«فلتشعر بالأحجار وأنت تعبر النهر»….
إن المتأمل فى الظروف التى كانت تعانى منها الصين مع مطلع القرن العشرين من تخلف ثقافي، وتدهور معيشي، وتبعية اقتصادية استعمارية، وطبقات محلية حاكمة مستغلة، والغرق التام فى تعاطى الأفيون، لا يمكنه أن يتصور أنه سوف يأتى اليوم الذى ستصبح فيه الصين المنافس الاقتصادى الأول للولايات المتحدة الأمريكية، وأن تعبر الصين الحدود والقارات تمد أيديها للآخرين باعتبارها صاحبة مشروع تنموى متميز، ولديها صيغ تعاون متنوعة تقدمها لهم فى إطار مشروعها التنموى المركب. (راجع مقال الأسبوع الماضي: التنين العظيم العابر للقارات).
(1)
منذ بدأ يعي الحياة، أدرك أن بها من الكنوز ما يستحق أن ننقب عنه وأن نصرف كل العمر من أجل ذلك. فلا وقت نضيعه في هذه الحياة لكي نتألم، أو نبتئس، أو نخطط لشر، أو نسئ لأحد، أو نحمل هما، أو نكره، أو نستسلم للظروف مهما كانت مؤلمة، أو …،إلخ. الأهم، هو أنه كان ينقب عن هذه الكنوز لا من أجل نفسه ولكن من أجل أن يشاركها مع الآخرين، وهذا هو جل حلمه وفرحته وحياته…إنه توماس جورجسيان الكاتب والصحفي والمثقف والفنان المصري الأرمني الذي ولد وعاش أكثر من نصف عمره في مصر وهاجر بالجسد إلى أمريكا ولكنه يعيش بقلبه ووجدانه وعقله في مصر…وخلاصة تجربته يخطها كلمات حية وحرة وانسانية في أول كتبه…
(2)