بعيدا عن لعبة الأرقام وما يترتب عليها من صياغات ذهنية مثيرة، والحرص علي عدم الوقوع في فخ المقارنات الشكلية…فإن ما جري في باريس، الثالث عشر من نوفمبر الجاري، لا يقل بأي حال من الأحوال، إن لم يفقه، عن ما جري في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 14 سنة، أو ما عرف بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001…بيد أن هناك فروقات نوعية عدة بين الحدثين؟ ويرجع الاختلاف بين الحدثين:»11/9 و13/11»؛ إلي ثلاثة أسباب رئيسية.
تطرح قضية الهوية نفسها، بقوة، فى أوقات الأزمات التاريخية الكبري. ويقينا فإن الهوية التى كنا نتصورها محصنة تجاه أية تغيرات، لم تستطع أن تقاوم ما حل بالمنطقة من رياح تغيير عارمة. كذلك الهوية التى فهمنا أنها تمتلك إجابة نهائية تاريخية تمكنها من أن تعبر بها اختبارات التاريخ بما تحمل من وقائع جدية وجادة لم تستطع أن تجيب على أى من الأسئلة التى حملتها الوقائع الجديدة ذات الطبيعة المركبة.