انشغلت الإنسانية: شعوبا ودولا، بفكرة التقدم. وزاد الانشغال «بالتقدم» مع الإبداعات المادية والثقافية التى حققها الإنسان فى نضاله مع الطبيعة، وقوى وبنى الاستبداد المختلفة: الاقتصادية، والسياسية، والدينية... إلخ. فلقد حررت هذه الإبداعات الإنسانية من الأساطير الثقافية التى كانت تروج أن الإنسان يدور فى حلقة خبيثة وأن مآله هو الموت. ذلك لأن الحياة الأرضية ما هى إلا محطة عابرة. وعليه لا توجد ضرورة من النضال ضد الظلم، ولا الكفاح من أجل تحسين الأوضاع والأحوال المعيشية والحياتية، ولا إطلاق العنان للعقل من أجل الابتكار المادى والثقافى.
فى أحد المسلسلات، «تساءلت سيدة الأعمال الشريرة، جدا، والنافذة، فى وجود محاميها، الشرير، جدا،(المخلصاتى/ المشهلاتى) عندما وجدت ملفات غاية فى السرية كانت محفوظة فى نظامها الرقمى: من الذى قام بسرقة الملفات الهامة من الكمبيوتر وهى مؤمّنة بأعلى درجات التأمين التقنى؟.. وبسرعة شديدة ــ يؤكد بها يقظته للسيدة التى تقوم بتشغيله ــ تساءل المحامى: كيف دخل إلى الشركة واستطاع سرقتها؟.. فما كان من سيدة الأعمال ـ الشريرة جداـ أن نهرته بشدة بنبرة لا تخلو من سخرية بقولها: يدخل إيه يا فلان؟ اللى عمل كده مش محتاج لا يروح ولا ييجى»!!.