«الخبير المثقف» هو الكادر الذى يجمع بين العلم والمعرفة والثقافة، بالإضافة إلى المهارة التقنية. ويختلف نوعياً عن «الخبير الموظف»، الذى لا يعرف فى «الدنيا» إلا نطاق مهنته الدقيقة. وقد وصفناهم، مرة، الخبراء الموظفين، عندما تناولنا هذا الحديث فى ورقة مطولة نهاية 2016، بأنهم «خبراء التخصصات الضيقة». وهؤلاء قد يُسيرون ما يُعرف (بدولاب العمل اليومى). ويفتقدون ما يُعرف (بالرؤية الحاكمة) للعمل من حيث: أولا: العلاقة بين الجانب التقنى وأثره على المواطنين. ثانيا: القدرة على الربط بين الخطط الإدارية والرغبات المجتمعية والسياق المجتمعى بأبعاده المختلفة. ثالثا: ضرورة امتلاك حدٍّ أدنى من الثقافة- بمعناها الواسع- التى تمنح «التقانة» نفحة حياة.. ويعد «الخبير الموظف» فى هذا المقام، فى أحسن الظروف، «أسطى شاطر» أو «صنايعى ماهر».
«تحررنا الشيخوخة من أشد عيوب الشباب تدميرًا»...
وذلك لأنها باتت تملك «خطوطها الدفاعية المناسبة، ألا وهى الدراسة وممارسة الحكمة والعيش اللائق»...
(2)
ما إن عدت إلى منزلى، وجدتنى أسرع لمعرفة مضمون أصغر كتاب أحضرته معى (107 صفحات من القطع الصغير) ضمن مجموعة من الكتب. ولا أعرف ما الذى دفعنى إلى ذلك. هل لأن عنوانه المثير «فى مديح الشيخوخة» دفعنى ــ دون تفكير ــ إلى ذلك، ماسا حقيقة أعيشها وهو أننى بدأت، مؤخرا، طريقى نحو الستين...ربما!.