فى سهرة رمضانية أسرية على السحور ضمت أجيالا متنوعة. تواصل الحضور حول المسلسلات ونوعيتها والموضوعات التى تناولتها هذا العام. وبدأ كل واحد ممن يمكن تصنيفهم «بجيل الكبار» بالحديث عن حصيلة مشاهدته وما يوصى بمتابعته. لم يشارك فى الحديث أحد ممن ينتمون إلى جيل الشباب أو الصغار. وإن ظلوا ينصتون باهتمام شديد.. وضح تماما ميل جيل الكبار إلى متابعة مسلسلات الممثلين القدامى، فى العموم، وفى حدود مسلسل أو أكثر. وكان كل متحدث يحاول أن يبرر اختيارات مشاهدته لهذا المسلسل أو ذاك. الأمر الذى أثار اهتمام البعض فى أن يبدأ فى متابعة ما لا يتابعه. ما استدعى أن يسألوا عن «مواعيد المسلسلات».. وهنا صرخت، «مريم» من جيل الشباب.. فماذا قالت؟.
لا شئ يجعل منا بشرا حقيقيين مثل مواجهتنا للمعضلة. تلك الحالة من الحيرة الشديدة التى نجد أنفسنا فيها عندما تتحطم مسلماتنا، وتتحول إلى أشلاء، وعندما نرى أنفسنا فجأة أمام طريق مسدود، واقعين فى حيرة من أمرنا تجاه شرح ما يظهر أمام أعيننا، وما يمكن لأصابعنا أن تلمسه، وما يمكن لآذاننا أن تسمعه. فى تلك اللحظات النادرة؛ حيث يحاول عقلنا أن يستوعب بصعوبة ما تنقله إليه الحواس، تدفعنا هذه المعضلة إلى التواضع، وتجعل العقول الفذة قابلة لاستيعاب الحقائق التى لم تكن تطيقها من قبل. وعندما تلقى المعضلة بشباكها على القاصى والدانى لتوريط الإنسانية جمعاء، ندرك ـ حينها ـ أننا نعيش اليوم فى خضم إحدى اللحظات الفذة للغاية فى التاريخ. كان سبتمبر 2008 مجرد لحظة من تلك اللحظات التاريخية.