوال الوقت. وإنما بات يصل إلى درجة ما يعرف بالجدل الفلسفى. فكل قضية تصعد على سطح الواقع تجد اشتباكا حادا حولها يعكس الرأى ونقيضه، والمعالجة ونقيضها. إنها الظاهرة التى وصفتها فى أكثر من مقال تحت عنوان: «قديم ينازع وجديد يصارع».. خذ أى قضية من القضايا التى يتم الجدل حولها بين المصريين. فإننا سوف نجد جدلا حادا يتراوح بين رؤية قديمة يتم استدعاؤها من الماضى من قبل فريق. ورؤية تحاول أن تطرح رؤية مغايرة لما دأبنا عليه. إنها «اللقطة» التى أظنها تمثل قلب الصورة العامة المصريين.

  • تعظيم قدرة المجتمع على الفعل المفيد

    (1)
    فى معرض حواره عما أطلقنا عليه «الحركية المواطنية الجديدة» فى أوروبا؛ قال الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسى «آلان تورين» (1925، مؤلف: «نقد الحداثة»، و«براديجما جديدة فى عالم اليوم»):

  • تعليم المذكرات وفقدان «الحاسة العلمية»

    لم أكن أدرى عندما كتبت مقالى الأسبوع الماضى حول «التعليم بالمذكرات»، أنه سوف يلقى هذا الاهتمام.. ولكن يبدو أنه مس أزمة حقيقية نعانى منها بل ربما كارثة.. ولعل من أهم ما أثاره البعض حول ما جاء فى المقال، سواء فى تعليقات القراء الإلكترونية أو الحوارات المباشرة هو حديثهم عن ملامح «طالب المذكرات» أو الطالب الذى تعلم بالمذكرات، بعد تخرجه.. كيف سيكون أداؤه فى العمل، وكيف سيتعامل مع أولاده.. وكيف يمارس السياسة إذا أراد، وكيف سيكون نمط تدينه.. إلخ.

  • تغطية المصالح

    (1) “المصالح ولا شئ غير المصالح”.. مقولة للمفكر المغربى محمد عابد الجابرى ..بيد أن هناك من يحاول أن يغطى على المصالح وأى صراع يدور حولها, بأن هذا الصراع هو دينى أو مذهبى.. وهو مانظن أن القوة العالمية المنتصرة, منذ تفكك الاتحاد السوفيتى, قد نجحت فيه, وهو أن تحول النظر عن طبيعة الصراع وجوهره وذلك باستعادة “المقدس” (بحسب برتران بادى)إلى العلاقات الدولية.. أو الاستعانة بالدين أو المذهب لتفسير أى صراع .. واستبعاد أى تفسير عقلانى يحاول أن يقوم بتحليل طبيعة الصراع الذى ما إن نرفع عنه الغطاء الدينى حتى يظهر لنا أنه يخفى الكثير

  • تقرير للبنك الدولى يُحذر من «الامتيازات».. (1)

    (1) 
    دائما هناك أحداث ووقائع تشغلنا عن الكثير مما يستحق بحق الاهتمام والنقاش.. وكثير من القضايا والملفات ذات الشأن فى حياتنا لا يستغرق اهتمامنا بها سوى أيام أو أسابيع سرعان ما ننصرف عنها إلى غيرها أو نُستهلك فى تفاصيل لا تفيد.. 

  • تقنين مفهوم «الطائفة» فى دولة المواطنة لا يستقيم

    لا أدرى من أين أبدأ؟.. هل أبدأ من آلاف السطور التى سطرتها مدرسة المواطنة فى معالجتها للشأن القبطى؟.. أم من نضالات المواطنين المصريين من المسلمين والمسيحيين من أجل بناء الوطن داخليا، والدفاع عنه ضد الحكام الوافدين والمستعمرين؟.. أم من بناة الدولة الحديثة الوطنية الذين كافحوا من أجل «المصرنة» فى مواجهة «العثمنة»؟.. ولإعادة التذكير بأن مصر لم تعرف مفاهيم: «الملة»؛ (راجع أبوسيف يوسف فى الأقباط والقومية العربية، ومحمد عفيفى فى الأقباط والعصر العثمانى، وسمير مرقس فى الحماية والعقاب: الغرب والمسألة الدينية فى الشرق الأوسط،... إلخ).

  • تمرد: المواطن / الفرد فى مواجهة الشمولية

     (1)

    السلطة الشمولية، أيا كان نوعها: سياسية أو دينية، تعطى لنفسها الحق أن تتحدث باسم الناس… وأنها تعرف ما يريدون، وأنها تنجز كل ما فى وسعها من أجل ذلك… وفى سبيل هذا تطرح أيديولوجية تروج كلاما لا يمت للواقع بصلة… وتصنع مشاهد بصرية للإيهام بما تروج له ليصدقه الناس أو لترويعهم، لا فرق… ما يضمن استمرارها واستمرار الأقلية الحاكمة: ثروية أو دينية، أو ثقافية، أو سياسية، أو كل ذلك معا… فالناس لديهم كتل بشرية تطيع، وتسمع، وعليها أن تتعايش…

  • تمرد: المواطنة من غير وسطاء

    «تمرد»، هى أول حركة للمواطنين المصريين يقومون بها دون وسطاء، تنطلق من القاعدة، من أسفل، تحمل مطالب واضحة فى مواجهة السلطة القائمة مباشرة. وتعتمد على الحشد والتعبئة فى ضوء هذه المطالب. وتتحرك فى عموم مصر حيث تبتكر أساليبها النضالية التى تقوم على إظهار الصوت المعارض لشرائح عريضة من الشعب المصرى دون أن تفوض أحداً للحديث باسمهم.

  • تمرد: قوم يا مصرى

    إنها لحظة تاريخية بكل المعانى.. يوم 30 يونيو العصر وفى كل أنحاء مصر.. أعلنت مصر عن نفسها.. قام المصريون، متجاوزين كل الاختلافات: الجيلية، والدينية، والمذهبية، والطبقية، والجنسية، والسياسية،.. إلخ.. قاموا يستعيدون مصر الوطن.. والدولة الحديثة.. ويؤكدون على مصر «المركب الحضارى» متعدد العناصر.. على مدى شهور كان المصريون يرسلون رسائل تعبر عن عدم رضائهم عما آلت إليه الأحوال.. ولكن الرسائل لم تكن تقرأ.

  • توزيع الثروة: سؤال القرن الـ «21»

    قضية «توزيع الثروة، من الأهمية بحيث لا ينبغى تركها للاقتصاديين وعلماء الاجتماع والمؤرخين والفلاسفة». فهى قضية «تهم الجميع»... «إن الواقع المادى الملموس (للامساواة) مرئى بالعين المجردة، ويلهم بالطبع أحكاما سياسية قاطعة لكنها متناقضة. فالفلاح والنبيل، والعامل وصاحب المصنع، والساقى والمصرفى: الكل لديه موقع المراقبة الخاص به، ويرى منه مظاهر مهمة للكيفية التى يعيش بها الناس، ولعلاقات القوة والسيطرة بين المجموعات الاجتماعية. هذه الملاحظات تشكل أحكام كل شخص حول ما هو عادل وما هو غير عادل.

  • ثقافة الحاكم الوافد

    (1)

    منذ سنة 31 ق.م.، تاريخ تبعية مصر إلى الدولة الرومانية وحكم أغسطس قيصر، وحتى محمد نجيب 1952م، حكم مصر «أشكال وألوان» من الحكام الوافدين. من خلال هذا التاريخ الممتد، يمكن القول إن المصريين قد وضعوا معياراً مهماً لقياس فاعلية الحكم وجديته، وهو: هل يصب لصالح المصريين أم لغيرهم؟ لذا ساند المصريون أحمد بن طولون عندما حاول أن يؤسس دولة مستقلة عن السلطة المركزية (868 ـ 905م) العباسية. ويرى مؤرخو الدولة الطولونية أنها تمثل محاولة الانتقال من عصر التبعية إلى عصر الاستقلال. وواصل المصريون مساندة الإخشيديين (935 ـ 969م) لاستكمال الاستقلال عن العباسيين. وفى المقابل كان المصريون يعرضون عن التعاون مع الحاكم الذى يعطى الاهتمام لسلطة مركزية خارج البلاد ويثورون ضده وضد من أرسله.

  • ثلاثية النضال والتاريخ والحضارة

    «الشعوب لا تموت.. وبالتالى حقوقها»

    أثبت المواطنون الفلسطينيون فى كل أنحاء فلسطين أن حقوق الشعوب لا تسقط قط. وأن النضال الوطنى عبر حركة المواطنين على الأرض قد يكمن فى لحظة تاريخية ما، ولكنه - أبدا - لا يموت.. ويؤكد إن لم تتأسس المواثيق والعهود على أسس عادلة فإنها - ومهما طال الأمد - تذبل مع مرور الوقت، وتبهت نصوصها الظالمة، خاصة مع تنامى التئام الجسم الوطنى و«استعادة روحه الجماعية» فى «كمال نضالى» متعدد الأشكال.. كمال نضالى يؤسس لواقع جديد بموازين قوة فاعلة يتسم بما يلى: أولًا: تجديد التذكير بالحقوق التاريخية. ثانيًا: أنها لا تسقط بالتقادم. ثالثًا: أن النضال الوطنى - وحده - هو الكفيل باستعادة الحقوق، وأنه الفعل الوحيد القوى والمؤثر والخطر الذى تفهمه القوة الغاشمة والمحتلة. ورابعًا: ما يقتضى إعادة النظر والسير فى مسارات جديدة تحقق العدل والحرية والاستقلال

  • ثوب جديد أم رقعة جديدة: قانون دور العبادة نموذجاً

    من ثمار الحراك الشبابى الشعبى الذى شهدته مصر مطلع هذا العام، استعادة الجمهورية المعتدلة بحسب تعبير أرسطو، الجمهورية التى تتسم بالاعتدال من الانحراف فى اتجاه ما يناقض جوهر الفكرة الجمهورية بسبب التوريث. كذلك اعتدال باستعادة قيمة العدالة الاجتماعية بين المواطنين بدلا من الانحياز السافر للقلة الثروية على حساب الكثرة من المواطنين. وأخيرا التأكيد على دولة المواطنة التى تقوم على سيادة القانون وإعماله بعد الانحياز للعُرفى. وكان من المفترض أن تأتى المعالجات لكثير من أمور حياتنا المؤجل البت فيها على نفس المقام لما أثمرت عنه 25 يناير.وهو ما لفتنا النظر إليه مبكرا فى نفس هذا المكان بأن التحدى الذى أمامنا لجعل نتائج 25 يناير فاعلة هو عدم التراوح بين الثوب الجديد والرقعة الجديدة.

  • جديد العالم فى 2019

    بنهاية كل عام، تحرص الدوريات والمطبوعات ومراكز الأبحاث على تقييم حصاد السنة المنصرمة، ثم تضع توقعاتها، وترسم ملامح العام الجديد فى شتى المناحى.

    وأحرص دوماً- لسنوات- على متابعة هذا الجهد لأهميته القصوى التى تعكس ردود أفعال على فترة منصرمة وتصورات لفترة قادمة، خاصة إذا ما كانت تعبر عن اتجاهات ومصالح جهات عديدة. وانطباعاتى الأولية عليها (المتابعة) تشير إلى ما يمكن رصده فى الآتى:

  • جرأة التمرد

     (1)

    «تحسين شروط العبودية»: هى الحالة التى يبدأ فيها المرء فى التظلم: بالشكوى، من أن ظروفه غير ملائمة، ولكنه لا يتحرك لتغيير هذه الظروف.. وإن تحرك يلجأ للقنوات التى تنتمى لنفس الكيانات التى ساهمت فى خلق هذه الظروف غير الملائمة منتظرا منها الإنصاف.. فى هذا الإطار يتحرك المرء فى نفس السياق دون أن يسعى إلى إحداث أى تغيير.. ولكن ومع استمرار الظروف الضاغطة يتمرد المرء.. فماذا يعنى التمرد؟

  • جغرافيا العنف: من الأطراف إلى المراكز

    كتبت مرة عن أهمية دراسة «حركة العنف»؛ وعدم الاكتفاء بدراسة «حركات العنف». ففى الأخيرة يتم التركيز على: أولا: البنية التنظيمية. وثانيا: من أين تفرع التنظيم. وثالثا: ما موقعه الأيديولوجى فى شبكة التنظيمات العنفية. بينما «حركة» العنف تعنى: أين يتمركز العنف؟ ومن المستهدف من العنف؟ وكيف ينتقل من مساحة جغرافية إلى أخرى؟ ولماذا؟ ومن هم حلفاء العنف فى المساحة الاجتماعية الجديدة ومن هم خصومه؟ وكيف؟ وقدرة الأجهزة المختلفة فى كل موقع جغرافى على المواجهة؟ وماهى الدلالات الرمزية لحركة العنف؟ وتداعيات ذلك وخطورته؟ وكيف المواجهة؟