كشف كثير من المقاربات لمسألة القدس- إلا فيما ندر- غيبة الإدراك التام للمسألة بمستوياتها المتنوعة. بالرغم من كثرة الدراسات التى تناولتها على مدى عقود. وبالمثل الخلط بين المصطلحات والمفاهيم. والأخطر هو التناقل الآلى- دون تدقيق- فى مدى دقة المصطلح. وهو الدرس الأول الذى تعلمته عندما بدأت فى التعامل مع الشأن الأمريكى فى منتصف التسعينيات، من خلال دراسة قانون الحرية الدينية حول العالم. وهو القانون الذى بموجبه تُعطى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها الحق أن تتدخل فى شؤون دول العالم- عندما تستدعى مصلحتها ذلك- الداخلية.
القدس إحدى أهم المدن التى عرفها التاريخ الإنسانى. لذا سميت بـ«أم المدن».. القدس ليست «مكانا وحجرا».. إنها زمن ممتد من الأحداث التاريخية والدينية والسياسية. كما أنها المدينة التى تعكس التعددية الحضارية والثقافية والدينية على مدى هذا الزمن الممتد. وهو ما يؤكده تاريخيا الحضور البشرى المتنوع الذى أبدع حجارة ناطقة بالإيمان والمقاومة.. لذا لا يمكن فصل السياسى عن الدينى فيما يتعلق بأى مقاربة للقدس
«المتمسكون بالحوار، إلى الآن، هم استشهاديون»؛.. عبارة تكررت كثيرا سواء فى الحوارات العامة أو «الكواليسية» من الجولة الحوارية الخامسة للحوار الدنماركى العربى الذى عُقد فى بيروت الأسبوع الماضى بدعوة من منتدى التنمية والثقافة والحوار الذى يقوده الدكتور القس رياض جرجور، أحد دعاة الحوار المخضرمين ــ الاستشهاديين ــ والذى شغل موقع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط فى الفترة من 1995 إلى 2003، بالاشتراك مع الإرسالية الدنماركية ومجلس الاتصال الدنماركى الإسلامى ـ المسيحى الذى يضم:
«الإرهاب بارد. ولا يتدفأ إلا بالبرودة القصوى: الموت».
(2)
تكشف عملية «مسجد الروضة» الوحشية ومن قبلها «الواحات»، ومن قبلهما حادث كنيستى طنطا والإسكندرية، والعمليات النوعية والمتنوعة تجاه مدنيين وعسكريين، سواء فى الأطراف أو فى المراكز- أن مصر بكل مكوناتها مستهدفة.