(1)
جمال الغيطانى.. رواية مصرية مركبة بامتياز. رواية ممتدة وخالدة. مسكون بمصر. ومصر عبر عصورها باتت «تحل وتتجسد فيه».. شعور دائم تملكنى منذ التقيته أول مرة فى التسعينيات ولم يتغير قط. وكان هذا الشعور لا يتأكد ـ فقط ـ مع كل لقاء بيننا، بل أجده يقترب من اليقين. ذلك لأن الغيطانى كان دائم البحث عن مزيد من التوحد بمصر راغبا فى إنجاز «تمام إدراكها». ذلك لأنها ثرية بالأفكار والأسرار والخبرات والإنجازات. وكان له ذلك. فإبداعاته تقول إن «عشقه الدؤوب لمصر بعصورها» قد منحه الكثير: الفهم والإشراق والإبداع.. فلقد ائتمنته «أم الدنيا» على أسرارها ومكنوناتها، فاختصته «بالبوح»، وبأن تكشف له عن كل ما هو مطمور وخفى. ولم لا وقد رأت فيه «الحارس الأمين عليها وعلى نضال المصريين عبر العصور».