(1) شهدت مصر محمد على، منذ مطلع القرن التاسع عشر، حربا ضروسا ضد الدولة العثمانية لتأسيس مصر ’’المستقلة‘‘. وكان الحضور المصرى هو جوهر عملية الاستقلال الوطنى والأساس الذى قامت عليه الدولة الحديثة. لم يحدث هذا مرة واحدة، وإنما من خلال عملية نضالية بدأت كنتيجة للتفاعل بين محمد على صاحب مشروع الاستقلال والمصريين الذين كافحوا طويلا من أجل ’’اختراق حاجز السلطة‘‘- بحسب وليم سليمان قلادة- عبر العصور.
بعد أن مر قانون بناء الكنائس «مقنناً» لفكرة الطائفة فى الخريف الماضى. ناهيك عن «تقنين» شروط العزبى باشا التى صدرت مطلع الثلاثينيات من القرن الماضى فى ظل دستور إسماعيل باشا الاستبدادى الشهير، الذى جاء معطلاً لدستور 23. أرى فى الأفق مناقشات جديدة ينوه عنها الأخ المجتهد والدؤوب الأستاذ عماد خليل، الصحفى فى «المصرى اليوم» عن التحضير لقانون الأحوال الشخصية- مرة أخرى- «للطوائف المسيحية».. ويبدو لى أن هناك فريقاً لا يرى فى استخدام كل من مفهوم «الطائفة» أو «الطوائف» أى غضاضة، والأهم فى «تقنينهما». بالرغم من تناقض الاستخدام والتقنين مع التاريخ النضالى لمواطنى مصر على اختلافهم، من أجل الدولة الحديثة التى تقوم على المواطنة. ومع المسار الدستورى والقانونى المصرى. ومع العلم والمعرفة.