’’ أي صدمة أكثر من "اللامساواة التاريخية"؛ التي وصل إليها العالم، تُحتم ببلورة نظام اقتصادي عالمي جديد ‘‘...
على مدى عقد من الزمان، عمل "توماس بيكيتي" أن يبرهن على ضرورة تجاوز النظام الاقتصادي السائد وبناء بديل جديد أكثر عدلا. وذلك من خلال أبحاثه الميدانية وكتاباته المبكرة ومجلديه الفكريين المرجعيين (الألفيين) المعتبرين: "رأس المال في القرن الواحد والعشرين ـ 2013"، و"رأس المال والأيديولوجيا ــ 2020".
(1) «السيرة الذاتية الحقيقية: الصدق والجرأة»
السيرة الذاتية هى نوع من أنواع التعبير عن الذات. وبحسب أحد أهم منظرى هذا المجال «فيليب لوجون» (1938 ــ ) فى كتابه المرجعى: «الميثاق الأوتوبيوجرافى»؛ الصادر مطلع السبعينيات، بأنها: «حكى استعادى يقوم به شخص واقعى عن وجوده الخاص، وذلك عنما يركز على حياته وحده، وعلى تاريخها».. وتقاس مدى جودة السيرة الذاتية بمدى التطابق بين: «السرد والمؤلف وشخصيته».. أى لا بد من أن يتوفر التطابق بين الحدث/الأحداث وبين التاريخ المعروف عن المؤلف وشخصيته خلال فترة زمنية محددة أو ممتدة. ويشدد «عبد اللطيف الورارى» فى تقديمه لكتاب «ترجمة النفس: السيرة الذاتية عند العرب ــ 2019»، على أن «إدماج المؤلف، أو كاتب السيرة الذاتية، معلومات بيوجرافية حقيقية فإن ذلك ليس يكفى: ينبغى لأن يحصل هناك اتفاق مسبقا بين المؤلف وقارئه. فالمؤلف يلتزم بأن لا يقول إلا الحقيقة، ويكون مؤتمنا فيما يخص حياته. فى مقابل ذلك، يُقر القارئ بأن يمنحه ثقته«. إن هذا الالتزام الذى يؤكد فيه المؤلف على التطابق بين كل من السارد والشخصية هو الذى يحقق «الميثاق»، أو العهد، بلغة «لوجون»، بين الشخصية وبين السارد سواء كتبها صاحب السردية أو رواها مؤلف آخر عنه.. وما يزيد من جودة السيرة الذاتية هو حضور المعالجة الملائمة التى تحافظ على مصداقيتها وتؤمن لساردها مساحات أكثر من الجرأة لطرق مناطق منها ما هو: أولا: مسكوت عنه، وثانيا: محرم، وثالثا: ذات قداسة ما،.. ما يضمن سيرة ذاتية حميمية وحقيقية.