اتصلت بى إحدى طالبات مدارس اللغات العريقة. وعرفت عن نفسها ومدرستها. وتُعرف المدرسة تاريخيا بأنها مدرسة تضم أبناء وبنات العائلات «المستورة»؛ أو بلغة أخرى الطبقة الوسطى التى لديها فائض مالى، ليس ضخما، ناتج عن أعمال مهنية فى الأغلب. حيث أهالى الطلبة «مهنيون»- فى الأغلب- أو أصحاب تجارة متوسطة، أو من كبار الموظفين،...، إلخ. بالإضافة إلى أن هذه المدرسة تحديدا تعد من المدارس التى قدمت نموذجا راقيا لكيف تكون العملية التعليمية على مدى ما يقرب من 150 عاما.
عندما تقرأ رواية السمسار، تأليف صديق العمر عمرو كمال حمودة، الصادرة عن دار الثقافة الجديدة ـــ 2016، تتذكر فورا مجموعة الأعمال الأدبية التى اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية مطلع القرن العشرين والتى تزايدت كثيرا فى أعقاب أزمة الكساد الكبير. حيث تناولت هذه الأعمال حقيقة «الحلم الأمريكى»، ومدى صدقيته. كما شرحت الصراعات الاجتماعية بين العمال والطبقة الوسطى والطبقة الرأسمالية من جهة. كذلك الصراعات السياسية بين عناصر النخبة الحاكمة. والمدى الذى بلغه فساد الحكم وجشع أصحاب «الكرتلات»..