(1)
تتعقد الحياة اليومية يوما بعد يوم. وأنماط الحياة التى كانت موضع رضا وقبول وتعايش لم تعد كذلك. ومن ضمن ما طاله العبث والترهل والتشوه هو «المدينة» بما تحمل من قيم «تمدين» تتجلى فيما يلى: أولا: المساحات المتناسبة مع عدد سكانها. ثانيا: التخطيط العمرانى الحديث. ثالثا: حق المجتمع ومواطنيه فى الفراغات العامة عمرانية كانت أو طبيعية بحسب دكتوراه شرفت بمناقشتها للدكتور عاصم عبدالسلام قدور ــ 2015 تحت إشراف الدكتور سامح العلايلى. رابعا: توفر المرافق العامة والخدمات وضمان توزيع عادل لها مع تأمين سيولة حركتها ووصولها سريعا. خامسا: المساحات الخضراء. سادسا: التحرك/ الحياة فى هذه المدينة وفق قيم ومعايير منضبطة وقواعد منظمة. سابعا: حضور سكانى ممثل لكل الشرائح الاجتماعية دون تمييز. ثامنا: ارتباط التطور المدينى بالتطور العلمى بشكل عام. ثامنا: تأسيس تشكيلات على أساس مدنى من جمعيات وصحف وأحزاب وكيانات يمكن وصفها «بالمدينية».. والسؤال الذى يطرح نفسه هو ما سبب/ أسباب ما آلت إليه المدينة من تدهور؟
(1)
ما السعادة؟.. سؤال محورى رافق حياة الإنسان منذ بداية التاريخ. كان محل اهتمام حقل الفلسفة منذ أفلاطون وأرسطو حتى يومنا هذا. ومع مرور الزمن وتعقد الحياة الإنسانية. أخذت حقول المعرفة المختلفة تقترب من «مبحث السعادة» لفهم أسباب السعادة، ودوافعها، وما الذى يحول دون تحققها،...، إلخ. لذا وجدنا علم النفس والأدب والفنون تحاول أن تمس معنى السعادة، وإمكانية ممارستها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل وجدنا كثيرا من الدول، مع مطلع الألفية الجديدة، تقارب «السعادة» فى إطار مراجعة كل منها لتجربتها التنموية، من جهة. والبحث عن نموذج اقتصادى جديد من جهة أخرى. ومن ثم كيف يمكن «الاستدراك» فى مجال السياسات العامة لوضعهاــ أى السعادةــ من ضمن الأهداف المجتمعية والاقتصادية والسياسية المطلوب تفعيلها فى إطار تجديد دولة الرفاه التنموية باعتبارها «حقا» إنسانيا.