الأهرام اليومى

الأهرام اليومى

  • فى ضرورة "التسامح" الدينى -المدنى...

    منذ بدء الخليقة, قام التصور الدينى للجتماع الإنسانى على التواصل بين البشر من أجل إعمار الأرض, وحفظها وحمايتها من كل شر أو تهديد, وتيسير القدرة على التعايش بين البشر الذين يعيشون معا فى سياق مجتمعى واحد, على اختلافاتهم. فالإختلاف هو الأصل وليس التماثل… وعلى منواله سار الفكر الإنسانى بداية من المدينة الأثينية والجمهورية الأفلاطونية حيث توالت الاجتهادات المدنيى على مر العصور. ولأن مسيرة العلاقة بين البشر -تاريخيا – قد اتجهت نحو الصراع, فى الأغلب الأعم, فإن عملية التواصل الإنسانى قد تأثرت سلبا على المستويين الفردى والجماعى…

  • فى مئوية الأحزاب المصرية: نحو أفق مدنى جديد

    تحل فى هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الأحزاب السياسية, حيث يعتبر عام 1907 هو عام ميلاد الأحزاب المصرية. جاء تكوين هذه الأحزاب نتيجة لجهد المصريين الذى بدأ قبل عقود فى محاولة تقييد سلطة الحاكم والتى ظهرت إرهاصاتها مع الخديو إسماعيل من جهة, وحاجة الطبقات والشرائح الاجتماعية الآخذة فى التبلور أن تعبر عن نفسها سياسيا.


    وبالرغم من محاولة البعض الإيحاء بان النموذج الحزبى المصرى ما هو إلا نقل للنموذج الحزبى الغربى, إلا أنه وبحسب يونان لبيب رزق فأن الحياة الحزبية فى مصر قد نشأت لمواجهة الاحتلال البريطانى, بينما على النقيض انبثقت الأحزاب الأوروبية من خلال البرلمان حيث شكلت كل قوة اجتماعية ذات مصلحة وأيدولوجية واحدة حزبها. فى الحالة المصرية وجدنا العداء للإنجليز يأتى أولا وقبل التوافق السياسى بين أعضاء الحزب الواحد, على العكس من الحالة الأوروبية حيث التوافق الاجتماعى والمصالح الطبيقية أولا, وهو ما جعل تأسيس الصحف فى مصر يأتى قبل تأسيس الأحزاب للتأثير فى الرأى العام على عكس ما جرى فى أوروبا. على أن ما يهمنى إلقاء الضوء عليه بهذه المناسبة هو الطبيعة المدنية للأحزاب والتى ارتضاها المصريون مع مطلع القرن العشرين بمباركة رموز الفكر الإسلامى آنذاك. كيف؟


    بالرجوع لما تضمنته وثيقة الحزب الوطنى الأهلى الذى تكون فى عام 1879 – والذى مثل إرهاصة للأحزاب التى تبلورت لاحقا بداية من عام 1907 – نجد ما يلى: “الحزب الوطنى حزب سياسى لا دينى. فإنه مؤلف من رجال مختلفى الاعتقاد والمذهب وجميع النصارى واليهود. ومن يحرث أرض مصر ويتكلم بلغتها منضم لهذا الحزب فأنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات… وحقوقهم فى السياسة والشرائع متساوية. ويشار إلى أن الإمام محمد عبده قد راجع ووافق على ما جاء فى هذا البرنامج.
    وعندما بدأ تأسيس الأحزاب عام 1907 نجد الإصلاح على المبادئ الدستورية ورئيسه الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد, ينص فى برنامجه على أن: “تعطى الوظائف فى المصالح المصرية للوطنيين بمقتضى الكفاءة والاستحقاق.”
    “لايجوز لهذا الحزب خلط الدين بالسياسة ترويجا لها. ولكن له الحق فى إبداء رأيه فى إعمال المصالح الدينية, ونقدها بما يؤدى إلى إصلاح إدارتها… ” أما الحزب الوطنى – التاريخى – حزب مصطفى كامل فنص فى برنامجه على “إقامة حكومة دستورية يكون الحكام فيها مسئولين أمام برلمان يتمتع بالسلطة اللزمة كبرلمانات أوروبا…”


    وتقارب عنصرى الأمة: المسلمين والمسيحيين وتعريف كل مصرى بالواجبات التى عليه القيام بها…” أشرت إلى الطبيعة المدنية للتجمعات السياسية التى أخذت فى التبلور فى إطار الحركة الوطنية المصرية منذ منتصف القرن التاسع عشر, والتى كانت مدركة لعدم الخلط بين الدينى والمدنى, بغير خصومة مع الدين من جهة, وبمباركة رموز الفكر الإسلامى “الإصلاحى” (بتعبير د.عمارة) المعتبرين, آنذاك, نجحوا يقينا فى التعبيير عن الخبرة المصرية, فنقرأ للأستاذ الأفغانى مدافعا عن الديمقراطية الليبرالية وعن أهلية الشعب المصرى لها قائلا: ” انظروا إلى العالم الغربى, ترونه على تقسيماته الحاضرة, واستقلال عناصره بميزاتهم القومية, وأهمها العلم بالواجبات, سواء كانت لهم أو عليهم, ومعرفة وجوه المطالبة بها, والمساواة لأدائها, وسوق الأمة على هوى السلطان. ويبشر بأن ما حدث فى الغرب من زوال سلطان الحكم الفردى سيعم غير الغرب أيضا… وسينتفى هذا النوع من الحكم المطلق… وأن ذلك سيحدث عندما يصبح الحكم للعقل والعلم, لأنه متى فشا العلم فى الأمة فأول ما تناهض ذلك الشكل من الحكم, أنها سنة الله فى خلقه,ولن جد لسنة الله تبديلاً.” ونراه يشدد على “السلطة الزمنية وأن الغاية المقصودة منها هى العدلل المطلق”. إن حياة الأفغانى فى مصر واستيعابه لخبرة المصرية التى كانت تشهد إرهاصة بناء دولة حديثة وتحرك سياسى من جهة, كذلك فهمه للشورى من جهة, ولاطلاعه على الخبرتين الأوروبية واليابانية من جهة ثالثة, قد دفعته أن يكون عاشقا للحكم الدستورى, منافحا عن سياسة أمور المجتمع بواسطة البرلمان والنواب, الأمر الذى جعله يجاهد ليجعل من مصر النموذج الذى يطبق فيه أفكاره (التى كانت تعبر عن إيمانه بسلطان العقل, والعدل الاجتماعى, والوطنية والقومية..) حتى يقدم لشعول الشرق القدوة التى تحتذى فى هذا السبيل. لقد ساهم الأفغانى بأفكاره حول الدستور والحكم النيابى ومدنية العمل السياسى فى إطلاق ثورة عرابى والحياة الحزبية لاحقا بل فى تفجير ثورة 1919 باعتراف سعد زغلول.


    على الجانب الآخر نجد الإمام محمد عبده حاسما فيما يتعلق بطبيعة السلطة السياسية فى المجتمع. فلقد كان رافضا أن يكون نصيرا لقيام سلطة دينية فى المجتمع بأى وجه من الوجوه ويقول: ” إنه ليس فى الإسلام سلطة دينية, سوى سلطة الموعظة الحسنة… وأن أصلا من أصول الإسلام قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها… وأن الحاكم مدنى من جميع الوجوه. إن هذا الموقف هو الذى قاد الرجل إلى الإيمان بمدنية السلطة فى المجتمع, ومدنية مؤسسات هذا المجتمع, ومن ثم إلى اتخاذ الطابع القومى المدنى, الذى لايفرق بين المواطنين والقومية والوطنية).


    دخلت مصر القرن العشرين وهى تواجه: الخديو, الاستعمار, الفقر, وتؤسس لضمان حق التعبير السياسى, من خلال مجال سياسى مدنى الطابع يتحرك فيه المصريون دون تمييز, ونقصد بالمجال السياسى, المجال الذى يتحرك فيه المواطنون بصرف النظر عن انتماءاتهم – معا – من أجل وطنهم. ولأن هذا المجال السياسى مدنى (زمنى) الطابع أى نسبى فانه يسمح بالختلاف بين الرؤى والتصورات حول القضاي المطروحة التى تهم الوطن. حدث هذا بغير خصومة مع الدبن من جانب, وعدم تطبيق مايصفه الإمام محمد عبده “الثيوكراتيك” أى الدولة الدينية. المفارقة أننا نبدأ القرن الحادى والعشرين والبعض منا يحاول أن يضفى طابعا مقدسا على المجال السياسى العام, أى يجعله دينى الطابع الأمر الذى يستحيل فيه الاختلاف لأن حدوثه يعنى الاختلاف مع المطلق خاصة مع خلط بعض الجماعات بين “الدعوى- الدينى” وبين “المدنى- السياسى” ورفض هذه الجماعات فك الارتباط بينهما. هذا بدلا من استكمال بناء الدولة الدستورية المؤسسة على عقد اجتماعى يقوم على توازن الحقوق والواجبات بين المواطنين والدولة, وعلى التداول السلمى للسلطة, وعلى المشاركة فى الحكم من خلال نظام ديمقراطى تمثيلى, وعلى احترام كيان المواطن – الفرد فى خياراته الفكرية والسياسية والمعتقدية. إن مثل هذا الاجتماع السياسى – المدنى (بحسب د.كوثرانى) من شأنه إذا ما نما وتطور أن يطلق ما يمكن تسميته “بالأفق المدنى” الذى يستلهم الدين الحاضر فى الحياة وليس فى السياسة, وهو مانحتاج الحديث عنه فى عام مئوية الأحزاب المصرية.

     
  • فى مواجهة الحصار

    هل حصار مصر أمر لا يستحق الاهتمام إلى هذا الحد... سؤال ممزوج بالغضب والانزعاج والقلق يتملكنى منذ صباح الأحد الماضي...

    ففى هذا اليوم نشرت جريدة الأهرام على رأس الصفحة الافتتاحية الثانية(صفحة 3) نصا هو خليط من: الخبر المُدقق، والتحليل للوضع الراهن، والبيان الإعلامي. عنوانه: «تفاصيل خطة قوى خارجية لفرض حصار على مصر»... ومضمونه: «مُفزع ومتنوع»...وبالرغم من تطمينات النص بأن «القيادة السياسية لديها علم كامل بمخططات القوى الخارجية على الساحة الدولية وتتعامل مع الموقف وفقا لتلك المعطيات ونجحت مصر فى احتواء آثار بعض الخطوات التى تستهدف حصار مصر سياسيا واقتصاديا» وهو أمر طبيعى ومتوقع. إلا أن الغضب والانزعاج والقلق بقيت معى فى سؤالى الذى كنت أكرره مع كل من أحادثه: زهل حصار مصر أمر لا يستحق الاهتمام؟. وأقصد ــ تحديدا ـــ من قبل السياسيين والمثقفين والفاعلين المدنيين والكتاب،...،إلخ. ألا يحتاج الأمر قدرا من الاهتمام. خاصة أن «خطة الحصار» تمس، فى واقع الأمر، مصر «المواطنين» فى حياتهم اليومية.

  • فى مواجهة حرب الهويات...

    تطرح قضية الهوية نفسها، بقوة، فى أوقات الأزمات التاريخية الكبري. ويقينا فإن الهوية التى كنا نتصورها محصنة تجاه أية تغيرات، لم تستطع أن تقاوم ما حل بالمنطقة من رياح تغيير عارمة. كذلك الهوية التى فهمنا أنها تمتلك إجابة نهائية تاريخية تمكنها من أن تعبر بها اختبارات التاريخ بما تحمل من وقائع جدية وجادة لم تستطع أن تجيب على أى من الأسئلة التى حملتها الوقائع الجديدة ذات الطبيعة المركبة.

  • فى مواجهة عنف الإبادة

    عرفت الإنسانية عبر تاريخها، ألوانًا متنوعة من العنف. ويعنى العنف فى أبسط تعريف له «ممارسة إيذاء الآخر»، ويتدرج الإيذاء من اللفظ إلى الفعل المادّي. وبلغة سوسيولوجية تعكس العملية العُنفية «سلوكا إيذائيا قوامه إنكار الآخر كقيمة مماثلة للأنا أو للنحن، وكقيمة تستحق الحياة والاحترام». ويعمد الإيذاء بالترتيب إلي: أولا: خفض الآخر إلى تابع. وإما ثانيا: بنفيه خارج أى ساحة من ساحات التواصل الإنساني. وإما ثالثا: تصفيته معنويا أو جسديا.

  • في ضرورة التعاون من أجل البقاء

    عكست حوارات قمة المناخ التي عقدت في نيويورك تحت مظلة الأمم المتحدة وبدعوة من أمينها العام في 24 سبتمبر الجاري. مدى خطورة ما يتعرض له كوكب الأرض من أخطار مدمرة من جراء ممارسات تنموية تؤدي إلى تدمير البيئة من جهة. والاصرار على استخدام تقنيات معالجة للطاقة ينتج عنها انبعاثات غازية تسبب "الانحباس الحراري" ما يسبب ارتباكات مناخية تهدد مستقبل كوكب الأرض وحياة مواطنيه بنهاية كارثية...

  • في مئوية لبنان: حراك وحريق..

    ’’...بيروت. مدينة عريقة. مدينة لا أرى نفسي، بصحتها الكاملة، إلا فيها ــ عندما أتمرأ في مرايا العالم. مدينة أعشقها. وبقوة هذا العشق وسيطرته، لا أقدر أن أراها إلا جميلة وكاملة. لا أقدر أن أتحمل ما يضفي عليها البشاعة، أو ما يحيل جسدها إلى مجموعة من الركام...‘‘...

  • قديم ينازع وجديد يصارع

    يسمح لى القارئ الكريم أن أستعيد هذا العنوان الذى استخدمته من قبل عنوانا لدراسة مطولة حول طبيعة اللحظة الراهنة التى نمر بها…اجتهدت بإخلاص أن أبدع جديدا، انطلاقا من التحدى الذى يواجه أى كاتب فى ألا يكرر نفسه وضرورة أن يجتهد فى أن يقبض على ثمين الأفكار دوما.

  • قديم ينازع وجديد يصارع

    يسمح لى القارئ الكريم أن أستعيد هذا العنوان الذى استخدمته من قبل عنوانا لدراسة مطولة حول طبيعة اللحظة الراهنة التى نمر بها...اجتهدت بإخلاص أن أبدع جديدا، انطلاقا من التحدى الذى يواجه أى كاتب فى ألا يكرر نفسه وضرورة أن يجتهد فى أن يقبض على ثمين الأفكار دوما.

    وعليه حاولت أن أجرب التفكير فى عناوين أخرى منها: "قديم يتآكل وجديد يتشكل"، و"عالم قديم يحتضر وآخر جديد لم يولد بعد"، و"بين عالمين"،...،إلخ. ومع كل عنوان جديد كنت أظن اننى ارتاح لاستخدامه أجدنى أعود مرة أخرى للعنوان الأول الذى استخدمته من قبل...ولأننى لم أتعود الاستسلام بسهولة وخاصة فى مجال الأفكار. حاولت أن أتلمس تفسيرا لذلك. هل هو استسهال؟، أم حميمية مشاعرية لعنوان مبتكر وفيه جرس ما؟ أم لأسباب موضوعية؟...

  • قرياقص ميخائيل .. الصحفى المناضل «1ـ2»

    قليلون هم من يعرفون هذا الاسم الذى تحل الذكرى الخامسة والستون لرحيله، والأهم الذكرى الـ 110 لصدور كتابه المرجعى الرائد: الأقباط والمسلمون تحت السيطرة البريطانية, الذى ألفه بإنجليزية رفيعة المستوى ونشر فى عام 1911 ولم يترجم قط...فمن هو قرياقص ميخائيل؟...فى كلمات مفتاحية يمكن القول إنه صحفى مناضل...ومؤرخ رائد...نعرض فى مقالنا اليوم الجانب الصحفى النضالى له، ونجيب فى مقالنا التالى عن لماذا هو مؤرخ رائد.؟

  • قرياقص ميخائيل .. المؤرخ الرائد (2ـ 2)

    نتابع اليوم حديثنا عن جانب آخر من شخصية قرياقص ميخائيل ألا وهو تأليفه كتاباً مبكرا صدر بلغة إنجليزية، رفيعة المستوى، عنوانه: أقباط ومسلمون تحت السيطرة الإنجليزية؛ وقد صدر الكتاب فى لندن عن دار نشر إنجليزية سنة 1911 أى قبل 110 أعوام. وفى إطار اهتمامنا المبكر بالشأن القبطى اكتشفنا ريادة قرياقص ميخائيل فى مقاربة الشأن القبطى مقاربة مغايرة للمقاربات السابقة عليه وللمقاربات اللاحقة لمدة نصف قرن تقريبا.

  • قصة البرجوازية المصرية

    إلى مصر

    قضائى الذى أعانقه

    وقدرى الذى أحتضنه

    وأين يهرب المُريد وشوقه قضاؤه...وقلبه قدره...

    كلمات حكمت صلاح عيسى فى تنقيبه التاريخي... فلقد توحد بمصر وأخذ ينقب فى تاريخها فمنحته ــ مصر ـ أن يكتشف، ويفسر ويسطر لنا إحدى درر المعرفة المصرية المرجعية. لذا قلنا إن الكشف المعرفى لا يقل قيمة عن الكشف الجغرافى والنفطى... ذلك لأن الكشف المعرفى خاصة التاريخى من شأنه أن يفسر لنا ما يجرى فى الواقع: أصوله، ومساره، وفهم تفاعلاته الجارية، وأخيرا تحديد مسارات وسيناريوهات المستقبل.

  • قمة العشرين: تسويات هشة لاستمرار شرعية العولمة

    فى يومى 7و8 يوليو الحالى، انعقدت قمة العشرين بمدينة هامبورج بألمانيا تحت شعار: «تشكيل عالم متشابك». وبالرغم من الإعداد الجيد ـــ نسبيا ـــ لفعليات اللقاء. والشراكة المميزة للمجتمع المدنى فى إعداد «أجندة القمة». كذلك حضور الرئيس الأمريكى ترامب اللقاء للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن الحصيلة الختامية للقمة ــ وبحسب الدوائر العلمية والإعلامية والسياسية الغربية المتابعة ـــ جاءت مخيبة للآمال...لماذا؟

  • قناة السويس تجسيد للذات الوطنية

    تحل هذه الأيام الذكرى الـ 65 لتأميم قناة السويس والقنال أكثر من مجرد مرفق حيوى مهم سواء لمصر أو للعالم، كما يقول الدكتور مصطفى الحفناوى الذى وهب حياته لقضية قناة السويس من خلال أطروحته المرجعية الخالدة «موسوعة قناة السويس...تاريخها وأصول مشكلاتها المعاصرة».

  • كرة القدم.. المتعة والعشق والمال

    ربحنا أم خسرنا...لن تتبدل متعتنا

    متعتنا تظل على حالها...سواء خسرنا أم ربحنا..

    كلمات بسيطة يتغنى بها أطفال من أوروجواي، وهم عائدون من لعب كرة القدم... وثقها المؤرخ والأديب إدواردو جوليانو(1940 ـ 2015) فى مقدمة كتابه المتفرد: كرة القدم: بين الشمس والظل (1994). الذى تصادف أن أنهيت قراءته منذ أسابيع، وولد لدى الكثير من الأفكار حول كرة القدم. التى ستكون (وقت نشر المقال) قد انطلقت احتفاليتها الكونية: بطولة كأس العالم التى تنظم كل أربع سنوات، هذا من جانب. كما تمنحنا الكتابة عن كرة القدم، من جانب آخر، فرصة كى نرتاح قليلا من قضايا السياسة وإشكاليات الفكر.

  • كن واقعيا.. واطلب المستحيل

    ما إن نطقت بالعبارة السابقة، حتى استوقفنى صديقى فورا منبها لاحظ العبارة تحمل تناقضا صارخا. قلت له: كيف؟.
    قال: كيف يمكن أن تتوافق الواقعية مع المستحيل. قلت: حسنا، وواصلت سائلا: هل لديك بديل تقترحه لهذه العبارة. قال لى سريعا، دون تفكير ـ وبثقة، المنطق يفرض أن تكون العبارة كما يلي: كن واقعيا وأطلب ما هو متاح.

  • كوكب يشتعل

    إن النبوءة المبكرة، التى أطلقها عام1972يورجن راندرز، أستاذ إستراتيجية المناخ بالنرويج، محذرا العالم فيها، والتى وردت فى كتابه: حدود النمو؛ بأن استمرار إنهاك البيئة سوف يؤدى إلى اختلالات مناخية سيكون من نتيجتها تدمير الكوكب، قد أصبحت قيد التحقق بقسوة فى كل مكان فى العالم من حولنا. وذلك ليس بسبب فقط تقاعس كل من: النظام الاقتصادى العالمى السائد وكباره من جهة، وباقى أعضاء المنظومة الدولية من جهة أخرى منذ سبعينيات القرن الماضى فى اتخاذ الإجراءات الضرورية التى تحول دون تحقق نبوءة راندرز، وإنما إلى تعمد إرجاء التعاطى الجاد معها والهروب من تحمل مسئولية نهب مقدرات البيئة والطبيعة والإخلال بميزانها الطبيعى والحيوى لتحقيق مصالح القلة... ما أوصلنا إلى حقيقة مفادها أن الكوكب ومواطنيه باتوا مهددين وجوديا. وأن الأخطار أصبحت واقعا كارثيا لم يستثن أى جهة من جهات الكوكب الأربع: فمن حرائق غابات كاليفورنيا إلى حرائق الأمازون بالبرازيل إلى حرائق غابات الجزائر وأحراج لبنان إلى تركيا واليونان وسيبيريا...ومن فيضانات أوروبا: ألمانيا وبلجيكا إلى فيضانات الصين...،إلخ...أى ان التحذيرات لم تعد تصورات نظرية لباحثين وسياسيين وإنما واقعا مشتعلا يهدد بحرق الكوكب...

  • كيسنجر : النظام العالمى إلى أين؟

    النظام العالمى إلى أين؟، هو السؤال المحورى الذى يطرحه شيخ الاستراتيجيين هنرى كيسنجر (92عاما)،فى مجلده الأخير: “النظام العالمي”، الذى صدر نهاية الصيف الماضي… لذا فعندما يجتهد فى طرح تصوراته حول مستقبل النظام العالمى الجديد فى ضوء ما آلت إليه المنظومة الدولية الراهنة فإنه لابد من الانتباه، وذلك لاعتبارات ثلاثة.

  • كيف عادت روسيا إلى المقدمة؟

    لا معنى لروسيا بدون إمبراطورية»… إنها العبارة/الفكرة التى انطلقت منها روسيا إلى مقدمة المسرح العالمي، مرة أخري، خلال أقل من عقدين. ودأب الجميع: الدولة والمجتمع، عقب تفكيك الاتحاد السوفيتى على توفير القاعدة المادية المطلوبة من: موارد طبيعية وتقنيات،…، إلخ، وإطلاق الطاقة الثقافية الكامنة لشحذ الهمم، بهدف جعل الفكرة حقيقة…كيف؟

  • كيف عادت روسيا إلى المقدمة؟

    لا معنى لروسيا بدون إمبراطورية»... إنها العبارة/الفكرة التى انطلقت منها روسيا إلى مقدمة المسرح العالمي، مرة أخري، خلال أقل من عقدين. ودأب الجميع: الدولة والمجتمع، عقب تفكيك الاتحاد السوفيتى على توفير القاعدة المادية المطلوبة من: موارد طبيعية وتقنيات،...، إلخ، وإطلاق الطاقة الثقافية الكامنة لشحذ الهمم، بهدف جعل الفكرة حقيقة...كيف؟