(1) كيف يعمل الخطر
تحدثنا فى مقالنا السابق عن ما أطلقنا عليه «سلطة الخطر»؛ أو كيف يمكن بفعل الكوارث التى تحل بالإنسانية، مثل كارثة انفجار تشرنوبيل الروسى (1986)، أن تخلق حالة من العجز لدى الإنسان فى مواجهتها. ما يجعل الخطر فعلا متسلطا على الإنسان/ المواطن ويعرى الواقع بأننا كبشر ومجتمع وأنظمة سياسية/ اقتصادية نعانى الكثير من الاختلالات. ولكن كيف تعمل «سلطة الخطر» أو ما يطلق عليها «دينامية الخطر»، بحسب العالم الاجتماعى «أولريش بيك» (1944 ــ 2015).
(1)
تشرنوبل: الخطر والعجز
فى إبريل من عام 1986، وقعت كارثة انفجار الوحدة الرابعة من المفاعل النووى فى محطة «تشرنوبل» (التى تقع شمال أوكرانيا بالاتحاد السوفيتى قبل تفكيكه). وشكلت هذه الكارثة حالة من الهلع الكوكبى، ليس فقط بسبب ما يحدثه التلوث الإشعاعى من تدمير للإنسان والطبيعة. ولكن لأن الانفجار قد كشف عن أن إنسان/ مواطن هذا العصر هو معرض للخطر.