تعكس الهوية السمات العامة التى تميز شعبا أو أمة أو فردا.. وهناك من يعرف الهوية بهذا التعريف ويصمت دون أن يزيد باعتبار هذه السمات ثابتة ومستمرة لاتتبدل ولا تتغير مهما طال الزمن..بيد أن هناك من لايقبل هذا المنطق ويضيف على التعريف السابق عبارة “فى مرحلة تاريخية معينة”, على اعتبار أن هذه السمات ليست مطلقة وانها خاضعة للتأثر بالواقع.. حيث الهوية فى هذه الحالة تستجيب لطبيعة هذا الواقع, فإذا كان متقدما تظهر الهوية على أفضل ما يكون والعكس صحيح.. وينطلق ما سبق من أن الهوية ليست موروثا مغلقا ساكنا معزولا عن التاريخ وما يطرأ فيه من تحولات, وإنما الهوية هى حالة ديناميكية منفتحة على الواقع.
التقدم يقوم على التراكم وليس على القطيعة.. تراكم كفاح المواطنين من أجل الاستقلال والحرية والتنمية.. كذلك تراكم اجتهادات المفكرين فيما يتعلق بالقضايا التى تثار فى لحظة زمنية معينة.. فمن غير المعقول أن تنفى كل حلقة تاريخية ما سبقها من حلقات – بما أنجز فيها من جهد عملى على أرض الواقع وفكر أنجزه المفكرون – وكأن التاريخ يبدأ من عند الحلقة الجديدة.. وأذكر ما قاله أحدهم: “إن من يطلق رصاصة على التاريخ (بالقص أو التوظيف أو النفى أو الانقطاع …)يكون قد أطلق صاروخا على المستقبل”.