لكل قوة عظمى عبر التاريخ مُدبرها السياسي الذي ينصح ويقدم المشورة وربما يحيك المؤامرات التي تضمن استمرار هذه القوة على قوتها. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تجعل هذا المدبر مهنة وأن تؤسس هياكل مؤسسية تستوعب فيها هؤلاء «المدبرين» أو «المنظرين الاستراتيجيين» برؤاهم المتنوعة تحت سقف مصلحة أمريكا العليا واستمرار هيمنتها...
يختلف الإرهاب الذى يواجه مصر الآن كليا عما كانت تتعرض له من أعمال عنف فى الماضى فالعنف المتوحد بالمطلق الدينى الذى بدأ يباغتنا منذ مطلع السبعينيات قد طرأ عليه تحولات نوعية من حيث: طبيعته، وأهدافه، وآلياته. ومن ثم فإن التوصيف العلمى الدقيق سوف يساعدنا على المواجهة وما تطلبه من استراتيجيات وسياسات ومواقف. خاصة أنه يبدو لى أن البعض منا لم يدرك بعد هذا التحول النوعي.