يبدو لى أن «المثقف العربى»، يعانى من محنة مركبة تلازمه عبر العصور. وأقصد محنة «الحيرة» و«التراوح» بين: «سلطة ضميره ومطالب أميره»؛ من جهة وبين «الأمير والجماهير»؛ من جهة أخرى.. وهى القضية التى دفعت أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة الدكتورة هالة أحمد فؤاد لدراسته فى مؤلفها الكبير «المثقف بين سندان السلطة ومطرقة العامة: أبو حيان التوحيدى نموذجا» (هيئة الكتاب ــ 550 صفحة ـ 2015).
«أكبر كارثة جيوسياسية حصلت فى القرن العشرين هى انهيار الاتحاد السوفيتي، من لم يحزن على انهيار الاتحاد السوفيتي، لا قلب له. ومن يريد إعادته بهيئته السابقة، لاعقل له».
تعكس هذه العبارة التى جاءت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين رؤيته لما جرى للاتحاد السوفيتى الذى انتهى رسميا فى 26 يناير 1991 بتسلم الرئيس بوريس يلتسين مقاليد الحكم وتوقيع رؤساء الجمهوريات السوفياتية على وثيقة حل الاتحاد السوفيتي. ولكن هذا الإقرار بنهاية الحقبة السوفيتية لم يعن الانكماش أو الكمون وإنما إعادة ترتيب الأوضاع داخليا وخارجيا فى آن واحد ومن ثم الانطلاق مجددا. أخذا فى الاعتبار أنه: لا معنى «لروسيا دون إمبراطورية».