أسابيع ثلاثة غيرت الكثير فى مصر. البعض يصف ما حدث بأنه ثورة، والبعض يصفه بأنه انتفاضة أو هبة. وبغض النظر عن توصيف ما حدث بدقة، فهو أمر متروك للدراسات المعمقة القادرة على فهم ما طرأ على علاقات القوة فى مصر وإلى أى مدى تأثر ومن ثم تحديد توصيف دقيق لطبيعة الحراك الشبابى الشعبى الذى رأيناه. ومهما كانت نتائج الدراسات المعمقة، فإن الأكيد أن مصر قد طالها تغيير ما، تعددت ملامحه. فبالإضافة إلى كسر حاجز الخوف وانتقال عملية التغيير إلى أن تبدأ من أسفل وليس من أعلى، وتوظيف التقنيات الرقمية لإحداث التغيير.. الخ، نجد أن من أهم ما يمكن رصده ويعد ملمحا أساسيا للمشهد النضالى الذى شهدناه خلال الأسابيع الماضية ويصعب التغافل عنه ويجب أن نرصده فى هذا المقام هو عودة الطبقة الوسطى بشرائحها إلى الحياة السياسية المصرية…
اتفق الجميع من كل الاتجاهات على أن يوم 25 يناير هو يوم فاصل بين زمنين/ مرحلتين. فلقد كشفت الأيام الماضية عن أن مصر الشابة قد رفضت أن «تستكين» أو «تلين» أو «ترضخ» لسياسات لا تخدم إلا «القلة الثروية» كما كنا نشير دوما.. قلة ثروية روجت أنها تُحدِّث مصر.. ولكنه لم يكن كذلك وسرعان ما كشفت عن وجه آخر مختلف تماما مع الحراك الشبابى/ الشعبى..