فى سنة 1980، أعلنت مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا، أنه لم يعد هناك من خيار بديل. وكانت تعنى تحديدا ــ وبشكل واضح ــ أن اقتصاد السوق الذى تقوده ومعها الرئيس رونالد ريجان هو بمثابة الحل الناجع للإنسانية.
وأن ما عُرف بالليبرالية الجديدة قد انتصر على كل التوجهات الأخرى انتصارا نهائيا. وأن التاريخ قد انتهى لصالح هذا التوجه بحسب أطروحة فوكوياما الشهيرة نهاية التاريخ. ومن ثم ليس هناك بديل آخر. وتبين بعد ثلاثة عقود ــ تقريبا ــ ومع الأزمة المالية الكارثية فى 2008 بأن البديل الأوحد ــ المزعوم ــ يتعرض لمحنة حقيقية، ولا يزال. ما يعنى سقوط أطروحة ثاتشر. وهو ما دفع فوكوياما أن يكتب عن نهاية الريجانية الجديدة. الأمر الذى جعلنا نصفه بكاتب النهايات «كما أشرنا أكثر من مرة»... وكان على الأحزاب والاتحادات والنقابات أو التشكيلات السياسية والنقابية والمهنية ــ التى تشكلت فى الأغلب حول الحرب العالمية الثانية ــ أن تبحث فى هذا الفشل وتتقدم ببدائل جديدة.