بيكاسو فى قصر سَرسُق

(1) سَرسُق: القصر الذى صار متحفا
«سَرسُق» هو لقب عائلة ثرية أرستقراطية عريقة من عائلات بيروت. تنتمى، مذهبيا، إلى كنيسة إنطاكية للروم الأرثوذكس إحدى كنائس العائلة الأرثوذكسية المشرقية. وقد وفدت هذه العائلة إلى بيروت فى منتصف القرن الثامن عشر تقريبا. حيث استقروا فى حى الأشرفية الشهير. وعملت العائلة فى عدة أنشطة تجاوزت الحدود الجغرافية اللبنانية إلى مصر وفلسطين وتركيا. كان حصادها ثروة كبيرة وملكية عقارية عديدة. من هذه الملكية قصر «سَرسُق» الذى بناه «نقولا سَرسُق» (أحد أفراد الأسرة) فى عام 1912 وفقا «لعمارة عصر النهضة الحديثة» ويقع القصر فى قلب حى الأشرفية. وقبل وفاة الرجل قرر أن يؤول القصر بعد رحيله إلى بلدية بيروت كهبة شريطة أن يتحول إلى متحف للفنون الحديثة والمعاصرة. وبالفعل، ومنذ موت الثرى اللبنانى سَرسُق سنة 1952، صار القصر متحفا يترأسه رئيس بلدية بيروت المسلم السنى بحسب شروط الهبة. ويشارك رئيس البلدية إحدى الشخصيات المعروفة التى تنتمى للروم الأرثوذكس. ولا تتوقف أهمية قصر سَرسُق على ما سبق، فقط. ولكن لما وُجد فيه من قطع أثرية ومقتنيات فنية ثمينة صارت تعرض مع معروضات أخرى بشكل منتظم منذ عام 1961.

0
0
0
s2smodern

أحزان ثقيلة...

(1) «ما أقسى رحيل الأمل»
ما أصعب رحيل من نُحب... وما أقساه إذا طال من هم فى أوج الحيوية والنضارة والعطاء وينتظرهم مستقبل واعد... إنه رحيل «من عمق أعماق الأمل» (بحسب الشاعر بول إيلوار)... الأمل بغد أفضل، والأمل بالنجاح والعطاء والإنجاز،... فى أقل من ثلاثة أسابيع رحل «ابن العشرين» «كريم» ابن السفيرة إيناس سيد مكاوى فى أول أيام عيد الأضحى الماضى... ولحقه مطلع سبتمبر الجارى «ابن الخمسين» الدكتور مصطفى اللباد... فكان رحيلهما مباغتا، وقاسيا، ومبكرا جدا...

0
0
0
s2smodern

أكثر من عمر: «القرية العادلة»

(1) «إياك والظلم»
كان أبى دوما يشدد أن أتوخى «العدل»، وكانت حياته نموذجًا عمليا للإنصاف، وبالرغم من انتمائه الاجتماعى للطبقة الوسطى المدينية (نسبة للمدينة) الميسورة إلا أنه اختار أن يعمل فى الخمسينيات أقصى جنوب البلاد (فى مدينة كوم أومبو) فى ظروف قاسية للتخفيف عن آلام المحتاجين. وعندما عمل لاحقا فى إحدى شركات الأدوية وكلف بمسؤولية عيادة عمال المصنع ــ إلى جانب مسؤوليته عن صياغة النشرة العلمية المرفقة بالأدوية المنتجة ــ قرر أن يغلق عيادته الخاصة من أجل الصالح العام. ما يعصمه من الظلم: «ظالما أو مظلوما».

0
0
0
s2smodern

«الستون: أكثر من عمر»

(1)
مشاوير عديدة ومسارات متعددة:

بلوغ «الستين» ليس إنجازا فى ذاته يستحق الاهتمام. فهو فى أفضل الأحيان سيتم الاحتفال به، كشأن الخمسين والأربعين وكل «اليوبيلات» السابقة عليه. مثلما سيتم الاحتفال بالسنوات التالية إذا قُدر له أن يعيش بعدها. أى أنه فى النهاية مجرد رقم كمى لا دلالة له فى ذاته، لكن الأمر سيختلف- حتما- إذا شعر المرء أن «مشوار العمر» على مدى العقود السبعة قد تضمن «مشاوير عديدة»: متداخلة، ومتكاملة، ومتوازية، ومتناقضة فى «مسارات» مهمة وثرية وملغومة ومؤثرة. أى لم يكن العمر نمطيا، أو خطيا، أو ساكنا، أو عاديا. وهذا لا يعنى أن المرء يعطى لنفسه قيمة بل بالأحرى «لمساحات الحركة» التى أُتيحت له أن يخوض غمارها بمشاعر مختلطةـ ولكن بإرادة واعيةـ رغبة فى الاكتشاف والتماسا للفهم. وكان الاكتشاف من خلال الانخراط فى خوض مساحات الحركة المتعددة لاكتساب المعرفة والخبرة عمليا ومن مصادرها الحية عاصما لى كثيرا من أن «أقضى الليالى معذبا نفسى» من أجل محاولة الفهم و«استخلاص المعنى/ المعانى» عن بعد. أى دون انخراط حى وعملى فى مساحات الحركة المتنوعة. فالفهم عن بعد على الطريقة «الدون كيشوتية» (نسبة إلى دون كيشوت) هى التى أدت به إلى «التهور وفقدان الصواب واللاواقعية وأحيانا السذاجة» بالرغم من النوايا الطيبة.

0
0
0
s2smodern