انشغلت قبل أيام الإجازة الممتدة فى كتابة دراسة قصيرة عن المفكر العالمى سمير أمين ووجدت أن الفكرة التى حكمت كتاباته ومساهماته الميدانية التنموية، والمتكررة دوما، هى كيفية صنع التاريخ...عاش سمير أمين حياته على أمل صنع التاريخ من خلال محاولة فهم مساراته وآثاره ومن ثم تغييره. وما أن أنهيت هذه الورقة، وبدأت الاستعداد لاختيار الكتاب الذى سيرافقنى خلال أيام الإجازة الممتدة. حتى وجدتنى أعاود التفكير فى الأمل الذى عاش من أجله سمير أمين...وعن جدوى الأمل، وأهميته، وطبيعته،...وتذكرت أستاذنا وليم سليمان قلادة كيف عاش حتى أيامه الأخيرة بالأمل أن ينهى كتابه المرجعى عن المواطنة...وأن تنتهى التوترات الدينية من مصر أم الدنيا...وغيرهما من حكم «الأمل» إبداعهم وممارساتهم...
(1)
منذ الأزمة المالية الأسوأ التى ضربت الاقتصاد العالمى فى 2008، لم يتوقف العقل الغربى (فى بلدان المنشأ للرأسمالية) عن محاولة فهم ما جرى. خاصة أن تداعياتها ــ وبالرغم من مرور عقد من الزمن ــ لم تزل تؤثر تأثيرا بالغا على السياسة الكونية للمنظومة الرأسمالية. ما فاقم الأوضاع المجتمعية. ولعل من أهم الإيجابيات التى أنتجتها هذه الأزمة هو انطلاق «تيار نقدى» يتكون من خمسة اتجاهات للرأسمالية، من داخلها وخارجها.