الشروق

الشروق

  • «دورات الاحتجاج» فى مصر.. إلى أين؟

    تتعرض مصر منذ ما يقرب من خمس سنوات، وتحديدا منذ سنة 2004، إلى ما يعرف فى أدبيات الحركات الاجتماعية «دورات احتجاجية» Cycles of Protest، متواصلة. تعكس هذه الدورات الاحتجاجية مدى الضيم والضيق الذى باتت تتعرض له شرائح اجتماعية متنوعة فى شتى المجالات.

    تنوعت أشكال الاحتجاج وتقاطعت.. ومرت فى ثلاث دورات أو مراحل أساسية خلال هذه الفترة، نرصدها كما يلى:

  • (المساواة أم التفاوت؟) هذا هو السؤال

    تعد فكرة المساواة بين البشر وكيفية سد التفاوت بينهم، من أهم القضايا التى شغلت الإنسانية عبر تاريخها. ومع كل تطور لحق بالمجتمعات كانت هناك مراجعات لفهم ما طرأ من تطور، وما نتج عن هذا التطور من تكون لمصالح وتحالفات جديدة ولمؤسسات تعبر عن كل من هذه التحالفات والمصالح.. ومن إعادة تشكل للجسم الاجتماعى بطبقاته وشرائحه.. وكانت قضية المساواة أم التفاوت هى القضية المحورية التى يمكن أن نقيس بها جدوى وجدية التطور.. وهل استطاع هذا التطور أن يحقق المساواة بين البشر أو عَمقَ التفاوت؟..

  • 25 يناير: المخاض .. عن أحوالناالتى رفضتها مصر الشابة ومازالت

    عام مر على انطلاق الموجة الأولى من الحراك الشبابى الشعبى الثورى.. ما الذى جرى خلال هذا العام.. يمكن القول إن 25 يناير فى انطلاقته الأولى كشف المستور من ترهل وتدهور وفساد واختلال حاد فى كل المنظومات: الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وهو ما عبرنا عنه يوما منذ عامين «بأحوالنا التى لا تسر». بسبب المصالح والتربيطات التى تكونت عبر عقود والتى نسجت ما لم أزل أصفه «بشبكة الامتيازات المغلقة» التى تتعامل مع أرقام مليارية وربما تريليونية أوصلتنا إلى الحال غير المقبول.

  • 25 يناير.. تأسيس جديد للمواطنة «الفعل»

    مع وداع عام واستقبال آخر، ربما يكون من المفيد أن نمنح أنفسنا وقتا للتأمل فى ماذا جرى؟ وما الذى سوف يحدث؟ خاصة أن القادم أهم وأخطر، فمشهد النهاية لم يتشكل بعد.. ولكن التغيير الحقيقى قادم قادم.. وحتما «حورس آت آت».

    وهنا يكون للتاريخ أهميته كذلك الابداع الأدبى الانسانى بالرغم من أى قيود ضد الحريات إشاراته وإضاءته التى تعصمنا من اليأس أو القلق.. بالإضافة إلى القراءة الصحيحة لرسائل الواقع. وأذكر أبيات لشاعرنا الكبير صلاح عبد الصبور نصها:

  • 25 يناير.. تحولات كبرى وإعاقات خطرة...(1)

    مهما كان التحول الديمقراطى متعثرا، إلا أن الأكيد هو أن الحراك الذى انطلق فى 25 يناير 2011 قد أحدث الكثير فى الواقع المصرى. وعلى الرغم من أية احباطات قد تكون قد تسربت إلى نفوس الناس، إلا ان هناك تحولات نوعية قد طالت المجتمع المصرى. المقارنة التاريخية بين كل الثورات والانتفاضات السابقة على 25يناير وما جرى خلالها ولا يزال تشير إلى أن جديدا قد طال السياق المصرى تصعب معه العودة إلى الوراء. جديد يرقى أن نطلق عليه «تحولات كبرى».. وبالطبع هناك أمام هذه التحولات الكبرى «إعاقات خطيرة»، من شأنها إشاعة اليأس عن جدوى ما جرى كى تهيئ لإعادة انتاج القديم فى ظل اجراءات استبدادية لم يكن لها ما يبررها، ونشير فى هذا المقال إلى أهم هذه التحولات الكبرى التى أحدثتها 25 يناير . ونتحدث لاحقا عن الإعاقات الخطرة.

  • 25 يناير.. تحولات كبرى وإعاقات خطرة...(2)

    25 يناير 2011 ، هو نقطة فارقة فى حياة المصريين. أطلق حراكا لم يزل حيا إلى الآن. فبكل المقاييس؛ التاريخية: المصرية والعالمية، والعلمية: الوطنية والمقارنة. أنجز هذا الحراك أربعة تحولات كبرى فى الواقع المصرى (راجع مقالنا الأخير فى الشروق 11/2 الماضى). هذه التحولات نذكرها كما يلى: أولا: التحرك القاعدى للمواطنين، وثانيا: مواجهة النظام الأبوى، ثالثا: إسقاط القداسة والعصمة عن السلطة/الحاكم، رابعا: إسقاط الشمولية…تحولات تاريخية يصعب الارتداد عليها بل ينبغى التراكم عليها من أجل مصر جديدة حداثية. ولكن فى مقابل هذه التحولات «الكبرى» هناك إعاقات «خطرة» تعطل عملية التحول التاريخية…فما هى هذه الإعاقات.

  • 45 عامًا من التمرد الشبابى

    عرفت فرنسا ثلاث ثورات تاريخية كبرى فى أقل من مائتى عام.. الثورة الأولى كانت ثورة على الملكية المستبدة.. والثورة الثانية كانت ثورة طبقية بكل ماتعنى الكلمة من معان انطلقت فى الثلث الأول من القرن التاسع عشر وظلت ممتدة ربما إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استمر العمال والمستضعفون يناضلون من أجل حقوقهم… أما الثورة الثالثة فكانت ثورة الشباب والطلبة التى انطلقت فى مايو 1968، أى منذ 45 عاما، وكانت ثورة ضد كل الشموليات: السياسية والدينية والثقافية… وأظن أن تأثيرها لم يزل فاعلا إلى يومنا هذا.. لماذا وكيف؟

  • آلية تستلهم روح (التحرير) لتجديد رابطة المواطنة

    فى 25 يناير كان المصريون «معا» على قلب رجل واحد، دون تمييز، يطالبون بمصر جديدة تقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية. مصر لكل المصريين وبكل المصريين، وليس لفئة أو مجموعة عائلات أو أقلية ثرية أو …

    ومن الطبيعى أن أى حراك تغييرى يدعو لإقامة بناء جديد محل بناء قديم شابه الترهل والفساد، سوف يلقى مقاومة من الذين من مصلحتهم بقاء القديم على حاله، ومن هنا أشرنا فى مقالنا السابق إلى أن الحراك الثورى الشبابى الشعبى الذى نشهده ما هو إلا «موجة أولى» لابد من أن تعقبها موجات لتجاوز كل ما يمكن أن يعوق اكتمال البناء الجديد.

  • أحوالنا بين السياسة الاجتماعية الشاملة وتصريف الأعمال

    المتابع لأحوال مصر المحروسة لابد وأن يصاب بالقلق على مستقبل مواطنى الكنانة.. خاصة أنه فى الآونة الأخيرة قد ظهرت على السطح الكثير من المعلومات غير الطيبة تعكس تجاوزنا لكل الحدود الآمنة ــ فيما أظن ــ على كل الأصعدة..

  • أمريكا والإصلاح الديمقراطى.. ما الجديد؟

    عقب خطاب أوباما فى القاهرة، العام الماضى، والذى وجهه فى المقام الأول إلى العالم الإسلامى، تراوحت المواقف بين رؤيتين كليتين رئيسيتين: الأولى مؤيدة، والثانية معارضة. حيث لعبت الدوافع السياسية والتحيزات الخاصة والواقع العربى المتعثر والعنف والصلف الإسرائيلى، دورا كبيرا فى الاستقطاب الذى حدث بين الرؤيتين، الأمر الذى خفتت معه الرؤية التى يمكننا أن نصفها بالثالثة.. وفى نفس الوقت علينا أن نسأل هل هناك جديد يمكن رصده على مدى عام.. وبالطبع لا يمكن أن نناقش كل البنود التى وردت فى خطاب العام الماضى ولكن نكتفى بموقف الإدارة الأمريكية من قضية «الإصلاح الديمقراطى»..

  • أمريكا والشرق الأوسط.. موقف تقليدى وغير مشجع

    يثير الموقف الأمريكى ــ الملتبس ــ من الغارة الإجرامية على السفينة «الحرية»، الكثير من التساؤلات… البعض يفسره أنه متسق مع الموقف الأمريكى التاريخى من قضية الصراع العربى الإسرائيلى ومن منطقة الشرق الأوسط… والبعض الآخر يقول إن هناك تغيرات فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة لم تزل قيد التشكيل…

  • أيـة ديمقراطيـة نريــد؟

    أظن أنه بعد مرور ما يقرب من سنة ونصف من حراك 25 يناير الشبابى الثورى، بات من الضرورى أن نعنى بعض الشىء بالاقتراب من مناقشة نجاحاتنا واخفاقاتنا خلال الفترة الانتقالية. شريطة أن تتحلى النقاشات بالمنهجية العلمية التى تعصمنا من السقوط فى فخ الكلام المرسل الذى ينحو إلى التجريح أو النميمة أو التشهير.  مصر تحتاج إلى نقاشات معمقة حول الدولة وطبيعة السلطة بعد 25 يناير وحول وضع الطبقة الوسطى التى أراها قادت عملية الحراك فى 25 يناير ومستقبلها، وأى مشروع وطنى تحمله القوى السياسية للمستقبل وهل يعبر عما تحرك من أجله الناس، وهل ما نشهده هو انقطاع عن الماضى أم صراع بأثر رجعى تأخر بعض الوقت.. هل تأسست الجمهورية الثانية بالفعل أم أنه لم يزل الصراع قائما بين الجمهوريتين الأولى والثانية.. هل الصراع الذى أعتبره يقع فى خانة الثقافى أى الصراع الذى أُستغرقنا فيه منذ الاستفتاء آخذا لافتات متعددة من عينة: الدينى والمدنى، الاسلامى والليبرالى، الاسلامى وغير الاسلامى، السلفى والليبرالى، يعد هو الصراع

  • إطلالة على النخبة والثورة

    «دم الشهداء والمصابين فوق الكلمات والشعارات والهتافات والمصالح السياسية الأنانية قصيرة النظر من غالب القوى السياسية على اختلاف توجهاتها الأيديولوجية والدينية. الشهيد والمصاب أهم من الصراع على الحصص والمكاسب السياسة».

    كلمات كتبها نبيل عبدالفتاح عقب الانتفاضة الثورية لشباب مصر (فبراير 2011)، تحت عنوان «لن يمروا!» وجاءت فى كتابه الذى صدر منذ أيام، وعنوانه «النخبة والثورة: الدولة والإسلام السياسى والقومية والليبرالية». وهو نص أو «متن» بحسب نبيل عن «الحرية والتغيير ونقائضهما» فى مصر ما بعد 25 يناير.

  • إنها الطبقة (الخطيرة)

    «لقد نزعت الليبرالية الجديدة التحليل الاجتماعى من على جدول أعمال البحث العلمى لفهم الظواهر المجتمعية». مقولة أتذكرها جيدا قالها العالم الراحل الكبير الدكتور رمزى زكى التى حلت ذكراه العاشرة الشهر الماضى فى سياق دراسته المرجعية التى لم تر النور «مأزق الرأسمالية».

    أتذكرها مع توالى كثير من الظواهر التى بتنا نستسهل تحليلها من خلال مظهرها الخارجى بشكل مختزل أو من خلال تفسير دينى يستبعد الكثير من العوامل المتداخلة والصانعة للظاهرة.. من هذه الظواهر الخروج التلقائى من كتل بشرية تعبر عن غضبها بوسائل شتى. عن هذه الظاهرة نتحدث. إنه غضب الطبقة الخطيرة.

  • إنها الفجوة

     (1) 
    ليسمح لى القارئ العزيز، مع ارتفاع درجات حرارة صيف هذا العام، أن نتخفف من القضايا السياسية بعض الشىء، ونتحدث فى الرياضة.. لقد شاهدت أحد المسئولين عن فريق كروى مصرى عقب تعرضه لهزيمتين ثقيلتين، فى فضائية من الفضائيات، يصرح بأن على جمهور الفريق ألا يقلق..فثقل النتائج يعود إلى أخطاء فردية…

  • الإسلام السياسى والحوار المطلوب

    أظن وليس كل الظن إثم، أن لدى من الرصيد الذى يمكنى أن أفتح حوارا مع الإسلام السياسى بروافده، والذى بات حاضرا فى المجال السياسى والعام. تكوّن هذا الرصيد من خلال تجارب حوارية مبكرة بدأت أولا بين الشباب القبطى ومجموعة من رموز الفكر الإسلامى فى 1988، فى ذروة أحداث العنف الدينى من قبل الجماعات الدينية المسلحة. تجربة رأينا آنذاك ــ وكنا شبابا ــ أن الحوار وبناء الجسور، لا العزلة أو الانكفاء، هما السبيل الوحيد لبناء الوطن (وقد سجلنا هذه التجربة فى كتابنا: الآخر.. الحوار..

  • الإمام الليث بن سعد: فقه الخير العام والعدل الاجتماعى والحرية الدينية

    لعل من المفيد الابتعاد بعض الشىء عن السياسة وارتباكاتها وغموضها.. التى نعيشها.. حيث يحسن فى الفترات ذات الطابع الروحى والتى يكثف فيها الناس كل جهدهم لتنمية روحياتهم وصقل ما يكتسبون من فضائل من أجل ممارسات تصب لصالح «الخير العام».. ربما يكون من المفيد العودة إلى بعض الرموز التى تعد رموزا مضيئة فى تراثنا الدينى المصرى: المسيحى والإسلامى على السواء.. ومن هذه الرموز نذكر القديس اثناسيوس الرسولى.. والإمام الليث بن سعد.. وهما من خيرة من اجتهدوا فى الدين.. وتميزا بالحس الاجتماعى التقدمى.. وكيف يكون الدين فى خدمة الإنسان..

  • الاعتدال من العدالة

    يبدو لى انه لم يحدث أن اتفقنا كمصريين منذ وقت بعيد على قضية ما، مثلما اتفقنا على أن هناك حالة من الاحتقان والاستقطاب والتطرف الشديد نعانى منها، تظهر فى لغة سجالية وتجريحية وتكفيرية وتخوينية أظنها غير مسبوقة ليس فقط فى المجالين السياسى والفكرى وإنما امتدت إلى الدينى والرياضى، وغيرها.. وتكفى مراجعة ومتابعة سريعة لوسائل إعلامنا المتنوعة وبخاصة الالكترونية من: مواقع ومدونات وغرف دردشة ويوتيوب (وما يستجد)، ولا ننسى المداخلات التليفونية..الخ، لإدراك كيف غاب الاعتدال؟ وهل يمكن أن يتقدم مجتمع يقوم فيه البعض بنفى أو تهميش أو استبعاد البعض الآخر؟ والأهم لماذا غاب الاعتدال؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى أمرين: أن نطل إطلالة سريعة على تاريخنا، وفى ضوئها نقترب من حال مجتمعنا اليوم.

  • الانتخابات .. (فرصة لتجديد ــ بداية لتهديد) دولة المواطنة

    جرت الأسبوع الماضى المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية فى تسع محافظات. وتجرى اليوم جولة الإعادة فى العديد من الدوائر. وربما يكون مبكرا الحديث عن نتائج الانتخابات وأهم ما أتت به من جديد. ولكن القراءة الأولية للعملية الانتخابية بمكوناتها المتعددة من حملات انتخابية وتصريحات لأهم المرشحين ونقاشات إعلامية وأخيرا النتائج المعلنة تشير إلى أن هناك عددا من الملاحظات الأولية التى يمكن رصدها وتصب فى المجمل حول دولة المواطنة التى يمكن أن نوجزها فى السؤال التالى: هل النتائج المتدفقة للعملية الانتخابية تمثل تهديدا لدولة المواطنة أم تجديدا لها؟

  • التحول «المأزوم»

    النظرة إلى المشهد السياسى الراهن تعكس وضعا «مأزوما» بامتياز. فهناك أطراف كانت تظن أن السير فى اتجاه تشكيل المؤسسات: التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، سوف يسرع من تحقيق الاستقرار ومن ثم تنشيط الاستثمار. وفى المقابل كانت هناك أطراف ترى أن الحراك الثورى الذى انطلق فى 25 يناير لابد من ان يستكمل حراكه لضمان تحقيق مطالبه. مساران لم يتم التوافق بينهما. فكان التعجيل بالانتخابات البرلمانية التى أتت بأغلبية سياسية / دينية شكلت سلطة لم تطرح رؤية مختلفة عن السلطة القديمة اقتصاديًا وسياسيًا، وفى نفس الوقت حاولت أن تقيم مؤسساتها الموازية فى مواجهة مؤسسات الدولة الحديثة التى تتجاوز أى نظام سياسى. وعلى الطرف الآخر وجدنا مقاومة قاعدية للسلطة الجديدة التى لم تأت بجديد…وهنا تحديدا حدث «التأزم»…

الصفحة 1 من 5