المصرى اليوم

المصرى اليوم

  • الصهيونية المسيحية (3) من الصهيونية الدينية إلى السياسية الأوروبية

    عرضنا للجذور التاريخية للفكرة الصهيونية التى بدأت «دينية» فى القرن السابع عشر، بفعل «الطهريون» التيار المتشدد فى الحركة الإنجيلية. وهو التيار الذى التزم التفسير الحرفى التوراتى. حيث تماهى هذا التيار مع الإسرائيليين القدامى فوصفوا بريطانيا وقت كرومويل (1649- 1758)، «بإسرائيل البريطانية وصهيون الإنجليزية». وكانوا قد طالبوا منذ 1573 بجعل «الشريعة الموسوية ملزمة للأمراء المسيحيين». وما أن حل القرن السابع عشر حتى انتشرت ظاهرة «إحياء السامية»، والضغط فى اتجاه «إعادة اليهود إلى فلسطين» تحت مظلة ما أشرنا إليه بفكرة «الحكم الألفى». التى ربطوا فيها بين تصور دولة يهودية حديثة تتميماً لنبوءة الكتاب المقدس. حيث يعود السيد المسيح إلى الأرض كملك لمدة ألف عام. وهو ما ترفضه المذاهب المسيحية الرئيسية.. وكما وضعت هذه البذرة فى أوروبا وضعت فى أمريكا على أيدى «الطهريين» الذين هاجروا إلى الأرض الجديدة آنذاك. وكان هذا هو مولد «الصهيونية الدينية» التى سرعان ما استعارت مفردات مسيحية لتدعم فكرتها.

    (2)

    وحتى يتحقق هدف الصهيونية الدينية. كان لزاماً عليها أن تمارس سلوكاً سياسياً ضاغطاً. فتأسست فى لندن سنة 1807 جمعية لنشر المسيحية بين اليهود، وعمل القس لويس واى Lewis Way، الذى أصبح عام 1809 مديراً للجمعية على ترويج فكرة عودة اليهود إلى فلسطين تحقيقاً للنبوءات، ولكن سرعان ما تحولت هذه الجمعية من دعوة اليهود إلى المسيحية إلى دعم الفكرة الصهيونية. ويذكر أيضاً فى هذا المجال هنرى دراموند، عضو مجلس العموم البريطانى، الذى تخلى عن عمله السياسى ونذر حياته من أجل عودة اليهود إلى فلسطين.. ومن فرنسا انطلقت- ولأول مرة- خطة لإقامة «كومونولث يهودى فى فلسطين، مقابل القروض اليهودية للحكومة الفرنسية، ومساهمة اليهود فى تمويل حملة نابليون بونابرت لاحتلال المشرق العربى بما فيه فلسطين». ويعد نابليون بونابرت هو أول رئيس دولة يقترح استعادة دولة يهودية فى فلسطين.. وتوالت الدعوات السياسية والدينية فى القرن التاسع عشر لتشجيع توطين اليهود فى فلسطين الأمر الذى ساهم فى تهيئة الظروف والمناخ المناسبين لولادة الصهيونية اليهودية السياسية.

    (3)

    وكان اللورد بالمرستون (1784-1865) وزير خارجية إنجلترا، ورئيس وزرائها فيما بعد، من أشد المتحمسين لتوطين اليهود فى فلسطين. ما شجع كثير من السياسيين الأوروبيين على ذلك. وأثناء انعقاد مؤتمر لندن عام 1840، تم التقدم بمشروع إلى بالمرستون «لتوطين اليهود فى فلسطين»، لأنها «أرض بغير شعب لشعب بلا أرض». ووظفت الحركة الصهيونية كياناتها المدنية المنتشرة فى أوروبا والتى باتت تحظى بالقوة وتمتلك المال والأدوات الإعلامية للترويج لمطلبها.. وساد فى الخطاب السياسى الأوروبى تعبير: «شعب الله القديم»، فى وصفه لليهود. وتحولت عودة اليهود إلى فلسطين فى الوقت الملائم سياسياً، واستيطان اليهود فى فلسطين إلى «أمنية سياسية بالنسبة إلى إنجلترا». ولا يخفى على القارئ للاستراتيجيات البريطانية الربط بين حصار مشروع محمد على النهضوى والتوسعى وإعادة اليهود ليكونوا عقبة أمام أى مؤامرات شريرة- بحسب النظرة الأوروبية- مستقبلية من تدبير محمد على أو خلفه.. ولا يمكن فى هذا المقام نسيان القس وليم هنرى هتشلر، ابن المبشر الذى عمل فى السفارة البريطانية بفيينا وكان «يحترم اليهود احتراماً شبه أسطورى» وكان من المؤيدين بحماس لتيودور هرتزل وبذل كل ما لديه من أجل القضية الصهيونية لمدة تناهز الثلاثين سنة.. وقد كان مهندس وعد بلفور، الأمر الذى رحب به الذين ينتمون إلى اتجاه «السابقية» والصهيونية الدينية والسياسية الأوروبية النشطة.

    (4)

    وهكذا صار توطين اليهود فى فلسطين مسألة تداخلت فيها المعتقدات التوراتية والطموحات الإمبريالية السياسية والاستراتيجية وعلى هذه القاعدة تعددت الدعوات الأوروبية التى التقت بالمخططات الصهيونية السياسية خاصة بعد عقد المؤتمر الصهيونى الأول.. فى هذا السياق تمت صياغة مجموعة من المفاهيم مثلت قاعدة فكرية وسياسية ودينية لمسيرة الصهيونية الدينية/ السياسية، لاحقا، مفادها: أولاً: اليهود هم شعب الله المختار والمُفضل. ثانياً: الأفضلية هى نتاج وعد إلهى. ثالثاً: ربط الإيمان بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون.. لم تكن أمريكا بعيدة عما كان يدور فى أوروبا.. فلقد كانت تتبلور حركة صهيونية سياسية ستقود الدعوة الأولى لاحقاً.. وهو ما نلقى الضوء عليه فى مقالنا القادم.

  • الصهيونية المسيحية (4) الحركة الصهيونية الأمريكية

    مثلما جرى فى أوروبا جرى فى الولايات المتحدة الأمريكية. بدأت «الصهيونية الدينية» تنحو نحو السياسة. وكان الفاعل الأساسى فى هذا التحرك هم أتباع الحركة «السابقية» (سابقو الألف، أو التدبيريون أو الحقبيون أو الدهريون) التى آمنت أولا: بالحكم الألفى، أو بعودة السيد المسيح كى يملك لمدة ألف سنة. وثانيا: بالتفسير التوراتى اليهودى للنص المسيحى. وثالثا: بتمييز اليهود باعتبارهم شعب الله المختار دون شعوب العالم وما يؤمنون به. ورابعا: إعادة توظيف النص الدينى التوراتى سياسيا من أجل تأسيس كيان قومى دينى سياسى لليهود.. وقد بدأ سعى «السابقون» منذ مطلع القرن التاسع عشر من خلال عدة محطات.

  • الصهيونية المسيحية... (2) صهيونية ذات توظيف مسيحى

    من محصلة الدعوة «لإحياء السامية» التى عرفتها أوروبا فى القرن السابع عشر. وتبلور كتلة «الطهريين» المتشددة التى توطنت فى الأرض الجديدة أو «كنعان الجديدة»: «الولايات المتحدة الأمريكية»؛ تم الترويج لفكرتين أساسيتين هما: الأولى: الترويج لضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين. والثانية: إشاعة الفكرة «الألفية» والتى تمهد لمجىء المسيح الثانى الذى عُرف بالنظرة «الألفية» إلى المستقبل والقائلة بأن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية. (التى أثرت فى تكون الفكر الأمريكى ورسخت لتيار متشدد دينى تجذر

  • الصهيونية المسيحية...(5) المنظمات الفاعلة سياسياً

    شهدت الولايات المتحدة الأمريكية زخماً كبيراً من قبل الحركة الصهيونية بتجلييها: الدينى والسياسى، فى مطلع السبعينات من القرن الماضى. وهو الزخم الذى تلاقى مع الصعود المتنامى لما بات يُعرف بحركة: «اليمين المسيحى الجديد» New Christian Right، وهو الاسم المعتمد فى الأدبيات الأمريكية لهؤلاء المتشددين الأصوليين الإنجيليين الذين باتوا يمارسون السياسة وفق التفسيرات الكتابية والتوراتية خارج كنائسهم - التيار الرئيس للكنائس الإنجيلية- تحت مظلة تأسيس مؤسسات مدنية تمارس أدواراً دينية وسياسية ضاغطة على الإدارات السياسية المتعاقبة. وقد استفادت كل من الحركتين (الصهيونية واليمينية المسيحية) بما حققته إسرائيل فى حرب الخامس من يونيو، وحملتا مطالبها إلى المجالين السياسى والمدنى الأمريكى.

  • الطائفة فى مواجهة دولة المواطنة: ذروة النضال ضد نظام الطوائف «٢»

    (1) شهدت مصر محمد على، منذ مطلع القرن التاسع عشر، حربا ضروسا ضد الدولة العثمانية لتأسيس مصر ’’المستقلة‘‘. وكان الحضور المصرى هو جوهر عملية الاستقلال الوطنى والأساس الذى قامت عليه الدولة الحديثة. لم يحدث هذا مرة واحدة، وإنما من خلال عملية نضالية بدأت كنتيجة للتفاعل بين محمد على صاحب مشروع الاستقلال والمصريين الذين كافحوا طويلا من أجل ’’اختراق حاجز السلطة‘‘- بحسب وليم سليمان قلادة- عبر العصور.

  • الطائفية العميقة

    (1) «الحراكية المواطنية»
    تميز حراك 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 الذى انتفض فى لبنان، بأن هناك كتلة مجتمعية تمثلت فيها كل ألوان الطيف اللبنانية. باتت تئن من سوء الأحوال المعيشية. ورأت أن تعبر عن همومها معا عبر المجال العام وليس عبر الطوائف التى ينتمى لها كل لون من هذه الألوان. فلقد أيقنت أن بلوغ الحياة الكريمة هو حق وليس امتيازا.

  • الطاقة: «أصل كل الحروب»

    (1)

    المتابع لنتاج ماكينة الفكر السياسى فى صوره الورقية والمرئية والرقمية، سوف يلحظ بسهولة ويسر كم الدراسات والتحليلات والتقارير المدعمة بالإحصائيات والخرائط والجداول التى تتناول ما يُعرف بدراسات «جيو- استراتيجية الطاقة»، وتحديدا النفط والغاز.. وخلاصة هذا النتاج تفسر الكثير من الصراعات والتنافسات والمشاحنات والتحرشات التى تجرى من حولنا على مستوى الإقليم والعالم.. فلايزال النفط والغاز، الذى لحق به من حيث الأهمية الحيوية، يمثلان جوهر الصراع «الجيو- استراتيجى» فى الإقليم والعالم.

  • الطبقة الوسطى «بالحجم العائلى»

    «بالحجم العائلى» مسلسل رمضانى يقوم ببطولته «يحيى الفخرانى» وميرفت أمين، ومعهما مجموعة من الممثلين الجدد. يناقش المسلسل فكرة بسيطة حول أسرة انفصل عائلها «السفير السابق» عن زوجته «سيدة المجتمع» كى يتحرر من الالتزامات المهنية والتقاليد الاجتماعية. حيث يقرر أن يترك صخب المدينة القديمة متجها إلى امتلاك فندق فى إحدى القرى السياحية الجديدة، ممارسا حبه «للطهى»، مقدما من فندقه عبر وسائل الإعلام المتنوعة أحدث الأكلات.. فى المقابل، تنتقل زوجته لإحدى المدن الجديدة (المغلقة، Gated Communities)،

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر «2»: تفكيك وتعجيز طبقة

    تعرضنا لمسيرة الطبقة الوسطى، التى ولدت من رحم دولة محمد على. والتى استطاعت بعد ما يقرب من قرن ونصف أن تصبح جوهر السلطة مع ثورة يوليو… ولكن هذه السلطة تعرضت للانهيار بهزيمة 1967 وبداية تشكل دولة يوليو المضادة الساداتية والمباركية. ويمكن وصف ما جرى لهذه الطبقة فى كلمتين هما: التفكيك والتعجيز.

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر «3»

    عرضنا لمسيرة الطبقة الوسطى منذ محمد على، وكيف أن الطبقة الوسطى الجديدة «بتعبير سعد الدين إبراهيم» قد ولدت من رحم الدولة الحديثة. ولكن هذا لم يمنع أن تناضل من أجل أن يكون لها حضورها. فناضلت بداية من مجلس شورى النواب ثم ثورة 1919 وأخيرا دعم يوليو الثورة لهذه الطبقة. إلا أن حكم السادات كان بداية تفكيك هذه الطبقة وتعجيز شرائحها، حيث حل محلها شرائح اجتماعية طفيلية ذات طابع احتكارى ريعى مثلت ردة. وجاءت السياسات الليبرالية الجديدة، لتضع تصورا للطبقة الوسطى ورد فى البرنامج الانتخابى الرئاسى فى 2005.

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر «5»

    (1)

    ذكرنا كيف أن الطبقة الوسطى نشأت من رحم الدولة الحديثة وأنها كانت جزءاً أصيلاً من الحركة السياسية، داعمة لها ومحركة لاتجاهاتها. ومع ثورة يوليو باتت الطبقة الوسطى محور اهتمامها. وشرحنا كيف أن دولة يوليو الناصرية كانت تمثل تحالفا داعم لهذه الطبقة. إلا أن دولة يوليو المضادة فكت هذا التحالف فتشرذمت بين السفر إلى الخارج: عملا وهجرة،

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر «7»: الوعى والتحالفات المجتمعية

    يمكن القول إن «25 يناير» هى تعبير عن حراك الطبقة الوسطى بامتياز. الطبقة الوسطى التى نشأت، كما ذكرنا من رحم الدولة الحديثة مطلع القرن التاسع عشر، نتيجة تطور الملكية الزراعية، وبفضل التعليم خرج منها الموظف والمهنى والضابط. وعاشت هذه الطبقة وناضلت بحسابات معقدة، كانت نواة دافعة لثورة 1919 خاصة فى المدن. وكانت هى القاعدة الاجتماعية لثورة يوليو التى من أجلها دافعت دولة ناصر. وجاءت دولة يوليو المضادة الساداتية والمباركية من بعدها حيث تخلت عن الطبقة الوسطى، ما أدى إلى تشرذمها بين الهجرة الداخلية والخارجية والدروشة والعودة إلى الانتماءات الأولية، وتدهور أحوالها.

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر (1): الميلاد والمسار

    لماذا الحديث عن الطبقة الوسطى؟ ننطلق فى هذه السلسلة من المقالات من فرضية أن الحراك الثورى الذى انطلق فى 25 يناير 2011 هو نتاج حركة الطبقة الوسطى التى غابت وتم إقصاؤها فى لحظة تاريخية وذلك مع تطبيق سياسات الليبرالية الجديدة. وهو ما دفع الراحل العالم الكبير رمزى زكى فى نهاية التسعينيات إلى أن يصدر مؤلفا بعنوان «وداعا الطبقة الوسطى». ولكن لأسباب نذكرها فى حينها هى الأسباب التى كانت الطريق لـ25 يناير عادت الطبقة الوسطى مرة أخرى إلى الحلبة السياسية تمثل رأس حربة ضد النظام السياسى. ولكن بين «تجدد الدور» و«تردد الفعل» نلاحظ أزمة الطبقة الوسطى المصرية التى هى أزمة مصر فى الحقيقة…ولكن قبل ذلك ربما يكون من المفيد فى كلمات «تغريدية- تويترية» أن نرصد ميلاد هذه الطبقة ومسارها وصولا إلى اللحظة الراهنة ومحاولة استشراف المستقبل.

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر (4) من الإقصاء إلى الاحتجاج

    (1)

    اعتمدت الطبقة الوسطى الحديثة على التعليم، وعلى الانفتاح على الجديد. بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمامها أن «تتملك». الأمر الذى ساهم فى أن يكون لها نصيب فى السلطة السياسية بداية من تمثيلها فى مجلس شورى النواب. ومع مرور الوقت أصبحت الطبقة الوسطى قاعدة أساسية للحراك الثورى. بها انطلقت ثورة 1919 ومن أجلها قامت ثورة 1952 وانحازت لها.

  • الطبقة الوسطى ومستقبل مصر (6): 25 يناير: القوة الناعمة للطبقة الوسطى

    (1)

    أكدنا على الدور التاريخى للدولة فى إحداث انتظام طبقى بدرجة أو بأخرى فى مصر. ففى البدء كانت دولة محمد على التى نقلت مصر مما قبل الدولة الحديثة إلى الدولة الحديثة ذات المؤسسات وكانت الطبقة الوسطى قوامها الأساسى. طبقة وسطى جديدة تكونت بفعل التعليم الحديث من الخبراء والموظفين والضباط مختلفة عن التجار والشيوخ.

  • الطيور على أشكالها تطير

    (1)
    منذ بدأ يعي الحياة، أدرك أن بها من الكنوز ما يستحق أن ننقب عنه وأن نصرف كل العمر من أجل ذلك. فلا وقت نضيعه في هذه الحياة لكي نتألم، أو نبتئس، أو نخطط لشر، أو نسئ لأحد، أو نحمل هما، أو نكره، أو نستسلم للظروف مهما كانت مؤلمة، أو …،إلخ. الأهم، هو أنه كان ينقب عن هذه الكنوز لا من أجل نفسه ولكن من أجل أن يشاركها مع الآخرين، وهذا هو جل حلمه وفرحته وحياته…إنه توماس جورجسيان الكاتب والصحفي والمثقف والفنان المصري الأرمني الذي ولد وعاش أكثر من نصف عمره في مصر وهاجر بالجسد إلى أمريكا ولكنه يعيش بقلبه ووجدانه وعقله في مصر…وخلاصة تجربته يخطها كلمات حية وحرة وانسانية في أول كتبه…
    (2)

  • الفساد ليس قدراً أو حالة فردية

    تزعجنى جدا بعض المحاولات التى يبتعد بها البعض عن التفسير العلمى لحالة الفساد، التى تشيع فى مجتمعنا.. ومحاولة قصر تفسير انتشاره على البعد الأخلاقى فقط دون غيره.. والإصرار على أن الفساد ما هو إلا ظاهرة فردية عابرة..

  • الفكر الدينى: «تجديد بناء أم بناء جديد؟»

    (1)

    برشاقة وعمق، يجسدان خبرة السنين وما تراكم خلالها من معارف. يجدد المفكر الكبير نبيل عبدالفتاح، محاولته الأثيرة فى مقاربة إشكالية تجديد الفكر الدينى. فلقد دأب نبيل عبدالفتاح، منذ مطلع الثمانينيات، على معالجة هذه القضية، قبل أن تصبح محل اهتمام من قبل الكثيرين. وتحديدا منذ كتابه البكر: «المصحف والسيف: صراع الدين والدولة فى مصر ـــ 1984». وذلك من خلال كتاب يحمل عنوانا مباشرا هو «تجديد الفكر الدينى»؛ من إصدار المركز العربى للبحوث والدراسات ـ 2015، دون أية عناوين جانبية شارحة أو تفسيرية أو مكملة للعنوان الرئيسى.

  • الفكر الدينى: «تجديد بناء أم بناء جديد»..(2)

    (1)

    بعد أن طرح المفكر الكبير نبيل عبدالفتاح أسئلته البحثية عن أسباب جمود الفكر الدينى فى كتابه المكثف والهام «تجديد الفكر الدينى ـ المركز العربى للبحوث والدراسات 2015».. والذى يستجيب لحاجة تاريخية ولمطلب سياسى ينسجم مع التحولات السياسية الجارية. يتابع بحثه شارحا بدقة العلاقة الملتبسة بين السياسة والدين. وأثر كل منهما على الآخر، مؤكدا على أن «الطغيان يولد القمع المادى والفكرى والفقهى»، بسبب «تماهى بعض الفقه والإفتاء والمفتين مع السلطان، وميلهم معه حيث يميل أيا كانت وجهته أو تناقضه»، من جهة، وإطلاق «مطاردات» تستهدف «الفقه والفكر الدينى الحر» من جهة أخرى. كما يتتبع «محاولات الخروج من الفقه السلطانى وتوظيفه للآلة الفقهية والتأويلية لصالح مصالح وأجواء هؤلاء»، ما «أثر على مسارات العقل الفقهى، أهم إنجاز للثقافة والحضارة الإسلامية مع بعض

  • الفلسفة وترامب (1)

    «إنه شىء مرعب لليل عميق»..

    (2)

    بهذه العبارة الشعرية للكاتب المسرحى والشاعر الفرنسى «جان راسين» (1639 ـــ 1699)؛ يبلور الفيلسوف الفرنسى «آلان باديو» (82 عاما ــ والذى يعد أحد أهم الفلاسفة الأحياء فى عالم اليوم)؛ رؤيته حول الرئيس الأمريكى «ترامب» والذى عبر عنها ــ تفصيلًا ــ من خلال محاضرتين ألقاهما فى نوفمبر 2016 بجامعتى «كاليفورنيا» بلوس أنجلوس، و«تافتس» ببوسطن على التوالى. ونشرتا أخيرا، منذ شهرين، فى كتاب بعنوان: «ترامب».. ويقدم «باديو»- فى المحاضرتين/ الكتاب ــ رؤية فلسفية للحالة الترامبية. وذلك من خلال العملية الانتخابية التى حولها ترامب «ليلها إلى أمر لا يطاق»... وعن «ماهية الذى لا يطاق»، فلسفيًا، تمحورت كلمة «باديو.. فما جرى فى هذا الليل العميق الذى سيمتد بنجاح ترامب يستحق التأمل فى ذاته. كما يستحق الإدراك بالمعنى الفلسفى لما سيؤول إليه الوضع السياسى فى الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وفى العالم من جانب آخر. كما يتطلب الاستجابة «بعقلانية» لعديد الأسئلة من عينة: أولا: «ما الذى استوجب العالم المعاصر أن يدخل فى هذا الليل ومن ثم هذا الرعب؟». وثانيا: «كيف لشخص مثل ترامب أن يُنتخب رئيسا للقوة الأعظم فى العالم؟». وثالثا: «كيف يمكن مواجهة ما جرى فى الليل العميق المُرعب؟»..