فى منتصف السبعينيات، وتحت شعار «عودة الوعى»؛ شهدت مصر حالة من إعادة كتابة التاريخ وفق هوى السلطة. فرأينا كتابات تنسب أدوارا بطولية لأشخاص دون وجه حق. وتحجب- عمدا- بطولات حقيقية لأبطال «بجد».. فى هذا السياق، سعدت بمنح السيد البكباشى يوسف صديق قلادة النيل فى ذكرى يوليو هذا العام. فنموذج يوسف صديق من عينة النماذج المصرية التى أطلق عليها الراحل المبدع والعبقرى أسامة أنور عكاشة فى رائعته الخالدة ليالى الحلمية «سلسال اللى بيدوا ولا يخدوش»، واصفا عائلة السماحية الذين كانوا يقدمون الصالح العام على مصلحتهم الشخصية.. ويوسف صديق هو أحد الضباط الأحرار والذى قام بدور «بطولى هام» فجر يوم 23 يوليو من عام 1952 وذلك باقتحام
(1) من الثابت تاريخيا، أن محمد على قد اهتم بأن يعيد تشكيل «الجهاز الإدارى» فى مصر بما يتناسب مع طموحاته فى بناء دولة مصرية مستقلة ممتدة. وبحسب توصيف دقيق للمؤرخ الراحل الكبير رؤوف عباس: «أن يصيغ نظاما إداريا يتجاوزـ بعض الشىءـ منطق الجباية والأمن، إلى إدارة الاقتصاد وأعمال المنافع العامة، والخدمات».. فعمل على إنشاء ثلاثة تنظيمات إدارية كما يلى: أولا: «المجالس الاستشارية». وثانيا: «الدواوين». وثالثا: «المصالح». والأهم أنه وضع «السياستنامة» أو الوثيقة الأولى التاريخية التى اعتمدها محمد على فى تطوي