خبر صغير قرأته ظهر أحد أيام الأسبوع الماضى بأن عالم الاجتماع السياسى الفرنسى البروفيسور برتران بادى (1950 ــ )، سيلقى محاضرة عصر هذا اليوم بدعوة من إحدى الجامعات فى القاهرة. وتضايقت كثيرا، لأنه نظرا لضيق الوقت لن أتمكن من حضور هذا اللقاء الهام. وصبرت نفسى بأنه طالما أن «برتران بادى» فى القاهرة، فمن المؤكد أن الجهات الأكاديمية المختلفة سوف تنتهز الفرصة وتدعوه للحديث لديها ومن ثم تتاح لى فرصة الاستماع إليه وما تتضمنه جعبته الفكرية. وبقيت لأيام أتابع احتمالية أن تكون «لبادي» محاضرة هنا أو هناك فلم أجد. كما انتظرت أن أجد صدى لمحاضرته فى أى موقع إعلامى فلم أجد.. وأخذت أسأل أصدقائى عن محاضرة «برتران بادى»: من حضرها؟ ومن قرأ عنها؟...فأجمع كل من سألتهم أنهم لا يعرفون شيئا عن زيارة الرجل... والبعض لا يعرفه أصلا!... فأسقط فى يدى...
«يمكننا إنقاذ الاقتصاد، ووضع الرعاية الصحية الشاملة لأمريكا موضع التطبيق، وجعل الأمة بذلك وبالأساس أمة أكثر ديمقراطية.. نعم يمكننا ذلك».. كلمات قدم بها عالم الاقتصاد الحائز على نوبل (2008) «بول كروجمان» كتابه «ضمير شخص ليبرالى: الاقتصاد السياسى لتطور الحياة السياسية والحزبية الأمريكية»، الذى صدرت ترجمته العربية مؤخرا بقلم الخبير الاقتصادى المصرى الكبير «مجدى صبحى» عن المجلس القومى للترجمة ومركز المحروسة. ولقد اعتمد المترجم على الطبعة التى واكبت انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية (2009) والتى لم تختلف عن الطبعة الأولى التى صدرت قبل ذلك بعامين (2007) إلا أنه أضاف مقدمة قصيرة حول مستقبل أمريكا فى ظل ما يمثله «أوباما» من توجهات قادرة أن تجعلها أكثر عدلا: اقتصاديا. كذلك أكثر ديمقراطية: سياسيا. من خلال تبنى «أجندة تقدمية» تفتح آفاقا نحو «تحول درامى تقدمى» للولايات المتحدة الأمريكية.. ويؤسس «كروجمان» رؤيته على كلمتين مفتاحيتين هما: «العدالة» و«الاعتدال».. وحولهما أعاد قراءة التاريخ الأمريكى من منظور الاقتصاد السياسى. وخلص إلى ضرورة أن «تترافق المساواة فى الاقتصاد مع الاعتدال فى السياسة».