فى 24 ديسمبر الماضى، ليلة عيد الميلاد (الغربى)، رحل عن عالمنا المطران اللبنانى غريغوار حداد (1924- 2015). والمطران حداد هو أحد رجال الدين الذين وهبوا حياتهم من أجل الفقراء والمهمشين فكرا وممارسة. أمضى حياته يناهض كل أشكال الظلم: الاجتماعى، والاقتصادى، والسياسى. ودأب على تعرية ما يمكن تسميته ببنى الاستبداد الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، المنتجة للظلم. ولم يستثن المؤسسة الدينية من معركته. فلقد كان دائم النقد لرجال الدين الذين كانوا ينزعون من خلال المؤسسة الدينية إلى التوشح بالعصمة. ومن ثم السيطرة على الإنسان.
(1)
لا توجد ظاهرة كبيرة أو صغيرة، ترتبط بالحياة الإنسانية وتفاعلاتها المتنوعة، لا تخضع للتحليل العلمى المتعدد الأبعاد. من هذه الظواهر، والتى حظيت بالعناية والدراسة رفيعة المستوى، ظاهرة «التعاطى المتنامى والعابر للحدود لشبكة الإنترنت بتجلياتها المختلفة»، بشكل عام.. وهو النشاط الذى بات يوصف بأنه أضخم مشروع «لا مركزى» عرفته الإنسانية عبر تاريخها. وفى القلب من هذه الظاهرة، ظاهرة أخرى ذات تأثير مباشر فى حياة الناس. وهى ظاهرة الاستخدام الهائل الممتد عبر الكوكب الإنسانى فى المجالات: السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية للإنترنت الذى بموجبه أصبح «قوة جديدة غير مسبوقة فى: التأثير، والضغط، والنضال، والمقاومة، ضد الظلم والسلطة ـ أى سلطة ـ وكل قديم يعوق التطور،…،إلخ…قوة حرة باحثة عن مجتمع حر وعادل ومتجدد».