«يمكننا إنقاذ الاقتصاد، ووضع الرعاية الصحية الشاملة لأمريكا موضع التطبيق، وجعل الأمة بذلك وبالأساس أمة أكثر ديمقراطية.. نعم يمكننا ذلك».. كلمات قدم بها عالم الاقتصاد الحائز على نوبل (2008) «بول كروجمان» كتابه «ضمير شخص ليبرالى: الاقتصاد السياسى لتطور الحياة السياسية والحزبية الأمريكية»، الذى صدرت ترجمته العربية مؤخرا بقلم الخبير الاقتصادى المصرى الكبير «مجدى صبحى» عن المجلس القومى للترجمة ومركز المحروسة. ولقد اعتمد المترجم على الطبعة التى واكبت انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية (2009) والتى لم تختلف عن الطبعة الأولى التى صدرت قبل ذلك بعامين (2007) إلا أنه أضاف مقدمة قصيرة حول مستقبل أمريكا فى ظل ما يمثله «أوباما» من توجهات قادرة أن تجعلها أكثر عدلا: اقتصاديا. كذلك أكثر ديمقراطية: سياسيا. من خلال تبنى «أجندة تقدمية» تفتح آفاقا نحو «تحول درامى تقدمى» للولايات المتحدة الأمريكية.. ويؤسس «كروجمان» رؤيته على كلمتين مفتاحيتين هما: «العدالة» و«الاعتدال».. وحولهما أعاد قراءة التاريخ الأمريكى من منظور الاقتصاد السياسى. وخلص إلى ضرورة أن «تترافق المساواة فى الاقتصاد مع الاعتدال فى السياسة».
في معرض اهتمامنا «بالمواطنية الجديدة» في أوروبا، وقع تحت أيدينا الكثير من الأدبيات التي تحاول أن تبحث بشكل خاص موقع/موضع الشباب، بشرائحه التراتبية، من/فى هذه الحركة. ووجدنا حالة من الاستنفار البحثى الأكاديمى والسياسى «لفك شفرة» الشباب البريطانى من حيث: أولًا: فهم كيف يفكر. وثانيًا: كيف يتخذ مواقفه الحياتية، والسياسية، والاجتماعية. وثالثًا: كيف تتشكل مواقفه التصويتية. ورابعًا: متى يكون حاضرًا مشاركًا ومتى يقرر الغياب ولماذا. وخامسًا: المقارنة بين الحالة الاحتجاجية الشبابية وبين ما سبقها من حركات شبابية، خاصة حركة 1968. وسادسًا: ما هي منظومة القيم الحاكمة لتوجهات جيل الشباب ومن ثم مواقفه. وسابعًا: ما الجديد الذي يمكن أن يسم الحركة الشبابية الفاعلة في الجسم المجتمعى وحركيته الفائرة. وثامنًا: أثر كل ما سبق على المستقبل. وتاسعًا: ما هي السياسات الاجتماعية الجديدة المطلوبة.