«يعد ضبط النفس، كما يعرفه الفلاسفة، فضيلة نادرة ومحيرة. كما يعد أيضا فضيلة، تميل إلى التلاشى كلما أصبحنا أقوى. ويشبه ضبط النفس فى هذه الميزة تلك العلاقة بين الثقة والنجاح: كلما زادت أواصر الثقة فيما بيننا، زاد نجاحنا الجماعى والفردى» ... ومن ثم يتحقق التقدم...شريطة ألا يدفعنا النجاح إلى الجشع فننسى ضبط النفس فنهزم من داخلنا ونتراجع عن نجاحنا...
لا شئ يجعل منا بشرا حقيقيين مثل مواجهتنا للمعضلة. تلك الحالة من الحيرة الشديدة التى نجد أنفسنا فيها عندما تتحطم مسلماتنا، وتتحول إلى أشلاء، وعندما نرى أنفسنا فجأة أمام طريق مسدود، واقعين فى حيرة من أمرنا تجاه شرح ما يظهر أمام أعيننا، وما يمكن لأصابعنا أن تلمسه، وما يمكن لآذاننا أن تسمعه. فى تلك اللحظات النادرة؛ حيث يحاول عقلنا أن يستوعب بصعوبة ما تنقله إليه الحواس، تدفعنا هذه المعضلة إلى التواضع، وتجعل العقول الفذة قابلة لاستيعاب الحقائق التى لم تكن تطيقها من قبل. وعندما تلقى المعضلة بشباكها على القاصى والدانى لتوريط الإنسانية جمعاء، ندرك ـ حينها ـ أننا نعيش اليوم فى خضم إحدى اللحظات الفذة للغاية فى التاريخ. كان سبتمبر 2008 مجرد لحظة من تلك اللحظات التاريخية.