دون الدخول فى تفاصيل قضية بعينها، حين يستعيد الخطاب الدينى المسيحى مفاهيم أهل الذمة التى تجاوزها الفكر الإسلامى الحديث، ومرجعية الدولة العثمانية والخط الهمايونى من جهة، وفى المقابل ترتفع أصوات إسلامية تعيد طرح التعامل مع الأقباط كأهل ذمة أو ملة وما يترتب على ذلك من إعادة النقاش حول المسائل الخاصة بالولاية العامة لغير المسلمين والتى من المفترض أنها قد حسمت فقهيا من خلال اجتهادات معتبرة من جهة أخرى.. فإن الأمر يحتاج إلى تأمل ذلك وفهم دلالته وإدراك آثاره وما سيترتب عليه.. خاصة أن هذه الاستعدادات والاستدعاءات تعود بنا إلى حالة ما قبل الدولة الحديثة وفى القلب منها «المواطنة».. والسؤال كيف وصلنا إلى هذا الوضع.. وقبل ذلك ماذا عن الدولة الحديثة ذاتها؟
(1)
الحديث عن التعليم فى مصر حديث ذو شجون.. فالراصد للكيفية التى يلهث بها الآباء وراء أولادهم: صباحا فى التعليم الرسمى، ومساء من خلال الدروس.. يدرك حجم الكارثة التعليمية فى مصر.. أخذاً فى الاعتبار- وكما أشرنا- أن ميزانية الدروس تعادل الميزانية الحكومية المخصصة للتعليم فى مصر، أى أننا نتكلم عما يتجاوز «الخمسين مليار جنيه» سنويا.. والسؤال الذى من المنطقى أن يفرض نفسه: ما عائد هذا كله؟