قليلون فى مصرنا الحبيبة، الذين اهتموا، مبكرا، بالتفكير المستقبلى، وبمجتمع المعرفة، وبتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كانت من طليعة هذه الكتيبة: راجى عنايت، وشوقى جلال، والسيد يسين، أمد الله فى أعمارهم. ومن هؤلاء كان نبيل على الذى رحل عنا منذ أيام. الذى أضاف الكثير لجهد طليعة المستقبليين الكثير والكثير…
قضيت عامًا فى المحليات، كنائب لمحافظ القاهرة، (بداية من أغسطس 2011 إلى أغسطس 2012). وعندما توليت المسؤولية كانت تعرض علىّ الملفات للتوقيع النهائى بعد أن يتم فحصها فى الأحياء، كل ملف بحسب الحى الذى يتبعه. وتتنوع هذه الملفات بين طلبات تتعلق بأمور هندسية خاصة بالمبانى، وأخرى تتعلق بالأفران، وثالثة بطلبات المواطنين الغلابة بطلب شقق ـ لأسباب متنوعة، أو التصريح بإقامة أكشاك للمساعدة على «المعايش» كما كان يقول طالبو التصاريح،…، إلخ. وأذكر أن الطلبات كان يتم تجميعها ويتم تقديمها لى للتوقيع مرة واحدة على اعتبار أنه تمّ البت فيها.. ويشاء القدر أنه مع أول ملف تمتد إليه يدى قمت بتقليب صفحاته فى محاولة لفهم ما فيه وكان يتعلق بطلب تصريح لإقامة فرن، أن وجدت «توقيعين» متناقضين لجهة واحدة. الأول: يمنع إقامة الفرن. والثانى يمنح الطالب التصريح بإقامة الفرن..