(1)
ما يجب أن «نطمع فيه هو أن يكون هنالك ميزان عدل.. يزن جهودنا، ويقدر حقها ويمنح هذا الحق فى مواعيده بلا مماطلة ولا إبطاء». عبارة عبقرية قرأتها لتوفيق الحكيم ـ مبكرا ـ فى مجموعته القصصية «عدالة وفن» (1953) المكملة لعمله الأشهر «يوميات نائب فى الأرياف» (1937).. عبقريتها أنها تتحدث عن العدالة فى سياق تعاملات الكاتب اليومية وقت أن كان يعمل فى الريف وكيلاً للنائب العام. أى أنه لم يكتب عنها من منظور فلسفى مجرد كما هى حالة أرسطو مثلاً، أو من منظور معرفى اقتصادى أو ثقافى/اجتماعى أو دينى محض، وإنما انطلق فى كلماته من واقع الحياة… حيث رأى كيف يتخلق الظلم فى واقع الريف المصرى وتتشكل أنظمة ومؤسسات اللامساواة والتمييز بأشكالها المختلفة التى تقنن الظلم وتجعله حالة مجتمعية تنتاب الجميع.