قضية «توزيع الثروة، من الأهمية بحيث لا ينبغى تركها للاقتصاديين وعلماء الاجتماع والمؤرخين والفلاسفة». فهى قضية «تهم الجميع»... «إن الواقع المادى الملموس (للامساواة) مرئى بالعين المجردة، ويلهم بالطبع أحكاما سياسية قاطعة لكنها متناقضة. فالفلاح والنبيل، والعامل وصاحب المصنع، والساقى والمصرفى: الكل لديه موقع المراقبة الخاص به، ويرى منه مظاهر مهمة للكيفية التى يعيش بها الناس، ولعلاقات القوة والسيطرة بين المجموعات الاجتماعية. هذه الملاحظات تشكل أحكام كل شخص حول ما هو عادل وما هو غير عادل.
«ثقافة التساؤل»؛ هى الثقافة التى تمنح المجتمعات الحيوية والتجدد. فمن يظن أنه قد تم الإجابة عن كل التساؤلات، وأن هناك إجابات جاهزة لأى سؤال، يكون واهما. لذا المجتمعات التى تبغى التقدم تجد عقلها فى حالة «فورة» ذهنية، خاصة مع إيقاع ونوعية وطبيعة التغيرات التى تطرأ على المجتمعات الإنسانية.. فى هذا السياق، نشر توماس بيكيتى فى 2013 مجلده التاريخى الضخم: «رأس المال فى القرن الحادى والعشرين».