الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية «7»

(1)

نجح كل من محمد على والاحتلال البريطانى فى تجاوز النظام الإدارى الذى عرفته مصر عبر العصور منذ الفراعنة إلى ما قبل الدولة الحديثة. والذى «تحور» مرات عدة ليستجيب لأنظمة الحكم الوافدة منذ البطالمة وإلى محمد على وأنظمتها الاقتصادية المتغيرة/المتعاقبة (مرورا بالرومان والولاة والطولونيين والإخشيديين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين).. وعلى الرغم من الطبيعة الحداثية لهذين النظامين، واعتبارهما نقلة نوعية حاولا بهما أن يؤسسا لجهاز إدارى مصرى يتناسب والدولة الحديثة المصرية بحسب محمد على، والدولة العصرية التى تلائم الاحتلال البريطانى.. إلا أن التحديث لم يطل إلا مساحات ثلاثا… فما هى هذه المساحات الثلاث؟ وما تعنيه لنا؟

0
0
0
s2smodern

الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية (2)

(1)

فى مقالنا، الأول، الاستهلالى، حول الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية، قدمنا مدخلا للموضوع يعكس أولا: تاريخية جهاز الإدارة المصرية ومدى ارتباطه ببزوغ الدولة المصرية، من جهة. وكيف استطاع هذا الجهاز على مدى العصور أن يكتسب دورا مؤثراـ سلبا وإيجاباـ فى حياة المصريين، من جهة أخرى. أخذا فى الاعتبار تعاقب أنظمة حكم وافدة بداية من البطلمية مرورا بالرومانية للطولونية والإخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية. ثم ما يمكن اعتباره نقطة تحول هامة مع محمد على بتطبيقه لائحة السيستنامة كإطار منظم لأمور كثيرة بما فيها الجهاز الإدارى كأحد أعمدة الدولة الحديثة المصرية الثلاثة، إلى جانب الجيش الوطنى ومؤسسات الحداثة. كما حاول مقالنا أن يعكس ثانيا: مدى اعتلال صحة الجهاز الإدارى المصرى من خلال استدعاء عدد من المقتطفات الإبداعية تلخص ملاحظات كبار مثقفى مصر

0
0
0
s2smodern

الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية.. (6)

(1)

«الجهاز العتيق»، تعبير عبقرى أطلقه يحيى حقى على البيروقراطية المصرية. نعم عتيق، لأن جذوره تعود إلى زمن الفراعنة. ومسيرته هى مسيرة طويلة وممتدة من «التضخم» و«التورم» الذى يباعد بين الحاكم/ السلطة وبين المحكومين/ المواطنين، منذ الفراعنة إلى يومنا هذا. ثلاثة أسباب ساهمت فى ذلك كما يلى: السبب الأول؛ طبيعة تأسيس الجهاز الإدارى الذى قام على ثلاثة ملامح أساسية لم تفترق عنه تاريخيا: «الهرمية والتراتبية والجندية» (راجع تفسير ذلك فى مقالاتنا السابقة)… والذى ظل يزداد تضخما فى هرميته وتراتبيته وجنديته مع كل نظام حكم وافد بعد زمن الفراعنة، أى بداية من العصر البطلمى، مرورا بالرومانى، والطولونى، والإخشيدى،

0
0
0
s2smodern

الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية «5»

(1)

فى معرض حديثه عن مشاكل «البيروقراطية»، أو «تراب الميرى»، أكد يحيى حقى على أنه «يحسن بنا ونحن نعالج كل يوم مشاكل اليوم (ولزمن ولود) أو نحن نحاول من جديد معالجة مشاكل قديمة لها ضغط ظاهر لا ينقطع وأثر لا ينبهم، لأنها لا تنفك تعترض حياة الناس ومعاملاتهم وتقابلهم وجها لوجه بصورة محددة المعالم: كمشكلة الروتين ـ 1961».. بلغة أخرى لا يمكن أن نتقدم إلى المستقبل والجهاز الإدارى المصرى العتيق قد تأسس ليكون فى خدمة كل من: الحاكم، والنظام الاقتصادى الذى «يُخدّم» على الحاكم والذى كان يتغير مع تغير أنظمة الحكم الوافدة بداية من البطالمة إلى العثمانيين، لذا باتت «البيروقراطية»، مع مر العصور أداة ضبط وتقييد وتعطيل وحصار وعقاب، والأهم «الجباية»

0
0
0
s2smodern