فى يونيو الماضي، كتبنا أن قضية «العدالة الاجتماعية الغائبة» هى «الخطر الكونى رقم (1)»…وعرضنا للنقاشات والاجتهادات التى يتداولها العقل الانسانى لتفسير اللامساواة والتفاوتات المتنامية بين البشر، ومحاولة تقديم حلول ناجعة للتداعيات الكارثية الناجمة عن غياب العدالة الاجتماعية.
(1)
لا توجد ظاهرة كبيرة أو صغيرة، ترتبط بالحياة الإنسانية وتفاعلاتها المتنوعة، لا تخضع للتحليل العلمى المتعدد الأبعاد. من هذه الظواهر، والتى حظيت بالعناية والدراسة رفيعة المستوى، ظاهرة «التعاطى المتنامى والعابر للحدود لشبكة الإنترنت بتجلياتها المختلفة»، بشكل عام.. وهو النشاط الذى بات يوصف بأنه أضخم مشروع «لا مركزى» عرفته الإنسانية عبر تاريخها. وفى القلب من هذه الظاهرة، ظاهرة أخرى ذات تأثير مباشر فى حياة الناس. وهى ظاهرة الاستخدام الهائل الممتد عبر الكوكب الإنسانى فى المجالات: السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية للإنترنت الذى بموجبه أصبح «قوة جديدة غير مسبوقة فى: التأثير، والضغط، والنضال، والمقاومة، ضد الظلم والسلطة ـ أى سلطة ـ وكل قديم يعوق التطور،…،إلخ…قوة حرة باحثة عن مجتمع حر وعادل ومتجدد».