«الستون: أكثر من عمر»

(1)
مشاوير عديدة ومسارات متعددة:

بلوغ «الستين» ليس إنجازا فى ذاته يستحق الاهتمام. فهو فى أفضل الأحيان سيتم الاحتفال به، كشأن الخمسين والأربعين وكل «اليوبيلات» السابقة عليه. مثلما سيتم الاحتفال بالسنوات التالية إذا قُدر له أن يعيش بعدها. أى أنه فى النهاية مجرد رقم كمى لا دلالة له فى ذاته، لكن الأمر سيختلف- حتما- إذا شعر المرء أن «مشوار العمر» على مدى العقود السبعة قد تضمن «مشاوير عديدة»: متداخلة، ومتكاملة، ومتوازية، ومتناقضة فى «مسارات» مهمة وثرية وملغومة ومؤثرة. أى لم يكن العمر نمطيا، أو خطيا، أو ساكنا، أو عاديا. وهذا لا يعنى أن المرء يعطى لنفسه قيمة بل بالأحرى «لمساحات الحركة» التى أُتيحت له أن يخوض غمارها بمشاعر مختلطةـ ولكن بإرادة واعيةـ رغبة فى الاكتشاف والتماسا للفهم. وكان الاكتشاف من خلال الانخراط فى خوض مساحات الحركة المتعددة لاكتساب المعرفة والخبرة عمليا ومن مصادرها الحية عاصما لى كثيرا من أن «أقضى الليالى معذبا نفسى» من أجل محاولة الفهم و«استخلاص المعنى/ المعانى» عن بعد. أى دون انخراط حى وعملى فى مساحات الحركة المتنوعة. فالفهم عن بعد على الطريقة «الدون كيشوتية» (نسبة إلى دون كيشوت) هى التى أدت به إلى «التهور وفقدان الصواب واللاواقعية وأحيانا السذاجة» بالرغم من النوايا الطيبة.

0
0
0
s2smodern

«الكراهية الخلاقة»

(1)
«دورات الكراهية التى لا تنتهى»؛

تعددت وتعاقبت الإعلانات السياسية التى تصب فى اتجاه دعم حقوق السود فى الولايات المتحدة الأمريكية، تاريخيا، منذ التوافق على الدستور الأمريكى (1786)، مرورا بإعلان تحرير الرق الأمريكى (1863) الذى أعلنه الرئيس الأمريكى إبراهام لنكولن، ونهاية بالإقرار بالحقوق المدنية للسود (1964)، بالإضافة إلى الأحكام القضائية التى صدرت عن المحكمة الدستورية العليا والقضاء الأمريكى. إلا أن الواقع يشير إلى أن علاقة الاستعلاء البيضاء «العُنفية» ضد السود فى الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى هذا التاريخ الممتد وفى ظل هذه الإعلانات المتنوعة، لم تزل تتعرض لألوان من القهر الأبيض تجاه السود لم تتوقف ولم تنته بعد. الأخطر هو أن درجة ونوعية الكراهية تزداد مع كل دورة من دورات الكراهية البيضاء.

0
0
0
s2smodern

الاستعلاء الأبيض الأمريكى

(1)
الخوف الكبير يتجدد

رصد الباحثون فى الأعوام الثلاثة الأخيرة «تجدد استشراء التعالى الأبيض حيال الملونين السود» فى الولايات المتحدة الأمريكية. فبالرغم من النضال الممتد ضد «العرقية» على مدى عقود كانت ذروته حركة الحقوق المدنية التى انطلقت فى الستينيات. وكانت تعبر عن تنظيم النضال المدنى ضد التمييز والتى أثمرت نصوصا تشريعية تؤمن المواطنة التامة بعنصريها العدالة والمساواة ومن ثم الحياة الكريمة. وبالرغم من تمكن أحد رموز المجتمع المدنى وصفوة متعلميها، من السود، من الصعود إلى أعلى موقع سياسى/إدارى فى البلاد هو موقع الرئاسة الأمريكية، وأقصد باراك أوباما. إلا أن الخطيئة الأمريكية الأصلية «American Original Sin» أو العبودية وإرث الاستعلاء الأبيض الأمريكى (راجع دراسة بنفس العنوان فى فورين أفيرز نشرت فى يناير/ فبراير 2018) بقى حيا ومتجددا وقابلا للاشتعال متى توفرت النية والرغبة والمصلحة.. وهو ما تحقق فى الزمن الترامبى؛ أو زمن الخوف الكبير بحسب ما بات يتردد فى الكثير من الأدبيات والمحافل.. لماذا؟.

0
0
0
s2smodern

صراع الألوان في الزمن «الترامبي»

(1)

أنا لست زنجيًا مملوكًا لأحد؛

عبارة جاءت على لسان الروائى والشاعر والكاتب السياسى ــ الأسود ــ جيمس بالدوين (1924 ـ 1987). التقطها المخرج «راؤول بيك» (أخرج مؤخرًا فيلمًا بديعًا عن «كارل ماركس الشاب» عن إنتاج أوروبى مشترك كتبنا عنه وقت عرضه منذ عامين) ووضعها عنوانًا لفيلم يحمل نفس الاسم من إنتاج 2017، حيث يستعرض حياة «بالدوين» وكتاباته التى صبت فى اتجاه رفضه أن يعامل باعتباره ملونًا. وأنه مواطن أمريكى حر. وأن تصنيف المواطنين حسب «ألوان بشرتهم» ما هو إلا انعكاس لموازين القوة الفعلية اقتصادية كانت أو سياسية. وحول هذا يقول: إن العالم ليس «أبيض»،...

0
0
0
s2smodern