كانت السيارات تسير ببطء شديد، كما هى العادة فى شوارع القاهرة هذه الأيام.. بيد أن الأمر طال أكثر من اللازم.. وظننا أن هناك حادثة تعطل السير.. ثم سرعان ما تبينا أن هناك طابورا بشريا ممتدا على أحد المحال التى لها أكثر من واجهة.. وكانت الغالبية الكبرى من الواقفين من الشباب والشابات.. وتملكنى الفضول لمعرفة سبب هذا الطابور.. فأوقفت السيارة وترجلت وهالنى ما رأيت..؟
إن أى نظرة متحررة من التحيزات، والأوهام، للواقع السياسى المصرى يمكنها أن ترصد بسهولة ويسر، مقدار المأزق السياسى الذى تواجهه مصر بكل مؤسساتها ومكوناتها.. فها نحن بتنا على بعد أيام من انتخابات مجلس الشورى وعلى بعد شهور من انتخابات مجلس الشعب.. ولكن لا يبدو فى الأفق أى حراك سياسى جاد يتعلق بهذه الاستحقاقات باعتبارها فرصة حقيقية للتغيير. وفى نفس الوقت يشهد الواقع السياسى المصرى حراكا فى اتجاه آخر يتجلى فى أمرين هما: تزايد الحركات المطالبية من جهة، ومحاولة فتح أفق التغيير فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأبعد زمنا، حيث يتراوح ذلك بين الحديث المفتوح حول سيناريوهات المستقبل من قبل البعض، ومحاولة العمل على تعديل الدستور بما يتيح فرصة التنافس الحقيقى فى انتخابات الرئاسة من قبل البعض الآخر.. وهنا يكمن المأزق المتعدد الأبعاد.. كيف؟