لم يزل الحوار حول ثنائيات: الزمنى والديني، المقدس والتاريخي، المطلق والنسبي، فى الفكر الإنسانى المعاصر، وتحديدا الأوروبي: قائما بفاعلية وحاضرا بقوة. فعلى غير ما هو شائع، بأن الثقافة الأوروبية قد حسمت الجدل حول هذه الثنائيات بالعلمنة المطلقة. فإننا نجدها معنية، ومهمومة، ومنشغلة، بطرح الأسئلة وفق ما يستجد من ظواهر على أرض الواقع الإنسانى داخل الجغرافيا الأوروبية أو الكونية. انطلاقامن أنه لا توجد “إجابات نهائية”…
(1)
متعة حقيقية أن يتابع المرء إصدارات دور النشر الأوروبية. بداية من الأغلفة المتميزة، إلى العناوين التى تشدك لاكتشاف ما وراءها، مرورا بمنهجية الكتاب وفصوله. فلم يزل الإصدار الورقى له قيمته رغم التطور المطرد بالإعلام الرقمى. والأهم هو الجدة والجدية فى القضايا التى يتم تناولها والتى تنم عن حيوية فكرية لمجتمعات حية. حيث لا توجد ـ قط ـ «إجابات نهائية وإنما هناك تساؤلات دائمة»…