الشىء الذى لا يعود إلى أصله أبداً!

(1)

هناك حزمة مفردات ومصطلحات يتم تداولها فى كل مجال من مجالات العمل. تكاد ترقى هذه الحزمة إلى أن تكون «لغة» خاصة لا يعرفها إلا المنخرطون فيها. ففى كل مهنة هناك لغة تميز التواصل بين من يمارسها. بداية من توصيف الأعمال المختلفة، وأسماء العدد المستخدمة، إلى الخامات المستخدمة،…، إلخ. وعندما عملت بالمحليات (أغسطس 2011) لم أكن أتوقع أن قطاعا إداريا من قطاعات الجهاز الإدارى تكون له لغته الخاصة والمغلقة التى لا يعرفها إلا أصحابها.. وإذا كانت بعض المفردات فى كثير من المجالات يمكن معرفتها لأن أربابها يستخدمونها، فإن كثيرا من المفردات التى يتم استخدامها فى المحليات لا يعرفها الجمهور لأنها تعد لغة خاصة يتم تداولها داخل المغارة الإدارية. ولا يمكن معرفتها ما لم تدخل هذه المغارة.

0
0
0
s2smodern

الإدارة فى المغارة «3» «اللى تشوفه معاليك»!

(1)

فى يومى الأول بالمحليات، جمعت قيادات المحافظة كى أعرض لهم تصوراتى التى اجتهدت فى إعدادها على مدى أسبوع حول منهج العمل المستقبلى. كذلك رغبتى الصادقة فى أن أسمع منهم، فى ضوء خبرتهم، ملاحظاتهم عن المدى الذى يمكن أن نصله فى ضوء ما هو متاح من موارد: مادية وبشرية، من جهة. وظروف صعبة، من جهة أخرى. مستفيدا من كل ما اختبرته فى عملى التنموى فى الفترة من 1986 إلى 2007، سواء كميسر للعمل التنموى على المستوى القاعدى، أو مقيما للمؤسسات والمشروعات التنموية.. وبعد ما يقرب من الساعة عرضت فيها تصوراتى من خلال عرض بالشرائح المعينة. وما إن انتهيت طلبت من الحضور رأيهم من واقع خبراتهم الميدانية. فجاءنى ردهم، الذى كان أقرب إلى «كورال موسيقى» عالى التدريب، فى صوت واحد وبهارمونية بديعة: «اللى تشوفه معاليك»!.. حاولت مرة أخرى،

0
0
0
s2smodern

الإدارة فى المغارة (2).. الذاكرة المؤسسية

(1)

تتحرك الإدارة المؤسسية الحديثة وفق تصورات تحكم هذه الحركة. تبدأ أولاً: من الفلسفة الإدارية التى يتم اختيارها، والخطط الممتدة والوسيطة والقصيرة، والسياسات العملية، والكيفية التى تحقق أهداف المؤسسة، والهيكلية المناسبة، والتوصيف الوظيفى لكل موقع من مواقع هذه الهيكلية… إلخ. ويشترط ثانياً: أن تكون هذه التصورات موثقة بشكل مكتوب، ومتاحة وقابلة للتداول عند اللزوم. ذلك لأن هذه التصورات ما إن تتحول إلى واقع عملى من خلال «دولاب العمل اليومى» يتم تقييم- ثالثاً- الأداءات والممارسات على أرض الواقع حتى يمكن إحداث التصويب المطلوب إذا ما لزم الأمر.. ولكى تكون العملية متكاملة لابد من توثيق كل مراحلها فى صورة تقارير دورية تتسم بالتكامل بين البعدين: الكيفى والكمى.. ويعرف كل ما سبق: بـ«الذاكرة المؤسسية» للكيان الإدارى.. ويشار هنا إلى أن القوانين واللوائح المنظمة فى هذا

0
0
0
s2smodern

مستقبل القفص الحديد

(1)

«الإدارة فى المغارة: يوميات التنقيب والتجريب»؛ هو الجزء الثانى من كتاب نقوم بإعداده عن «قصة الميرى المصرى»، الذى «فُتّه» (من فاتنى)، فلم أعمل به منذ تخرجى. ولكنه «لحق بى» فى ظروف معقدة. كان الجزء الأول من قصة الميرى عنوانه: «الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية». وقد تشرفت بنشر 11 حلقة من هذا الجزء فى «المصرى اليوم» العام الماضى، لاقت ترحيبا كبيرا واطلاعا واسعا. فى الجزء الأول، حاولت أن أقوم بعمل تأصيل تاريخى علمى لقصة البيروقراطية المصرية منذ الفراعنة إلى يومنا هذا. آخذا فى الاعتبار أنه لا توجد دراسة مصرية

0
0
0
s2smodern