أثارت حركات الاحتجاج الأوروبية، أو التى أفضل أن نطلق عليها: «الحركات المواطنية الجديدة» الكثير من ردود الفعل المهمة من قبل النخبة الثقافية بأجيالها، وبألوانها الإبداعية المتنوعة. ومن أهم من شارك فى تحليل طبيعة ودوافع الحركات الاحتجاجية، خاصة «السترات الصفراء» ومن ثم مستقبل أوروبا؛ شيخ الفلاسفة وعلماء الاجتماع الأوروبيين: الفرنسى «إدجار موران» (98 عاما). ففى وصفه «لحركة السترات الصفراء» قال بأنه يحسبها: «ملتقى للغضب، وخيبة الأمل، والإحباط» لعديد الشرائح الاجتماعية من «المتقاعدين، والمزارعين الذين ينتظمون فى تجمع اليمين، والشباب ممن ينتمون للجناح اليسارى الحضرى تحديدا». (اعتمدنا على النص الإنجليزى المنشور فى «نيوز ديكودر»ــ 7 ديسمبر 2018؛ عن الأصل الفرنسى المنشور فى جريدة اللوموند الفرنسيةــ 4 ديسمبر الماضى).
لن يتأتى لنا حل مواجهة ما أسميه «التوترات الدينية» لا «التوترات/ الأحداث الطائفية». ما لم نفهم بدقة ما طرأ على المجتمعات الأكثر توترا من «نزوع تدميرى».. بداية سوف يلحظ أى راصد أن المجتمعات التى تكثر فيها التوترات هى المجتمعات الأكثر فقرا، والأقل حظا فى التنمية سواء فى الريف أو فى الحضر. وهى أيضا التى شهدت المراحل المتتابعة «للنزاع الدينى» منذ عام 1970، والتى يمكن أن نوجزها كما يلى: أولا: «العنف المادى». وثانيا: «الاحتقان المزمن». وثالثا: «السجال الدينى». رابعا: «التناحر القاعدى». وهى مراحل قمنا بالتدليل عليها وتعريفها من خلال الأحداث المتعاقبة وتحولاتها النوعية.. وكان من الطبيعى أن تصل بنا محصلة هذه المراحل إلى مرحلة خامسة تتسم «بالنزوع نحو التدمير» فى شتى الاتجاهات تتورط فيها «كيانات مؤسسية». ويذهب ضحيته «المواطنون البسطاء». وتذهب حقوقهم الأولية فى حرية العبادة، والتعبير، الحياة بكرامة، أدراج الرياح...والأخطر «الإكراه» على العيش تحت مظلة الطائفية...أو «الذمية المعدلة» بحسب أستاذنا وليم سليمان قلادة.