تشهد مصركثيراً من المواقف والأحداث التي تعكس فى مجملها التناقض الذى نعيش فيه ويمثل إعاقة حقيقية للتقدم ..تناقض بين منظومتين منظومة تجديدية وأخرى تقليدية ..تتسم الأولى بالمؤسسية والقبول بالقانون مرجعية حاكمة للجميع والتأكيد على إعمال العقل والأخذ بالتنظيم والمعرفة العلمية .. أما الثانية فتقوم على الأبوية (كبير القرية أبا العمدة) والشخصنة, والعرفى والبدائى كذلك الفهلوة والتواكل والركون الى الغيبيات.. إنه التناقض الذى وصفه أحد العلماء البريطانيين مرة (تشارلز سنو) من خلال محاضرة ألقاها عام 1959 عرفت باسم “الثقافتان”, فى معرض تحليله للمجتمع البريطانى آنذاك, حيث لاحظ أنه يتسم بالانقسام بين ثقافتين: الأولى “علمية متجددة” والثانية “تقليدية راكدة”.
(1) تعكس ردود الفعل المختلفة على ما يحدث فى مصر من وقائع وأحداث جسيمه, وجود اختلالات عميقة في شتى المنظومات.. فبدلا من المواجهة الحاسمة القائمة على العلم والمعرفة تجد النسيان, وتحويل النظر عن القضية الأصلية, وإعادة إنتاج الكلام نفسه, والاستسلام للقدر وللتفسيرات الاسطورية, وفى أحسن الاحوال يؤخذ بالحلول المؤقتة لامتصاص الغضب.. واخيرا التعايش مع ما يحدث في انتظار القادم من الأحداث والوقائع..